• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

القلب بين طريقين

آمنة بنت عبدالله بن محمد


تاريخ الإضافة: 19/8/2013 ميلادي - 13/10/1434 هجري

الزيارات: 5922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القلب بين طريقين


لكل إنسان طريقٌ يتصل به بخالقه، وطريق آخر بمخلوقاته.

 

وقد يتنكب بعضهم الطريقَ الأول، ويهيم في الطريق الثاني مثلَ عامة البشر، أو يحاول بعضهم ربط الطريقين بغاية واحدة، جاعلاً طريقَ المخلوقات متفرعًا عن طريق الخالق.

 

ومذ يعقل الإنسان نفسه وهو محاط بأشباهه، مضطرٌّ إلى مخالطتهم، لا يجد سبيلاً للانفراد بنفسه والاستغناء بها عمن سواه.

 

وقد يصل الإنسان بعد مرانٍ طويل إلى الاستغناء عن كثير مما يرى الناسُ أنْ لا مندوحة لبعضهم عن بعض فيه، ولكن غالب ذلك لا يكون إلا بعد عمرٍ لا بأس به!

 

وغالب من يرى نفسه مستغنيًا عن كل الناس في كل شيء، يكون محاطًا بكثير من الوهم الذي لم يستبصِرْه جيدًا.

 

﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20].

 

فلكل إنسان قائمةٌ طولى لا يستغني عن بعض خدماتهم، ثمَّن وجودَهم في حياته وأدركهم أو جهله.

 

ومذ يولد الإنسان وهو محتاج إلى أمِّه، لو يترك دون رعاية هلك.

 

وحين يكبَر تتسع قائمتُه أو تضيق، ويبدأ بتصنيف الناس حسب منافعه ومصالحه منهم.

 

حتى إذا عقل الحب وأحس به وتطور معه شعوره به، صار يستكثر ممن يأنس بحبهم وقربهم، ويتشبع بكل لحظاته معهم، مادًّا الحب شراعًا خفيًّا آخذًا بمجامع القلوب.

 

ويبالغ الإنسان في الزلفى من الأحباب، كالبحر يقذف بموجه على الساحل، فربما فاض مرة؛ حتى إذا فاض انحسر الماء وعاد إلى هدوئه المعتاد، ويندرُ في حياة البشر أن يعاود طوفان المشاعر القلبَ مرة أخرى تُجاه إنسان بعينه، بل يفيض القلب مجددًا تجاه آخرين... فلا يبقى من طوفان المشاعر إلا أصول الأخلاق النبيلة؛ كالوفاء، والصدق، والود والإخاء.

 

وأحيانًا يفيض القلب بالمشاعر تجاه إنسان، فلا تزداد أرضُ قلبه إلا قحطًا وجدبًا، فيُحمّل القلب بمشاعر اليأس، وقد يستسلم لها فيزهد في الحبيب وقلبه، والدنيا من ورائه!

 

ومن المصائب أن القلوب مغلفةٌ في الصدور لا يرى قلبٌ قلبًا ولا يُريه إلا عبر ألف رسول!

هذا إن لم يحجب الغيب بينهما!

 

فلا تلوموا أحبابكم إن عاتبوكم بما لو علِموا به عذروكم؛ فليست للقلوب المحبوسة بين العظام عيونٌ تبصر به عالم الغيب!

ولولا مكانتكم ما خفق قلب بذكر، فضلاً عن عتب.

 

يظن الإنسان في بعض اللحظات أن لو رمى قلبَه خلفه، لارتاح من ثلاثة أرباع همِّه!

لكن تلك الراحة التي ينشدها لم يُحصِّلها من البشر أحدٌ بعد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائعة
معتز - بلاد العرب 20/08/2013 01:27 PM

مقالة جميلة فيها عمق فكري مع أسلوب دبي جميل وجاذب للقارئ

بارك الله في الكاتبة
وزادها إبداعا أدبيا وجمالا فنيا

1- على فقرة (لا نلوم الأحباب إن عاتبونا.....الخ)
الصامتة. - المملكة العربية السعودية. 20/08/2013 03:18 AM

لا نلوم الأحباب إن عاتبونا نعم في البعض ،
وقد يكون الأعين أو بعض الكلام تحرك بما في القلب ومع ذلك يلوموننا فهذا نعاني منه كثيرًا.

والتصرفات والأعين وكل مانراه يبعث لنا صورة بما في قلبة وقد يكون واضح جدًا من غير أن يوضح صاحب القلب أو يحاول التوضيح.
فهذا قد يكون نعمة حتى نجتنب الشخص وقد يكون نقمة لأن لايريد أن يوصل إلى هذا الحد (صاحب القلب)

تقبلي مروري ..
أحببت التعليق ع مقالتك الرائعة.
ننتظر جديدك
أختك: الصامتة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة