• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

هالو دكتور!!!

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 3/9/2013 ميلادي - 28/10/1434 هجري

الزيارات: 4141

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هالو دكتور!!!

 

أستند بما تبقي من قواي الخائرة على جدار عمري، أراني مُمتناً لسنواتٍ خلت، وكأنَّني أتمنى السير للخلف، فقد تيقَّنتُ أنني أكاد أُصَم من هول ما افتقدته مسامعي من ألفاظٍ كانت تحلِّق بالنفس في فضاءات الطُهر والنقاء والسموّ الأخلاقي، وتعكس قوة قائلها في مُجابهة نفسه الأمارة بالسوء، وصد غزوات الشياطين، مهما أحاطت بالنفس، ومهما تحايلت وتلونت، وغررَّت وأوكست، فقد كانت الآذان تشتاق لعزف الألسُن، وكانت النفس تستحضر عظمة خالقها، وقيمة وجودها، ورُقي وسمو من أهداها خارطة نجاتها - صلى الله عليه وسلَّم - ورسم لها طريقاً ما خاب أبداً سالكُه، وما تخلَّف أبداً مُلتزمُه، فهو من قال فيه الحق - سبحانه وتعالى - في سورة القلم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، فأين نحن منك يا سيدي يا محمد؟!!! يظلمونك، يؤذونك فتغفر، يشتمونك فتحلم، يسبونك فتعفو، يجفونك فتصفح، تعطي من منعك، تصل من قطعك، تعفو عمن ظلمك!!!.

 

تكاد الحروف تحرق الأوراق من لهيب ما حلَّ من ألفاظٍ، لا تتفق أبداً وجمال وعظمة ورقي ديننا ونبينا، وتكاد الكلمات توَّد الارتداد للخلف أو الاستقرار فوق الشفاه البائسة، من واقعٍ يُدمي القلوب، وبسمة غائبة - أو باهتة إن وُجدَت - وألفاظٍ غائبة، ويكفينا تصوير مشهد يومي - أو تصَّوره - ليحكي لنا تفاصيل مُخزية عن رِدَّة الأخلاق، وكأنَّ نزيف القِيَم أبى أن يتوقف قبل أن يُجهِز على ما تبقى من أمل في صحوتنا لعزَّة ديننا، ونصرة نبينا - صلى الله عليه وسلَّم - الذي لا يمل ولا يكل الكفار عن الإساءة إليه - بأبي أنت وأمي سيدي يا رسول الله - ولا يجدون وسيلةً لبَّث سمومهم إلا واستخدموها، ونحن - وأين نحن ؟؟؟- ساهون إلا عن دنيا تملكتنا واستهوتنا، فلم نعد نُعِر اللفظ مع التكرار انتباهة، وصارت علاقتنا باللفظ نطقه وليس فهمه!!!!.

 

تحولت (سامحك الله) إلى (إما أنا أو أنت) في استعلاءٍ يعكس ضعف السيطرة على النفس..

 

وتحولت (جزاكم الله خيراً) إلى (ميرسي أو ثانكس أو ثانك يو!!!) في تلوُّنٍ يعكس الجهل بجمال وعظمة الهوية..

 

وتحولت (السلام عليكم) إلى (جود مورننج، جود ايفننج) في تقليدٍ لغيرنا يعكس إهمالاً لقيمة وقامة عروبتنا..

 

وتحولت (في أمان الله) إلى (باي باي) في انحرافٍ واضحٍ يعكس سطحية في التفكير وتفريطٍ في ثوابتنا ..

 

وتحولت (أراك بخير) إلى (سي يو) في هرولةٍ فارغة نحو ثقافة الغير..

 

وتحولت أذاننا إلى أداة سمع دون وعيٍ أو إدراك لخطورة ما نسمع أو ما نقول ..

 

وتحولت ألسنتنا إلى أبواق تتشدَّق بمُفردات الغير في تملُّقٍ واضح ٍ لرقيٍ زائف..

 

وتحولت..

وتحولت..

وتحولنا!!!


وبات النظق بلسان غيرنا مصدر فخر في شيزوفرينيا (انفصام) غير خافية علي كل ذي عقلٍ يدرك..

 

وبات الناطق بما هو صحيح غريباً ومُستغرَباً، واللاهث نحو الغير مألوفاً ومُعتَبَراً..

 

وسالت دموع الشوق لمن غابوا وغابت معهم أجمل القِيَم..

 

وفجأة..

أصحوا من إبحاري في الألفاظ الغائبة على صوتٍ يناديني - مع أنه من أبناء جلدتي - بعنف: هالو دكتور.. هاو آر يو!!!!!

 

ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..

 

فرمَقته إجابتي بنظرةٍ عاتبة صائحةً: جزاك الله خيراً والحمد لله رب العالمين وهدانا الله وإياك!!!.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة