• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الوهن خطوة نحو الغثائية

الوهن خطوة نحو الغثائية
حسام كمال النجار


تاريخ الإضافة: 16/9/2013 ميلادي - 12/11/1434 هجري

الزيارات: 7333

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوهن خطوة نحو الغثائية


كثير منا سكنت الدنيا قلبه حتى عشقها أشد ما يكون العشق، وكثير منا كره الموت بكل قوته حتى أنه ما عاد يكره شيئاً مثله، وبهذين الأمرين ساهم الكثير منا في حالة الغثائية التي أصابت الأمة دون أن نشعر، فكل منا ساهم بوهنه الذي خبَّأه في قلبه وطفح على عمله حتى صرنا إلى ما صرنا إليه من تكالب أهل الباطل على أهل الحق.


فعن ثوبان مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ" [صحيح الجامع/ 8183].


فحب الدنيا وكراهية الموت هما سبيل الوهن المستجلب للغثائية التي تعيشها الأمة رغم أزماتها ورغم نوازلها الشديدة.

 

فالوهن هو الذي يجعل أحدهم يبتلع كلمة الحق ولا ينطق بها فيجعل الساحة فسيحة لأهل الباطل لينشروا باطلهم في ظل سكوته.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم يداهن على حساب دينه تاركاً عقيدة الولاء والبراء وراء ظهره مبرراً ذلك بمليء فِيه وكأن المداهنة أصبحت ديناً يُتدين به لله.


والوهن هو الذي يحجب عن قلب أحدهم كل شجاعة ليحل مكانها ارتواء من الجبن والبخل بالنفس.


والوهن هو الذي يدفع أحدهم لتغيير مفاهيمه وما كانت تسطره يداه ويتحدث به لسانه بين عشية وضحاها حتى تجده شخصاً آخر وكأنك لم تعرفه.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم يتسلق على أكتاف من هم أحق بالأمر منه ويمعن في تسلقه بإتباع أساليب الخيانة المغلفة بعناوين للفضيلة.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم يدفع بإخوانه قرابين تقتلهم أيدي الظلمة الخونة ويقف متفرجاً مكرراً للتهم التي يطلقها الظالم المتجبر على المظلوم الذي لا يملك إلا صدره عارياً أو كفيه يرفعهما إلى السماء يدعو ربه.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم إمعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساء الناس أساء يبتغي بذلك سلامة الحياة حتى ولو كانت حياة بلا دين وبلا كرامة وبلا إنسانية وكأنه مخلد.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم مستكيناً كما لو أنه ذبيحة سهلة تمشي تتلفت في وضح النهار.


والوهن هو الذي يجعل أحدهم يتعاون حتى مع المعتدي على دينه وعرضه المحتل لأرضه ويقدم له شكراً على مجهوده الذي بذله في اعتداءه واحتلاله.

 

إن من الواضح أنه لا سبيل للخروج من دائرة الوهن المستجلبة للغثائية إلا اتباعنا سبيل المتقين سبيل النجاة بصدق والعمل بإخلاص لله وحده وفق منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - لا وفق الأهواء.


ولابد أن نعبر دنيانا كأنها سفر لا نعلق قلوبنا بها وبمتاعها من مال أو منصب وغيره كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قائلاً له: "كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ" [البخاري: 6416]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة