• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

إنهم قادمون!

عبدالعظيم صبحي صقر


تاريخ الإضافة: 6/6/2009 ميلادي - 13/6/1430 هجري

الزيارات: 10117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنهم قادمون!
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

منذ ما يزيد عن قرنين من الزمان، بدأ الخداع، عملية منظَّمة استهدفَتِ استئصال عقل هذه الأمة المفكِّر، وقلبها النابض.

إنهم يعدُّونها من مراحل الازدهار، في حين أن الكثير من العقلاء أعدوها أولى مراحل الاندحار.

بدأتْ بالبعثات، شباب لمَّا تكتمل أسنانُهم بعدُ، ابْتُعِثُوا إلى الغرب؛ بعضهم ليجلب المعارف التكنولوجية، وهذا حق، وكانت تحتاجه الأمة، ويا ليتهم فعلوا!
أما الآخر، فقد ذهب ليجلب لنا ثقافة الآخر!

هكذا، وبكل بساطة، ألقى الشباب - المتهور! - عمائمَهم في البحر عند أول نفخة في بوق الباخرة، وعن طيب خاطر أُلْقِيَت ثقافة اثني عشر قرنًا من الإسلام، وستة عشر قرنًا من العربية، حينئذٍ.

ولقد أوحى إليهم بعضهم - والله أعلم بالمقاصد - أن يجلبوا فنونًا من ذلك (الغرب)؛ ليضيئوا بها عقول (الشرق)!

جاءت القصة، والرواية، والمسرحية، والأغنية، ادَّعَوا أنهم يجلبون فنونًا من رائق القول، إنما هي أولى مراحل المؤامرة؛ قصة سهلة، ورواية ممتعة، ومسرحية جذابة، والشعر، آآآآه على الشعر! ذلك الدرب من القول الذي كان يقوله أجلاف الأعراب في البادية، ممن لم يتسنَّ لهم - والحمد لله - الاطِّلاعُ على ثقافة الغرب المتمدين.

العرب الأجلاف، شبَّهوا النساء بالحيوانات (الظبي والبقر)؛ وذلك لأنهم لم يشاهدوا حسناوات أوروبا، ولم تخلب ألبابَهم نجلاواتُ فرنسا؛ بل ولم يحكوا إلا عن الخيمة، والحصان، وبعر الآرام، ألم يشاهدوا البواخر والطائرات، والأبراج المرتفعات؟! {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [آل عمران: 187].

قدَّموا البديل، وشوهوا الأصيل!

لا تنظر خلفك، وإلا فاتك قطار التقدم!

الماضي - العزيز - تَخَلُّف، والحاضر - الذليل - تَقَدُّم!

تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، تَقَدَّمْ، وليس أمامك سوى هذا التَّقَدُّم.

لا تصف الصحاري والوديان، لا تركن إلى الماضي والجمود، انهض، تقدم، فهناك حسناوات في الانتظار، هيا، إنهن مللن الانتظار.

ومرت سنون، وسنون، وسنون، كسِنِي يوسف، جدبٌ وقحطٌ فكريٌّ، تقليدٌ وتنميقٌ وتلفيقٌ وخداعٌ ثقافيٌّ.

"وخلف من بعدهم خلف"، نسوا حقيقة المؤامرة، ولم يَرَوْا إلا الخديعة قابعة فوق صدورهم، خانقة لعقولهم، صارت العقول كأطفال الشوارع، لا يدرون من أين أتَوا؟ ولا إلى أين يذهبون؟

تملَّكوا المنابر، فتملكوا العقول، فأسروا الأرواح، قالوا لهم: آباؤكم الفراعين العظام، وأعمامكم البابليون العتاة، وآشور خالكم، وإسبرطة مهدكم الأول!

قالوا لهم، وقالوا لهم، وقالوا لهم، صار الماضي (السحيق) العربي الإسلامي كأحاديث "خرافة"! حتى تساءل بعضهم: "هل حقًّا كانوا هنا؟!"، وصار عُبَّادُ الأوثان مرآة الحضارة، وصدق فيهم قَوْلُ نبيِّهم: ((سيتقارب الزمان، ويُصَدَّقُ الكاذب، ويُكَذَّبُ الصادق، ويؤتمن الخائن، ويُخوَّن الأمين، وينطق الرويبضة))، آآآه يا زمن الرويبضة!

أو كما قال الصادق الأمين - عليه أفضل الصلاة والسلام - على مر الأزمان.

وعندما نهض الأموات من سبات التعفن الفكري النتن، وقالوا: يا قوم لستم هكذا، إنما كنتم هكذا، ولكن أنَّى يُسمع المنادي الأموات؟!

اتَّهموهم بالرجعية والتخلف، والبرجوازية المتعفنة، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...، و...

حتى ملَّت ألسنتهم من الكلام، وأهالوا عليهم الركام، وكمَّمُوا الأفواه، وقالوا: كُفُّوا عن الكلام، ما أنتم منا ولا نحن منكم، وإنا بريئون مما تقولون.

ولكن النبتة الحية وسط الدمن البالية، والخرائب المتعفنة، أبتْ أن تموت، لا؛ بل أُبي لهم أن يموتوا؛ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
وظلَّت النبتة الصغيرة تنمو، وتنمو، وتنمو، ولم يلاحظها المحتل الفكري الجاثم فوق عرش العقول.

سألتُ أحد المجمعيين القدامى عن الوضع المتردي للثقافة العربية، خاصة لغتها الباسلة، فقال لي: بُني، الأمل في أن ينهض جيل جديد غيور على لغته.

وها قد عاد المارد العربي المسلم، نهض ليقتلع أشجار الغرب التعيسة، قراء، شعراء، أدباء، حقوقيون، فقهاء، خطباء، محدثون، أئمة، ودعاة، و... و... و...

فيا أيها الوَسَخُ الفكري النتن، هيا فانجلي؛ فلقد عاد مارد، ومارد، ومارد، ومارد، وعاد زمن العماليق، اختبئ هناك حيث لا يراك أحد، هناك، خلف مزبلة التاريخ!

فإنهم قادمون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر واستفسار
عبد العظيم صقر - مصر 03/11/2009 02:50 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله إخواني القائمين على الموقع على ترشيح المادة
وأتمنى تزويدي بآخر الأخبار

تعليق الألوكة:

أخي الكريم... ظهرت نتائج مسابقة كاتب الألوكة
http://www.alukah.net/
1- أشكر الكاتب على المقالة الرائعة
بنت الإسلام - مصر المسلمة 14/06/2009 04:40 AM

أرجوا من الله لك الفوز فى الدنيا والآخرة وأسأل الله أن يهدى المسلمين ويردهم إلى دينهم ردا جميلاوأن يهدى شباب وفتيات مصر ويجعلهم حملة لدينه وأن يرزقنى وإياكم الشهادة نحن لا نملك إلا الدعاء والدعوة إلى الله وما علينا إلا البلاغ فإن الهدى هدى الله وأشكر الألوكة والقائمين عليها وأقول لهم حقا .............(أحبكم)..............أخذتم قلبى واستمتعت معكم أدعوا لكم دائما بالإخلاص والثبات ابنتكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة