• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ابتكار عربي نبذه أصحابه

ابتكار عربي نبذه أصحابه
أ. عاهد الخطيب


تاريخ الإضافة: 20/10/2013 ميلادي - 16/12/1434 هجري

الزيارات: 3457

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ابتكار عربي نبذه أصحابه


قدمت الحضارة العربية الإسلامية إبان عهود ازدهارها التي امتدت قرونا طويلة للإنسانية جمعاء إنجازات عظيمة في كل مجالات المعرفة والعلوم المادية والثقافية نهل الغرب ممثلا في أوروبا آنذاك منها الكثير وفي حين بدأت ملامح النهضة الأوروبية في الظهور مع بزوغ القرن الميلادي الخامس عشر بعد عصور من الظلام عاشتها بلدانهم بتنامي اهتمامهم بالعلوم المادية فقد قابل ذلك انحسارا وتراجعا في الطرف الآخر عند المسلمين وخصوصا بعد انكفائهم وأفول حضارتهم في الأندلس نتيجة لانقسامات داخلية وصراعات مريرة على السلطة شهدتها سنوات حكمهم الأخيرة ومنذ ذلك الحين بدأت الهوة العلمية تتسع تدريجيا لصالحهم حتى آلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن فتفوقوا علينا علميا بمراحل ولم نتمكن في عصرنا من جسر هذه الهوة بنقل التكنولوجيا الحديثة التي طوروها وتوطينها والبناء عليها كما فعلت ذلك دول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية في وقت قياسي فأصبحوا يقارعون الغرب في كل مجالات التقدم التقني بينما انتهى بنا الحال كأمة عربية نتيجة لتقاعسنا أن صرنا أشبه بجمهور من المتفرجين على مباراة تشتد فيها المنافسة بين أقطاب العالم في الشرق والغرب على تسجيل براءات الاختراع لابتكارات تقنية تولد كل يوم واكتفينا بدورنا كمستهلكين شديدي الحرص على متابعة واقتناء آخر ما تبدعه عقول الآخرين والتباهي باقتناء أجوده وأغلاه ثمنا.

 

واحد من الابتكارات العربية المدهشة التي قدمتها حضارتنا للغرب ما هو متعارف عليه عالميا في وقتنا الراهن بالأرقام العربية والتي انقسمت الآراء حول مخترعها بين صانع زجاج من المغرب العربي والعالم المسلم الشهير الخُوارزمي ولكن الآراء مجمعة على انه ابتكار عربي صرف سواء كان ذلك في مغرب العالم الإسلامي المترامي الأطراف آنذاك أو في مشرقه، وتم تصميم هذه المنظومة من الأرقام استناد إلى مبدأ عدد الزوايا في كل رقم من واحد إلى تسعة أما الصفر فانه يتخذ شكلا دائريا أو اهليجيا فارغا من دون زوايا وقد كان الخوارزمي رائد علم الجبر هو أول من ابتكر الصفر واستخدمه في الأعداد والحساب كما يعزى إليه الفضل في تحوير أشكال الأرقام العربية إلى الصورة التي هي عليها الآن ويرى آخرون حجتهم ضعيفة أن هذه الأرقام من أصل هندي وان العرب نقلوها إلى شمال إفريقيا والأندلس وان الأوروبيون أعجبوا بهذه الأرقام ونقلوها عن العرب ومن ثم انتشرت لباقي دول العالم.

 

أما الأرقام التي نستخدمها حاليا في دول المشرق العربي وبعض دول الجوار والتي صفرها هو مجرد نقطة لطالما تسببت في كثير من المشاكل نتيجة لعدم الوضوح فإن الرأي الراجح أنها أرقام هندية وصلت إلينا أثناء حركة الترجمة النشطة من لغات متعددة إلى العربية في العصر العباسي في حين يرى فريق آخر له أدلته من الكتب العربية القديمة والنسخ القديمة من المصحف الشريف أن هذه الأرقام هي أيضا أرقام عربية يجب الإبقاء على استعمالها في كتبنا ولا يجوز التفريط فيها ولا بأس بوجهة النظر هذه ولكن هناك البعض ممن لا يعترف أصلا بالأرقام الأخرى على أنها أرقاما عربية ويرى أنها أرقاما أجنبية تعود لأصول لاتينية والواجب عدم استخدامها على الإطلاق باعتبارها أرقاما عربية على الرغم من إقرار أصحاب الشأن أنفسهم من الغرب بأنها ابتكار عربي خالص فهل يعقل أن يتصور احد أنهم يفعلوا ذلك من باب المجاملة مثلا بأن يقروا للعرب ما ليس لهم فيه فضل؟ أو لغايات سيئة في نفوسهم كما يظن أصحاب الرأي الأخير؟ أم أن الأكثر دقة أن نقول أن كل ما في الأمر أنها مسألة تاريخية قد حسم أمرها منذ زمن ولو أن منظومة الأرقام هذه منشأها غربي لما ترددوا لحظة واحدة في إعلان ذلك ولكانوا فخورين به بدلا من نسبته لغيرهم؟.

 

أما آن لنا أن نخرج من دائرة الجدل هذه ونكف عن نبذ اختراع أسلافنا ونعيد إليه اعتباره برده إلى كتبنا؟.

 

وعلى أية حال فإنه يبدوا أن العرب لم يقتصروا في إعجابهم بالابتكارات الهندية القديمة على مسألة الأرقام فحسب - وهو نقل محمود - بل امتد لابتكار هندي آخر هو الشيشة ومن مظاهر إعجابنا الشديد كعرب بهذه الآلة المدمرة للصحة أننا تفوقنا بجدارة في صناعة وقودها المشغل من "المعسل" بنكهات متعددة وابتدعنا لها أشكالا جميلة وألوان زاهية وتصاميم من مختلف المقاسات والأحجام تسر الناظرين وتساهم في جلب المزيد من الزبائن إضافة إلى تطوير خدمات تقديمها في المقاهي وتوصيلها للمكاتب والمنازل وتعدد أسمائها عندنا كالأرجيلة والجوزة والنارجيلة وربما غيرها مما لم أقف عليه من أسماء ومما يؤكد مدى تعلقنا بالة التدخين هذه أن أحدث الإحصائيات في عدد من بلداننا العربية تشير إلى تزايد مطرد في أعداد مدخنيها خصوصا بين الجنس اللطيف.

 

من المهم الإشارة قبل الختام إلى أن الهنود أنفسهم قد لا يحملون لشيشتهم نفس الود الذي لدى العرب كما هو حالهم مع أرقامهم التي لا يستخدمونها بل إنهم وجهوا اهتمامهم منذ ما يزيد عن العقدين إلى اختراعات أخرى لغيرهم أكثر أهمية ونقلوها لبلدهم مما جعل من الهند اليوم من الدول المنافسة في صناعات أساسية كالصلب والسيارات المختلفة ولا سيما الاقتصادية منها في استهلاك الوقود إضافة لتبوئهم المرتبة الثانية عالميا في مجال صناعة البرمجيات الحاسوبية وتصديرها للدول المتقدمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة