• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

خطبة الشيخ

خطبة الشيخ
سيرة عكرة


تاريخ الإضافة: 21/10/2013 ميلادي - 17/12/1434 هجري

الزيارات: 9982

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطبة الشيخ...


تأخرتُ في مهمة دعوية، فتوقفتُ لنداء صلاة الجمعة عند أقرب جامع، متنازلًا عن رغبتي في الاستماع لشيخي المفضل في جامع آخر.


وجلست في الصف الأول، إذ لم يكن له من ثانٍ، وانتظرت ظهور الخطيب فلم يظهر، وإذ بالحاضرين يدعونني إلى المنبر! أوْهَمَتْهُمْ لحيتي بأنني شيخ وعالم مفكر، مع أنني لم أتجاوز العشرين من العمر! وبعد إصرار رهيب وكثير من الدفع والجرّ، خفتُ تأخر الوقت، فصعدت ووجهي يحمرُّ ويصفرّ، وألقيت نظرة حيية على جمهوري الصغير أحاول اعتياده، وحِرْت ماذا أقول أول الأمر.


حتى جال برأسي خاطر وصرتُ في عالم آخر:

«بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، واتباع نوره وهداه.


إخوتي، ربما تعبِّر الكلمات، أما الشعور فلم يعبِّر، فَقَد الوجدان النطق وصُمَّتْ نبضات القلب فلا تدري كيف تدُقّ، وتاهت مياه العيون، وانزوت الروح في ركن قصي حتى تخدَّر الجسد الحر.


نظر المصلون بعضهم إلى بعض في اندهاش وتعجب، ثم عادوا ينصتون إليّ بشدة.


«لا أفهم... تلك المصطلحات الثقيلة، وتعجزني الألعاب الخفية، والخطط المرسومة. سوريا وفلسطين ومصر، أمريكا وإيران، ثم هناك أفغانستان والشيشان والعراق وبورما، وغيرها. هذا في صف ذاك، وهذه ضد تلك، وهم يريدون تدمير هؤلاء...


فقط لا أصدق حين أنظر إلى الشاشات... يهولني أن أرى «300 قتيل»، و«500 قتيل» و»2600 قتيل»! هل هذه أعداد من البشر أم الحجر؟ أُحدِّقُ وأفكر... وما زلت إلى الآن أنظر حتى لم تعد عيوني ترى. أصبحتْ أفلام الرعب تثير سخريتي! أمامي رعب حقيقي واقع، هؤلاء مسلمون مثلنا يذبحون كل يوم في مجازر بشعة، ولربما يأتينا الدور وما زلنا لا نشعر!


سيأتي دورنا لأنها معركة الإسلام، هو هو في كل مكان، أعرفه وأشتم عبيره الذي اختلط برائحة الدم.


هذه الحياة ليست لنا... فإما الشهادة، أو أن نعيش لنبذل مالنا ودعاءنا وأنفسنا وأعمارنا وأرواحنا لإخواننا، لكيلا نُعَدَّ من الخائنين ويعذبنا ربنا على تقصيرنا، وحتى لا نعيش كالبهائم نرعى ويرضى الأعداء عنا فلا يصيبوننا بأي أذى.


مهما حاولنا إقناعهم، هم لا يريدون الإسلام، لأنه يأمرهم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهو لنا عدل ونور وضياء لأنه من عند خالقنا الذي يعلم ما خلق، أما لهم، فهو سجن لشهواتهم المريضة وأهدافهم المنحطَّة.


فيا الله أتمم نورك، واهزم أعداءك وانصرنا عليهم، وأَحِقَّ الحق على أيدينا وارفع راية الدين رغم أنوف الظَالمين المعتدين... ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ [القمر: 45، 46].


توقفت هنا وارتميت جالسًا محتارًا كيف خرجت مني هذه الكلمات ارتجالًا في هذه اللحظات وبهذا اليسر، وتعالت تكبيرات حماسية للحاضرين، فاستعدتُ رباطة جأشي ووقفت لألقي خطبتي الثانية، دعاءً لأمتي من قلب كالجمر.


تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة