• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عن ماذا أبحث؟

عبدالكريم علي جامع فايد


تاريخ الإضافة: 5/9/2013 ميلادي - 1/11/1434 هجري

الزيارات: 7926

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عن ماذا أبحث؟


أعدو بجنون بين الأزقة الضيقة، أراوغها مراوغة نجوم الكرة في الملاعب يسرقون أبصار المشاهدين، أُقلّب بصري في أرصفة الطرقات التي تكسوها الآلامُ بطبقة كثيفة، وأسير لا أُبالي بصدمات الطريق، فما عاد الدم المُهراق طوال آماد الذل ذا قيمة، فغدًا يتجدد ليُهراق في هوّة سحيقة نتردى فيها باستمرار، نكتشف أن هناك ما هو أدنى من القاع الذي اتخذناه مسكنًا.

 

قد غابت الشمس عنا، وذئاب الليل تنهَشُنا، تتستر بالعتمة السوداء، صراخنا يمزِّق ستار الليل المرخى على الأرض دون فائدة.

 

أتلمس على الأرض وأبصر الأفق، أبحث عن بقايا كبرياء لم تَعْدُ عليها الأيام.

 

عن قلب ما زال ينبِض... عن رئةٍ لم يلوّثها الدخانُ الصاعد من الآمال المتفحمة في المحرقة، الآمال التي لم نشُدَّ عليها وثاق العزم فخرَّت صريعة أمام المحرقة.

 

أبحث عن القصرِ الذي كنتُ أرمُقُه من بعيد في ظلال الأغصان المتمايلة، فلا أرى إلا الحطام.

 

وأبكي على أطلال التاريخ، وأنا أسمع أصوات المعركة المحتدمة، وتكبيرات الفاتحين تهُدُّ قلاعَ الظلم والطغيان.

 

أتخطى حدود الزمان، وأعبر القنطرة التي تصل بالماضي، فأتجول في شوارع بغداد، وينادي المنادي بتوجُّه الجيش لفتح عمورية، ويهمس أبو تمام في أذني: السيفُ أصدقُ أنباءً من الكُتُبِ، ثم أغفو لأستيقظ على الجلَبَة التي أحدثها هولاكو وقد فاضت بغدادُ بالدماء بعد أن طمرت الكتب ماء دجلة.

 

وأهرب بسرعة عبر الصفحات، مغمضَ العينين، صامَّ الأذنين عن حلَب وما حلَّ بها، حتى بلغتُ عين جالوت لأقف خلف الصفوف التي تراصَّت في مواجهة السيل القادم من الشرق لتوقِفَ فيضان الدم وتحجزه عن المغرب.

 

وأعود باسمَ الثَّغر مع الجيش المنتصر، أدخل القاهرة، أكاد أبلغ القلعة في كبرياء، كنت عما قليل أبحث عنه، وأجوب الأرض التي قُطِعت أقدامُ المغول وقُتِلت أمانيُّهم دونها، لكن ثراها يخبر عن عقبةَ وأبي المهاجر وموسى وجولاتهم، وأطلال الروم تُحدِّث عن نسرهم المنكس، حتى بلغت البحر حيث طارقٌ يحشد جنده، وتتهاوى أمام مقاتله الأندلس بعد ليالي "شذونة" الثمان، وتشع حضارة الأندلس، أذوب في علومها ونعيمها، حتى صدأ السيف، والتهمت الأرضةُ رمحي، وانحل وتر القوس؛ لتنحلّ معه آخر عقدة، وينفرط العقد، تتعاقب محاكمُ التفتيش حباته، وأعود طريدًا لبلاد المشرق مضروبًا عليَّ الهوان.

 

ثم هأنذا أعود أدراجي، أحمل أثقال النكسة، أترنح بأحمالي في المتاهة التي لا تخترقها أنفاس الصباح، ولا يبلغها الضوء، أتجرَّع كؤوس الألم، فما في متاهتي ما يُبقي على قيد الحياة الذي اتخذته سوارًا بعد أن ضاع سوار كسرى.

 

وأستند على عُكاز الحزن، أبحث عن نور الأمل الموعود، وأنا أعلم أن هناك بابًا ما في السرداب يُخرج للنور والرفعة والتمكين، لكني أخشى الموت في التِّيهِ قبل أن تُشرق شمس العزة في أرضنا.

 

أعلمتم عن ماذا أبحث؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- البكاء علي الماضي
خالد - السودان 07/09/2013 11:25 PM

دائما الحنين عند الإنسان يقوده إلى البكاء والسير في رحلة عبر التاريخ وربما يجد حلا لمشكلة ما

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة