• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أوروبا وترجمة القرآن

أوروبا وترجمة القرآن
عارف التوام


تاريخ الإضافة: 21/10/2013 ميلادي - 17/12/1434 هجري

الزيارات: 7246

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أوروبا وترجمة القرآن

ترحيب علماء الفرنجة بترجمة معاني القرآن الكريم


(كل شيء) - [1] il toutto مجلة إيطالية تعد في طليعة المجلات العالمية، حيث تضارع في سعة انتشارها وطرقها الأبحاث العالمية (مجلة العالمين) الفرنسية و(تيت بيت) الإنجليزية و(السيانتيفيك) الأمريكية؛ أي أنها الميدان الفسيح الذي تجول فيه قرائح (ماركوني) و(ليبرتيني) و(ماسينيون) و(ديلاف) وغيرهم من علماء الغرب الأعلام، فتطفوا على صفحاتها اللآلئ الكامنة في أغوار تفكيرهم الممتاز.

 

تصفحت العدد الأخير منها عن شهر آذار سنة 936 فإذا فيه مقال للمستشرق الشهير (ليبرتيني) خصصه لبحث قرار مجلس الأزهر المتعلق بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية الحية. فحبذ هذه الفكرة وصفق وهلل لها حتى خلته يكشف عن ضمير أشبع بفطرة الإسلام، لا بل خلته أقوى مني إيماناً وأنا المسلم العريق في إيماني.

 

لنستمع إلى هذا الجهبذ المسيحي كيف يحيي رجال الأزهر محبذاً فكرتهم فيقول:

[أرى أبحاثي المتعلقة بالدين الإسلامي والمدنية الإسلامية التي قدمتها إلى العالم الأوربي حتى هذا اليوم سوف تضؤل قيمتها وتميع مادتها بعد أن تنكشف أمامي معاني القرآن الكريم، مترجمةً ترجمة صحيحة فأفهم منها خمسة أضعاف ما فهمته إلى اليوم، بل أراني على ثقة بأن سوف تنكشف بهذه الترجمة أسرار للقرآن الذي ما قرأناه إلا عربياً تبطل كل باطل تبجح به فلاسفة العصور الغابرة والحاضرة، ويستقبل الإسلام عطفاً جديداً وعاماً من كافة المحافل العلمية في أميركا وأوروبا، وربما كان لهذا العطف معنى آخر ومرامي أوسع لا أحب التوغل فيها الآن رغماً عن كوني ألمس هذه الحقيقة لمس اليد].

 

[أنا درست اللغة العربية درساً كافياً، وأصبحت ملماً بها كأحد أبنائها، بل زدت على الكثيرين منهم بأنني درست هذه اللغة الكريمة الواسعة من النواحي العلمية والاشتقاقية، ومع ذلك فإنني كلما أردت سبر غور معاني القرآن ورموزه الساحرة ومراميه الفلسفية العالية أقف حائراً لا أفقه شيئاً، وإنما أشعر بأنني تجاه تعاليم سامية وحكم لاهوتية بليغة وتشريع محكم عجيب وعدل أخّاذ]..

 

[الحق أنني لم أعد أعرف نفسي إذا كنت لم أزل مسيحياً، أم أن تعاليم القرآن الساحرة وأشعة النور التي تنبثق من وراء الأكمة التي يرقد عند سفحها (محمد العظيم)، والتي استولت على كل مشاعري، وأضاءت الظلمة التي أتيه في ديجورها، قد حولتني عن دين آبائي وأجدادي. ولكن إذا صح بأنني ما برحت مسيحياً فيكون ذلك جلداً ومكابرة، بل اعترافاً مني بأنني ما برحت جاهلاً حقيقة الإسلام].

 

[القرآن كزورق النجاة يطفو على وجه الخضم حاملاً 400 مليون مؤمن بينهم 360 مليوناً ما فهموا لا هم ولا آباؤهم وأجدادهم شيئاً من معانيه العربية الفصحى لأنهم أعجميون... ومع ذلك ما برحوا يمتطون غارب هذا الزورق السحري بتهالك الغريق وقد هدد بالغرق. فانظر إذاً إلى القدرة والجاذبية الكامنتين في طيات هذا الكتاب الإلهي!!].

 

[ليت شعري لو ترجم القرآن إلى لغات هؤلاء المؤمنين الأعجميين وتفهموا ما احتوى من معان خلابة وقواعد نـزيهة وتشريع انفرد من بين جميع الشرائع السماوية بقوة أحكامه وتعاليمه الإنسانية البليغة ألا يتضاعف إيمانهم وتتكون منهم كتلة مؤمنة لو انقضت بعامل قوة هذا الإيمان على الجبال لدكت شواهقها وعلى الجحافل لبددت صفوفها؟؟].

 

[إن العرب أنفسهم لم يتفهموا القرآن كما يجب أن يفهم، ما خلا فئة منهم ظهرت في إبان نـزوله أي على عهد محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن بعد وفاته بقليل. فرأيناها تمشي بقوة إيمانها على سطح اليم وفوق الأثير، على الأرض وفي الهواء فاتحةً مكافحةً حتى خفقت راياتها فوق أرجاء العالم بأسره ويوم نسي العرب، أو جهلوا معاني هذا السفر الساحر تلاشوا واضمحلوا... لذا فإني أصفق استحساناً لجماعة الأزهر لتعويلهم على ترجمة معاني القرآن وأبارك لهم في مسعاهم الجليل الذي أتمنى أن يسرعوا في إنجازه قبل أن تطرأ عليه عوامل المد والجزر فيتلاشى من أساسه شأن كل مشروع إصلاحي في الشرق]. اهـ

 

هذه كلمات بينات أتحفنا بها العالم البحاثة (ليبرتيني) وأنت ترى أنه ألمّ بكلماته القليلة بكل ما يخالج قلوبنا معاشر المشتغلين بالحركة الإسلامية من لوعة الجمود التي استولت على الأجيال الإسلامية التي تفرعت وتنوعت على إثر انحطاط مدنية العباسيين وتوغلها في مهامه الجهل المطبق.

 

إن المعجبين بالدين الإسلامي في أوربا وأميركا وآسيا يعدون بالألوف، بالرغم عن ضآلة الدعاية للإسلامية في هذه الأقطار. فلو أتيح لنا إحكام هذه الدعاية أو التبشير كما يقولون وفي مقدمة ذلك ترجمة معاني القرآن إلى لغات هؤلاء المعجبين القلائل، أفلا تجدنهم يبلغون الملايين عداً وتعلو كلمة الله في كل مصر لألاءةً ويشرق نور الإسلام الساطع على جميع هذه الأمصار وتردد في هذا الدين الحنيف الآية الكريمة القائلة: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾ الخ.

 

إننا إن طمعنا معاشر المسلمين بكثرة الأنصار فإنما نتوخى من وراء ذلك انتشار التعاليم الإنسانية الفذة بين البشر وإسداء شريعة عادلة للناس تحكم بينهم بالرفق والمساواة وتخلص البشرية من آفة الفوضى والعداء المستحكم بين الأقوام. فهل نعد حركة رجال الأزهر النبيلة وإزماعهم على ترجمة القرآن الكريم مقدمة لوصول البشر إلى هذه النتيجة أو إلى ما يقرب منها؟؟

 

ذلك مقرون بعلم الله وهو العليم الخبير.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الأولى، 1355هـ - 1936م



[1] توثقت عرى المودة والولاء بيني وبين الأديب الإيطالي الكبير السنيور [غبريال كيزو] صاحب هذه المجلة منذ كنت مقيماً في إيطاليا، وما برح يبعث إليَّ بمجلته إلى اليوم وهي تصدر مرة في الشهر وعدد صفحاتها 250-300.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ترجمة القرآن الكريم
Hassan.omar - سودانى يعيش فى مصر 02/11/2013 06:57 PM

هذا التوجة لترجمة القرآن (أو معانية) أكيد سوف يزيل كل الأخطاء التى ارتكبها (الغير) , بقصد, أو بدون قصد, ونصل الى نفس الفهم الذي وصل إليه المستشرق (ليبرتينى), وعلى الله قصد السبيل !

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة