• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

وسائل جمالية

أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 19/8/2013 ميلادي - 13/10/1434 هجري

الزيارات: 4412

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وسائل جمالية


إن الله تعالى خلق الكون، والجمالُ عنصر أصيل في تكوينه، وكذلك كان الأمر بالنسبة للإنسان، فقد أبدع الله صورته وأحسنها كما أحسن فطرته واستعداداته فجعلها، محبَّةً للجمال ميالةً إليه وحريصة عليه، كما جعلها قابلة مستعدة لتقدير الجمال، وكذلك لإنتاجه.

 

وإذا كان هذا الاستعداد من صنع الله تعالى، في فطرة الإنسان، فإنه هيأ له من الوسائل ما يجمِّل به حياته الخاصة، وهذه الوسائل من الكثرة بحيث لا يمكن إحصاؤها والقرآن الكريم يتحدث عن بعثها على سبيل ضرب المثل.

 

والزينة مطلوبة من هذا الإنسان.

 

وهو إذ يسعى إلى ذلك فإنما يلبي نداء الفطرة ونداء الدين معًا...

 

ولعل من التكريم للزينة - وهي وسيلة التجميل - أن ينسبها الله إليه ﴿ زِينَةَ اللَّهِ ﴾ فالإضافة هنا للتشريف أي الزينة التي هي من صنع الله تعالى.

 

وهذه الزينة معدة ليستفيد منها «عباد الله» بتجميل أنفسهم أو بتجميل بيوتهم وكل ما يتصل بهم.

 

ولنستمع إلى القرآن الكريم مبيّنًا موقفه منها منكرًا على الذين وقفوا منها موقفًا سلبيًا:

﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾[1].

 

وبهذا يتقرر أن الزينة واتخاذ الوسائل لصنع الجمال في هذه الحياة أمر مطلوب ومرغوب فيه، ويهيئ الله تعالى لنا من الأشياء ما يساعدنا به على إنجاز هذه المهمة... فيسخِّر لنا البحر - في جملة ما سخره لنا - لنستخرج منه الحلية اللازمة لهذه المهمة:

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا... ﴾[2].

 

وهكذا يلفت القرآن النظر إلى إعداد هذه الحلية ويدلنا على أماكن وجودها، مساعدةً منه في إنتاج الجمال.

 

ولا نريد الحديث هنا عن كل الوسائل، فالذهب والفضة وسيلة وأي وسيلة في عمليات التجميل والزينة. ولكن أنيطت بهما مهمة أخرى، وهي كونها يؤديان دور النقد في إطار التعامل المالي بين الناس...

 

إنما مقصودنا ذكر الأشياء التي مهمتها الأصيلة هي كونهما وسائل جمالية فهي مصادر إشعاع للحسن حيث وجدت...

 

إنها: اللؤلؤ والمرجان والياقوت والرياش...

 

فالله تعالى يمنّ على عباده بهذه الأشياء، قال تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾[3].

 

وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا ﴾[4]. قال ابن كثير: والرياش ما يتجمل به ظاهرًا.

 

إن اللؤلؤ والمرجان والياقوت.. وسائل أصيلة في هذا الميدان. إذ كان المقصود الأول من إيجادها هو تغطية هذا الجانب الجمالي في حياة الإنسان، ولشدة أصالتها في ذلك جعلها الله المقياس الذي ضرب به المثل، فإذا أريد التعبير عن جمال شيء، قيل كأنه الياقوت والمرجان.. وهو الأسلوب الذي انتهجه القرآن الكريم. ولنستمع إليه في ذلك:

﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ.. ﴾[5].

 

﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾[6].

 

﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾[7].

 

نتبين بعد هذا بوضوح أن من الأشياء ما كان خلقه ابتداء تعبيرًا عن الحسن والجمال، فهذه هي الغاية منه، وتلك هي مهمته في الحياة.

 

نستطيع بعد هذا الجولة السريعة في الكون والإنسان وبعض الأشياء، أن نقر بأن الحسن مقصود في هذا الخلق الذي أوجده الله تعالى، ولا غرو في ذلك، فإِن الصنعة تدل على الصانع.. وصنعة الله تعالى لا بد أن تكون تعبيرًا عن الكمال بل والجمال.. وليس هذا من باب الصدفة فلا صدفة في هذا الوجود ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[8].



[1] سورة الأعراف [32].

[2]سورة النحل [14].

[3] سورة الرحمن [19 - 32].

[4] سورة الأعراف [26].

[5]سورة الرحمن [56 - 58].

[6]سورة الواقعة [22 - 23].

[7]سورة الإنسان [19].

[8]سورة القمر [49].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة