• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

سيارة مغلقة

ميادة بدوي


تاريخ الإضافة: 30/7/2013 ميلادي - 23/9/1434 هجري

الزيارات: 5049

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيارة مغلقة


كعادتي كل يوم، مُبكرًا أركبُ السيارة لأذهبَ للجامعةِ، أقضي وقتي ناظرةً على الخضرِ والأشجارِ يمنةً ويسارًا، فذاكَ المنظرُ يريحُ القلبَ والعقلَ، ثم يخطرُ ببالي سؤالٌ لطالما أتى ببالي: تلك السيارة حينما أركبها أَشعر كم هي هائلة وضخمة، أحس أنها كبيرة جدًّا طولاً وعرضًا، أتعجبُ كيف لها أن تسيرَ في جانبٍ واحدٍ من الطريق فقط؟ أليست أكبر من ذلك؟ وكيف لأحد المارَّة أن يقف ثواني ثم يعبر بعد مرورها، أليس من المفترض أن يقفَ مطولاً؛ فهي طويلة جدًّا جدًّا؟

 

لطالما شغل هذا بالي حتى أصل إلى الجامعة، وحينما أنزل من السيارةِ، أُلقي عليها نظرةً عابرةً لأرى تلكَ السيارة الضخمة، وأحاول أن أستوعبَ كيف تسير وحجمها ككائنات الفضاءِ الضخمةِ.

 

هنا تكون الصاعقةُ، حينما أنظرُ إليها من الخارج أجدُ السيارة صغيرة! وأتعجب لِمَ هي كذلك من الخارج؟ السيارة قصيرةٌ وعرضُها صغير، إذًا لماذا أشعرُ كأنَّها مَركَبةُ ملكةٍ تحملها على سَنمِ الجمَلِ لتصلَ بها إلى عرشِها؟!

 

هكذا كان تفكيري، وهكذا كان ما أرى، وهكذا هو الحال، حينما تأتي إليَّ صديقة لتحكي عن سوء تفاهم قد حدث بينها وبين أختها تارة، وبينها وبين والدتها أو إحدى صاحباتها تارةً، تكون هي بداخل السيارة وتراها ضخمةً معقدةً، أما أنا فأكون بالخارج أراها صغيرة ومن اليسير حلها؛ لذا دائمًا ما نبتدئ هذه المواقف بكلمات مثل: "أهذا ما يغضبك؟"، "إن الأمرَ يسيرٌ"، "فقط افعلي هذا وذاك وانتهى".

 

حينما نرى أمرًا ضخمًا، مشكلة من نوعٍ خاص، قد حدثتْ بين زميلين، فنحكم من خارجِ السيارة، وربما نحكم من ناحية باب واحد ولا نرى الباب الآخر، فيختل الحكْم، بينما كلٌّ من الزميلين يَحكم من داخل السيارة!

 

هكذا هي لعبة السياسة أيضًا، جميعنا واقفون بخارج السيارة ولا نرى ما بداخلها؛ لذا فأحكامُنا عشوائية، وليس هذا فقط بل على حسب كل مكانٍ يراه أحدُنا، فذاك يرى النافذة الأولى، وهذا يرى الباب الثالث، وهكذا!

 

إن لم نضع أنفسنا بداخل المواقف، ونجمع بين رؤيتها من الخارجِ والشعورِ بها من الداخل، فلن نَحكُم أبدًا حكمًا صحيحًا.

 

لذا نجدُ ذلك التضاربَ والاختلافَ في الآراءِ بيننا جميعًا، لأن كلاًّ منَّا يقفُ من ناحية باب أو نافذة لا يراها الآخرون، وجميعنا لسنا بداخل السيارة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تسلم ايـدك
FatOoOoOma - مصر 15/10/2013 02:06 PM

تسلم ايـدك :)

1- best article
abood 27/08/2013 01:00 AM

yeah excellent i like it exactly the ideas there its the truth
our life become worse
mayada congratulation friend :)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة