• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

سياط الهجرة والأمل المنشود!

رشيد العطران


تاريخ الإضافة: 18/9/2013 ميلادي - 14/11/1434 هجري

الزيارات: 5348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سياط الهجرة والأمل المنشود!


الارتحال عن الأوطان حالة لا يزال صداها في قلبي، ورنين حروفها في أذني، وعلى مدِّ بصري أراها واسعة الأطراف، تحلِّق في الأجواء، وتمخر عُباب البحر، وتقطع الميل تلو الآخر؛ لتجد عيشًا كريمًا يحفظ لها ماء الوجه المصون، ويكفُّ عنها لعناتِ الفقر القاتل، ويداوي جراحها النازفة بعبارات المنِّ المذموم، ويُعيدُ إليها الأمل في استكمال مسيرة الحياة دون مذلةٍ أو استجداء.

 

إنها كربة المهاجر المأسوف، ودمعة المسافر الموجوع، بل ولظى المحب الملتاع؛ فمن بين الصاحبة والولد، والوالد وما ولد، إلى أنين الغريبِ المكلوم، والعمل المُجهِد المشؤوم، إلى لمعان الدينار والدرهم، وأحلام اليقظة والمنام، إلى صباح ليلة يدرك فيها بؤس الأحلام، والحال كما قيل:

وقلت: الوعد سيدتي فقالت
كلام الليل يمحوه النهار

 

إنها مسيرة خطَّها الفساد بيديه، وتفنَّن في رسمها، ورسَم معالمها، ووضع لها قوانينَ وشرائع تؤكِّدها وتثبتها، فتغيرت لديه الموازين، فصار العالِم جاهلًا، والفاسد مصلحًا، وصاحب الفوضى مرتبًا، وتناسى فيها أن الربَّ "حيٌّ قيوم".

 

ما أحلمَ اللهَ عنهم! ناموا وعيون الألم ساهرة جافية، وأمِنوا والخوف يخيم على رأس غائب ومهاجر، عجبي لهم: كيف لهم أن يتناسوا أطفال الاغتراب، وأمه وزوجته وجيرانه والجمع الغفير؟! ﴿ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 42].

 

لقد هاجر المسكينُ موطنَ الألم؛ ليرسم البسمة على شفاهِ صغير يبحث عن لعبة يتسلى بها، أو ليُذهِب الحزن عن ثكلى مكلومة، أو ليعيد الأمل إلى أرملةٍ تبحث عن عائلٍ يكفلها، أو ليقول للعزة والشموخ: قِفَا ها هنا فقد آن للكاهل المُضنَى أن يُلقي عنه تعب الأيام والليالي، سامحيني يا أمي، واغفر لي يا أبي.

 

لقد أدرك الراحل الغريب ما معنى الحياة بلا وطن، والعيش بلا سكن، وكيفية التنقل من عالم إلى آخر يختلف عنه في السلوكيات والعادات والطباع، بل في اللغة واللون والجنس، ولا بأس في ذلك، فهو يغادر ليكون أكثر اندماجًا مع أصل خلقته (التراب)، وليدرك أن هذا الكون إن ضاق أحدُ جانبيه اتّسع الآخر، وإن اشتدَّ أسفله انفتح أعلاه، وإن اسودَّ رأسُه بقيت صفحةُ الوجه مشرقةً، فهو إذًا بين الشدة والرخاء، بين اليأس والأمل، بين القنوط والتطلع، يجاهد ويثابر، ويبذل ويعطي ليبقى أثرًا قبل الرحيل!

 

حبالُنا موصولة...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- شكر
حسن - السعودية 19/09/2013 12:50 PM

أخ مهما ذهبت عنا والشكر

6- المهاجر
أبوحسام - ksa 19/09/2013 08:26 AM

لله درك كم أنت رائع لقد وقع كلامك على جراح القلب كالبلسم الشافي
وفقك الله وإلى الأمام

5- سلمت يمينك
عصام الهمداني - اليمن 19/09/2013 07:37 AM

دائماً ما تتحفنا يا شيخ رشيد بمقالاتك الجميلة
تلامس فيها الواقع بطريقة ادبيه مميزة
سلمت يمينك

4- لله درك....
صدام - اليمن 19/09/2013 06:38 AM

أجدت وأفدت .. أبدعت وتفننت ... غزيت القلوب وعرفت ما يجول فيها... قرأت كلمات الراحلين عن الأوطان والعلة في الظروف فوضعت عليها بصمات ونقاط على الحروف ....
شكرا أخي رشيد قرأت لك الكثير فإذا بي أشعر أني أغوص في بحر من المواهب المخفية...
شكرا لك على هذه الكلمات الرائعة ... فزادك الله علما وفقها ودراية ولا حرمنا الله من نفحاتك العاطرة...وفقك الله إلى كل صواب.... أبوعدي

3- إعجاب
مختار دارم - اليمن 19/09/2013 06:14 AM

أحسن الله إليك

2- القلم الواعد
الفاروق - اليمن 19/09/2013 05:09 AM

أتيت بما يجول بخاطر كل مغترب وبما يصبرة على غربته ومعانته
شكرا رشيد

1- رائع
وليد الجبوب - اليمن 19/09/2013 02:14 AM

كم أنت متألق حبيبنا الغالي رشيد

دائماً تضع النقاط على الحروف
لا عدمتك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة