• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حيثيات قضية

حيثيات قضية
أ. سميرة بيطام


تاريخ الإضافة: 29/8/2013 ميلادي - 23/10/1434 هجري

الزيارات: 5131

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حيثيات قضية


الفكرة تدور في المخيلة؛ لتجد لها مستقرًّا حيث يَنتعِش العقل، ومن ثم يتحرَّر من كل ما يُحاصِره، لكنه بالفكرة يبقى الإنسان المفكِّر متأهبًا؛ لأنه يريد أن ينقش رأيًا، ويُعبِّر عن مبدأ، ولا يحب في ذلك أن يراقبه أحد.

 

هو انفصال الفكر عن الجسد، هو انعزال القوة عن فوضى الرداءة، فالعقل تاج بداخل الرأس لا يراه إلا صاحبُه بصحة التفكير في القيم والرقي.

 

كنا فيما مضى نجد صعوبة في أن نختار كتابة تفي بغرض التمتُّع في نشوة تحدوها متعة، وتعلوها رغبة أخرى في قراءة المزيد، فإن كان على الرغبات، فهي تؤدي إلى تَكاثُر الخير وتَزايده، لما يحدو نياتنا عنفوان فيه الحب الخالص لله.

 

فلما كان السفر في بحر المشورة هو عين التعقل والتَّرحاب بفكرة المشاركة في الرأي؛ كان لِزامًا على أهل الفضل حمدُ الله ثم شكر العبد، فالحمد أوسع من الشكر في مراد القلب، من أن يشع ترحابًا وانفتاحًا لكل طيب.

 

وكان في هذا المقام يقول أنوشروان: "لا يستغني السيف عن الصقل، ولا أكرمُ الدوابِّ عن السَّوط، ولا أعلمُ الملوك عن الوزير".

 

هو إحاطة العقل بمزيد من التدبر وتلميع الرأي أكثر من مرة؛ حتى لا يندم الضمير، وفي ذلك قوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: 159].

 

ومن عدة الخلان ما كان السند في الإقبال على أمور الحياة وقضاياها الكثيرة والمتنوعة، إذ قال الصلاح الصفدي في لُطف من شعره:

إذا عنَّ أمرٌ فاستشِرْ فيه صاحبًا
وإن كنتَ ذا رأيٍ تشير على الصَّحْبِ
فإني رأيتُ العينَ تجهلُ نفسَها
وتُدرِكُ ما قد حلَّ في موضِع الشُّهْبِ

 

هي محاسن الإتقان في اختيار صاحب النصح لنصح الصحوة، فلكَم كانت النَّفْس في ضيق التأزم في أخذ القرار فرادى، ولكن تَفتُّح الفكر على الواقع يُزيِّنه رأي الاستحسان، فهل نادى على البعد توقد فكرة، أم كان من ضيق الخواطر تردُّدًا في الرأي؟

 

قد يبدو العجز الفكري مقيِّدًا للانتقال إلى مرحلة جديدة في التعاطي مع الحياة، ومداراة الفرض والواجب من نواميسها لتحقيق التوازن والوسطية، وفي ذلك قيل:

لا تَسعَ في أمرٍ ولا تعملْ به
ما لم يَزِنه لديك عقلٌ ثانِي
فالشعرُ مُعتدِلٌ بوزن عَروضِه
وكذا اعتدالُ الشمس بالميزانِ

 

تحدوني اللحظة فكرة في أن الأمر كله في توافُق القوى البشريَّة الروحانية منها والعقلية، وتضامنها في أخذ القرار حال أمر يَعرِض على الفِكر المبحر بعيدًا والمتسامي برقي العيش بسلام، فكل الفصائل البشرية لها طابَع فكري تتميَّز به، ولا أحد يَفرِض رأيه على الآخر من باب الاحتكار والتسلط، ولكن مشورة ذوي الحكمة تصنع حدثًا آخر يختلف عن حدث الناس العاديين، والذين لم يختاروا انعزال الفكر عن قيود الدنيا وملذاتها؛ ولذلك صفت مشارب العطاء بفنيات صحيحة وموصلة للهدف.

 

وحتى ولو أصاب الفكرَ الراقي نوازلُ، فنصيحتي أن يتنحَّى جانبًا، فالأكابر التقاة لهم في تحصيل لذة العيش الكريم وبحرف الرفعة حيثياتٌ في قضية التميُّز بالخُلُق الكريم، ولكل ما للإسلام ينتمي من سماحة وحِلم وصدق وبرٍّ وإيثار، والقائمة طويلة، ولكن الحيثيات ليست بالطويلة، بل هي ممهدات للشروع في برنامج الإصلاح والتغيير.

 

هي حيثيات فقط! وللمتن والهامش فواصل إبداعيَّة لتمام خير الفضلاء، وهم عملة نادرة في وسط الكثرة من أصناف الناس، إنهم العقلاء والحكماء، من جرَّبوا الحياة فتعلَّموا الدروس، وأخذوا المواعظ من تجارِبهم ففهموا واعتبروا من أخطائهم، وصحَّحوا منهجيَّة حياتهم بأفكار جديدة وبقرارات صارمة، وفَّرت عليهم فضول الناس وطيشهم؛ لينعموا بعيش صحي سليم في العقل وفي الجسد، فحيثيات القضية كانت في كتابة مقدمة التغيير أولاً، ومن ثمَّ النتيجة حتمًا هي آيلة للتحقيق وَفْق مبدأ: من زرع حصد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة