• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

من الخدع الشيطانية تسمية الأمور بغير مسمياتها

عبدالعزيز سعداوي


تاريخ الإضافة: 24/7/2013 ميلادي - 17/9/1434 هجري

الزيارات: 57939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الخدع الشيطانية تسمية الأمور بغير مسمياتها


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهديه.

 

فلما يعجز أهلُ الباطلِ عن رد الحق يلتجؤونَ إلى المكرِ والخديعةِ والتلبيسِ على الناس بالألفاظ التي تنفر منها النفوس. ويتضح هذا جليا في قصص الأنبياء مع أقوامهم. فإنهم حين يعجزونَ عن رد الحق يسلون ألسنتهم فيسبونَ أنبياءهم ويصفونهم بأوصافٍ يتنزه عنها عامةُ الناس فكيف بالأنبياءِ الكرام. ومن ذلكَ وصفهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالكاذبِ والساحرِ والشاعرِ والكاهنِ مع أنهم يعلمونَ علم اليقينِ أنه خلو منها.

 

والنفوس مجبولةٌ على قبول الألفاظِ الطيبة ورفضِ الألفاظِ الخبيثة.

 

والموفق كل الموفقِ من لا يلتفتُ إلى مجرد الألفاظِ وإنما إلى الحقائقِ أيضا لأنه ربما استعملت الألفاظ لمجرد الخديعةِ والتدليس. ورب باطل سيقَ مساقا حسنا من حيثُ التركيب يقبل ورب كلمة حق ذكرت في قالب ليس بحسن تُرَد.

 

ولعدو الله إبليس قدمُ السبقُ في هذا الأمر. فإنه كان أول من استعملَ هذا المكر والخداع وتلقفه منه أولياؤه. وذلك لما خدع أبوينا آدم وحواء بذكر شجرة الخلد وملك لا يبلى. كما ذكر ابن القيم أن الشيطانَ خدعهما بأن سمى تلك الشجرة شجرة الخلد، فهذا أول المكرِ والكيدِ ومنه ورث أتباعه تسميةَ الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها[1].

 

وقد روى أبو داود وابن ماجه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغر اسمها".

 

ومعلوم أنه وجدَ من شرب الخمرَ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجلدَ على ذلك.

 

والفرق بينهم أن هؤلاء يسمونَ الخمر بغير اسمها - الخمر- الذي وردَ في القرآن الكريم خاصة وفي الشرع عامة.

 

فهؤلاء جمعوا بين ذنبين: شربُ الخمر وتغييرُ الألفاظ الشرعية قصد التدليس.

 

وقد جرهم هذا إلى ما هو أشنعُ منه وأبشع وهو استحلالها وهذا غايةُ ما يطمح إليه إبليس نعوذ بالله من شره لأن حينها يكونُ الإنسانُ قد كفر.

 

وقد ذكر هذا في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ" يَعْنِي الْخَمْرَ. قِيلَ: فَكَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ فِيهَا مابين؟ قَالَ: «يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا فَيَسْتَحِلُّونَهَا»[2].

 

فلاحظ كيفَ ربطَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين تسميتها بغير اسمها وبينَ استحلالها. وفي هذا الحديث دليلٌ على وجوبِ الحفاظ على تسميةِ الأمورِ بمسمياتها الشرعية.

 

والله الموفق



[1] إغاثة اللهفان.

[2] رواه الدارمي وصححه الألباني في المشكاة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة