• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

محاولة في كشف أزمتنا

محمد صديق


تاريخ الإضافة: 4/9/2013 ميلادي - 29/10/1434 هجري

الزيارات: 4406

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاولة في كشف أزمتنا


ربما كانت كلمة (أزمة) أو (مشكلة) هي من أكثر الكلمات التي نَسمعُها أو نَقرؤها أو نكتبها أو نتداوَلُها، خصوصًا مع تفاقُم الوضع العربي وتعقُّد مَسارات تَحوُّلاته ونَهضتِه، ووقوفه على شَفا حفرةٍ عَميقةِ المُستقرِّ وصعبة المسالك، مُتسائلين عن الأسباب التي أودَت بالحالة العربية إلى هذا الوضعِ الذي جعل الحليم حيرانَ.

 

يَتبارى المُحلِّلون والمُثقَّفون لتحليل جوهر الأزمة، فتتشعَّب التوصيفات، وتَكثُر الاتِّجاهات، بين أزمةٍ مَنشؤها سياسي، وبين أزمة منشؤها أخلاقي أو ثقافي أو.. أو.. وتتعدَّد الحُلول تبعًا لتعدُّد التوصيف والتحديد، فأنصار الأزمة السياسية يُنادون بالحلِّ الديمقراطي، وأنصار الأزمة الاقتصادية يُنادُون بالحل الاقتصادي.

 

كل هذه التوصيفات صحيحة، وكل هذه الأزمات موجودة، وكل الحلول المطروحة مَطلوبة، لكن ما يَعيب التوصيفَ والحُلول هو النظر إلى هذه الأزمات على أنها وحدات مُنفصِلة عن بعضِها؛ بحيث تعدُّ كل أزمة كتلةً بحد ذاتها، في حين أن أي أزمة اجتماعية عبارة عن نتائج لعِلل سابقة، وهي في نفس الوقت علل لمُسببات تالية، وكل هذه الأزمات تجليات لأزمة كلية جامعة، يشتدُّ إفرازها للأزمات مع تَطاوُل الزمن وتعاقُب الأيام.

 

هذه الأزمة الكلية التي أَعنيها هي أزمة الانسِلاخ عن الهُوية التاريخية، ومُحاوَلة البحث عن أرض تاريخية أخرى لزراعة بذور الهوية؛ علها أن تنتج هوية جديدة، بشكل جديد، ومحتوى جديد، وأدوات ووسائل جديدة، ونبذ كل ما يمتُّ بالصِّلة إلى الهوية القديمة، فكَثُرت دَعاوى التغريب، ودعاوى نقل العالم الغربي بحيثياته ومبادئه إلى مُجتمَعاتنا، وإطالة الحَديث عن الجنان التي تَنتظِر مُتغرِّبي الهوية، لكن الثمار التي حصدناها في النهاية عبارة عن هوية عقيمة؛ لا تنتج ولا تَلِد، ولا تنقل مورثاتها إلى جيل آخَر.

 

الهُوية في حقيقتها هي مَعرفة الشخص، وهي التي تُميِّزه عن غيره، وهي التي تَمنحه وجوده الاعتباري، والهوية التاريخية لأمة ما هي التي تُميِّز ماضي أمةٍ ما عن باقي الأمم، وهي التي تَرسُم مسار الحاضر بناءً على مُعطيات الماضي وتَجاربه دون أن يكون للشكل التاريخي أهمية قُصوى؛ بل التعويل على المَضمون والمعاني الجاثِمة وراء الشكل، وأخذ العِبَر من السُّنَن التاريخية التي حكَمَتْ تلك الحوادِث، والمَسارات التي شَكَّلت بمَجموعها الهويةَ التاريخية، وإلا لم يبقَ معنى للاستِمساك بالهوية التاريخيَّة.

 

كثير من الوقائع تؤشِّر على أهمية الهوية التاريخية على حلِّ المشاكل العالِقة والمُتفاقِمة يومًا بعد يوم، وكثيرًا ما فَشِلت برامج تنمية؛ لأنَّها لا تُركِّز على الجانب التاريخي للشخصية المُستهدَفة من هذه البرامج.

 

الهُوية التاريخية فاعِلة في صناعة الشخصية، والحفاظ على الاستِقرار الفردي والاجتماعي، والمُصالَحة الذاتية والاجتماعية، ولها دور في صناعة التقدُّم والحضارة - طبعًا بشرط حُسنِ الاستفادة من التاريخ - ومُحاوَلاتُ قطع المُجتمع عن جذوره التاريخية مُحاوَلةٌ لقطع الحبل السري الذي يمدُّ الجسد بالطاقة اللازمة، وإذا ما قُطع، فلا شكَّ أن الضياع والتيهَ قادمان.

 

ترى هل الدَّاعون إلى هجرِ التاريخ واعُون لما يفعلون؟ وهل هم مُدرِكون لمآلات ما يدعون إليه، وهل سنورث لأولادنا هُوِيَّة مرقعة من هنا وهناك؟ سؤال برسم مُثقَّفي التغريب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة