• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أهمية العهد المكي للجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي

أهمية العهد المكي للجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي
خالد حامد عمر


تاريخ الإضافة: 17/9/2013 ميلادي - 13/11/1434 هجري

الزيارات: 16403

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهمية العهد المكي للجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي


كلنا يتذكَّر العهد المكي في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف كان عهدًا أريد به إعدادُ جيلٍ يقود العالم بمشاعلَ من نور، فيها قِيَم الإسلام وشِيَمُه التي أضاءت العالم، وجعلَتْه يسيرُ في الضياء بعد أن كان يعيش قرونًا من الجهل والظلام، وكلنا نتذكَّرُ ما لاقاه الصحابةُ من عذاب وتنكيلٍ على أيدي صناديدِ قريش، فكانت تُحمَى أجسادُهم في الظهيرة على الرَّمضاء، ومنهم مَن يُجلَد جَلْدَ البهائم، ومنهم من توضَعُ الصخرة في صدره لكي يقول كلمةَ الكفر، ولكن هيهات؛ فقد ثبتوا على الحق - بالرغم مما كان يحدُث لهم من عذابٍ - ثباتًا قلَّ أن تجدَه عند غيرهم؛ لأن قلوبَهم أضاءت بنورِ الإيمان، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصبِّرُهم على ذلك ويقول لآل ياسر: ((صبرًا آلَ ياسرٍ؛ فإنَّ موعدَكم الجنةُ))؛ مما كان يزيد من عزيمتِهم على الصبر، حتى عقدت الدهشة صناديد قريش، وكأنهم لا يُعذِّبون بشرًا بل يعذبون ملائكة لا تُحِسُّ ولا تتأذى، وقد بلَغ به - صلى الله عليه وسلم - أن وعَد سراقةَ بن مالك بسواري كسرى، وكيف كان ذلك الوعد امتحانًا فوق العادة لإيمانِ وصدقِ الصحابي سراقةَ بن مالك؛ إذ مَن يعدك بسواري كسرى، كمن يعِدُك بالحصول على (البيت الأبيض الأمريكي) في زماننا هذا، بينما كان لا يستطيعُ الواحد منهم - رضي الله عنهم - أن يسير خطواتٍ من منزله حتى لا يتخطَّفه صناديد قريش بالويل والعذاب، وقد صدَّق سراقةُ بخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما غاصت أرجُلُ فرسه في الرمال، فعلِم أنه رسول مرسَلٌ من عند الله، وخالطت بشاشةُ الإيمانِ قلبَه، فأزالت درن الجاهلية في لحظات؛ فالماء والنار لا يجتمعان.

 

نستنبط من هذه المرحلة الهامة من السيرة النبوية أنه ما من جماعة إسلامية إلا وستمرُّ بهذه المرحلة، سواء كان في بدايةِ الدعوة أم آخرها؛ فإنها مرحلة ما زالت مستمرةً ولم تنتهِ بعدُ.

 

وستمرُّ بكل تفاصيلِها المؤلمة؛ لذلك على هذه الجماعاتِ الإسلامية الحكمةُ في التعامل مع هذه المرحلة، وهذه الاستفزازات التي تواجهها، وألا تستجيبَ لها؛ لأنها لو استجابت لها وسارت على غِرارها وعلى ما يريدون، كانت النهاية لا محالة.

 

ومما نستنبطُه من هذه المرحلة الهامة أيضًا أنها بدأت بالدعوة إلى التوحيد، وأن ما مر بهم من عذابٍ وتنكيل ليس لرغبتِهم في تبوُّءِ منصبٍ دنيوي ينالون به الرئاسة في قومهم، إنما لدعوتهم لتوحيد وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((قولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، تُفلِحوا))، حتى قالت قريش: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، فكان رد المشركين في ذلك الزمان وفي كل زمان: ﴿ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 68]، ومن هنا بدأت معاناةُ المسلمين في ذلك العهد، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبِّرُهم ويذكِّرُهم بأن ما يلقَوْنه من عذابٍ الآن وجَد مثلَه وأكثرَ منه الأولون مع أنبيائهم؛ كبني إسرائيل وفرعون، وقصة أصحاب الأخدود، وغيرهم من الأمم، وقد كان ذلك يمثِّلُ لهم دفعة معنوية كبيرة للصبر على ذلك.

 

أقول وأؤكد مرة أخرى: إن التغيير الحقيقي لا يتم عبر السلطة دائمًا، بل عبر الدعوة إلى الله بتوحيده، ودونكم قصةَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبه؛ فقد كانوا ضعافًا يتخطَّفهم الطير، فصبَروا ودعَوْا قومهم إلى التوحيد الخالص للهِ وحده - سبحانه - حتى دانت الجزيرةُ العربية كلها لله، وأصبحت كلها تلهج بشهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوحَّدت بعد تشرذُمٍ وتمزُّق، وقوِيَت شوكتُها، وتمخض منها رجال نشروا دعوة التوحيد أولاً في أقطارِ العالم حتى ملَكوا كسرى وقيصر، وحتى أُلبِس سراقةُ بن مالك سواري كسرى وهي تتلألأ في يديه، وقد تيقن وازداد يقينًا على يقين أنه صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك على الجماعاتِ الإسلامية أن تدرُسَ هذه المرحلة المكية الهامة من تاريخ الدعوة، وتعلِّمَها لأبنائها، وأن تنظرَ إليها بعين ثاقبة فاحصة، وأن تبدأَ بما بدأ به الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - فالحرب بين الشرك والتوحيد ما زالت قائمةً أبد الدهر لا تنطفئ نارُها حتى يرث اللهُ الأرض ومن عليها.

 

وأخيرًا: فإن هذا العهد والمرحلة المكية تمثل كمخاض الجنين في بطن أمه، فمجرد قليل من الصبر والحكمة يكون المخاض سليمًا، وإلا كانت النهاية الحتمية الحزينة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة