• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

البراءة في الحضيض

يوسف عماره بن عيسى


تاريخ الإضافة: 27/10/2013 ميلادي - 23/12/1434 هجري

الزيارات: 5322

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البراءة في الحضيض


الأطفال يُبصرون بعين بريئة لا تكتنف حولها دقائق غل أو شرارة حسد، ويُحبُّون بقلب طاهر وعفيف بعيدٍ عن المقت والقنوط، ويصافحون بأيادٍ نقيَّة مجردة من النجاسة ودناسة الأشرار، ويُنصتون بآذان واعية، ويتكلَّمون من ثَغْر صادق بكلام البراءة لا بكلام المقتضب أو الفاتر.

 

1- وهل تبقى عين الطفل بريئة وهو يحدِّق إلى الشر المكتنف حول الخير؟ يرى على شماله الجَوْر والظلم وسوءات الشيطان قد غطَّت مكارمَ الأخلاق ورقائق الملائكة، ويُبحلق عند يمينه ليغرق في بحر الربا، والراشي والمرتشي، فلا يكاد يرى يدَ المُحسِن والمتصدق المخلص في هذا اللج، وينظر أمامه فيرى قضبان السجون قد امتلأت بالمجرمين القتلة، والأبرياء المحبوسين بالحيف، ويلتفت الطفلُ الغضُّ (اللين) وراءه ليرى المحتال يتسوَّل كأنه الجائع الذي يطلب طوق الحياة، ثم يتفاجَأُ إذا علِم أن هذا المخلوقَ يُخفي تحت ردائِه الهش جسدَ منافقٍ تعوَّد على الكسل، ويضع فوق وجههِ الغامر بالبهتان قناعًا عَبوسًا يستهدف رِقة الناس ليُرضي مطامعه الساذجة، وهنا اختلط الصبي بين المسكين المحتاج الذي يدعو اللهَ رحمةً به وأُنسًا بعباده، وبين ذلك المحتال الذي يُفتر الناس نهارًا ومساءً.

 

2- وهل يظل قلب الطفل عفيفًا طاهرًا ويحبُّ وهو يشهد تدنيس المقدَّسات، وانتهاك الحرمات في دهرٍ لم تعشِه أية موكبة من قبل؟ يرى الناس وحتى أقارِبَه يمقُتون بعضَهم البعض وهم يسكُنون تحت سقف واحد، ويسيرون على أرضٍ ذَلول جعلها القدرُ موطنَ المودة والرحمة ليلم الخلق، يتعجَّب الولد عندما يُهرَع إلى عالم الوقائع المليء بنظرات الشؤم، وقطع العِيادة بعد أن كان ينشد أناشيد صلة الرحم، ويتلو أغاني الحب مع زميلتهِ الحسناء في المدرسة.

 

3- وهل تظلُّ يد الطفل نقية يملؤُها الأمان والوداعة ليصافح الغرباء؟ لا وألف لا، بعد أن شهِدَ مَن هم في مثل سِنِّه يُذبحون ويُزَجُّ بهم في الجُبِّ بلا ذنب كأنهم أنفال مسلوخة، يرى مَن هم في مثل سِنِّه وهم يُختَطفون من حيث لا تشعر بهم نفسٌ، ولا تسمع أذنٌ صراخَهم وعجيجهم، إلا الله تعالى، لا أظن أن الطفلَ سيبجَح ويغتبط بمصافحة هاتِه الأيادي المشكوك فيها، ومسامات جِلدها مغلَّفةٌ بخضاب دم الأطفال البريئة، فقد بات اليوم يخشى هؤلاء العِباد المنقبة ببُرقع الذِّئاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة