• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مخاطر دعوات تحديث الإسلام

نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 18/7/2013 ميلادي - 11/9/1434 هجري

الزيارات: 8837

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مخاطر دعوات تحديث الإسلام


لا شك أن الإسلام بما هو دين سماوي ارتضاه الله للناس، هو دين ملائم لكل زمان ومكان، نظريًّا، وعقديًّا، على قاعدة: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وبالتالي فهو دين كامل بمقياس قاعدة: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، ومن ثم فإنه دينٌ خالٍ من أي نقص يقتضي منا تحديثَه، تمشيًا مع ما قد يطرأ على مسيرة الحياة في المستقبل من تغيرات، كما لو أنه موضوع بشري، يفتقر إلى الكمال، ويستوجب المراجعة، والتصحيح، بين الحين والآخر.


وفي الجانب التطبيقي، فقد أثبت الواقع العملي صحة هذه الحقيقة بيقين تام، بعد أن نجح الإسلام في قيادة الحياة الإنسانية على الأرض بأعلى معايير الأداء والكفاءة؛ فالإسلام عندما حكم العالم، تطورت حياة الأمة العربية به أيما تطور، وازدهرت الحضارة العربية الإسلامية في كل جوانب الحياة، حتى أصبحت ساحتها منهلاً لواردي حِياض العلم، ومصدرًا للمعرفة ردَحًا من الزمن، بما فاضت به على العالَمين من إنجازات، وفي ظل هذا الهديِ الإسلامي الإلهي، تمكَّن الجيل النبوي من الصحابة، والتابعين، ومن تلاهم ممن استوعبوا النهج الرباني على مراداته الحقيقية، من بناء حضارة إنسانية زاهرة، تخطَّت ذاتها في المكان والقِيَم والزمان، لتشع بالعطاء والنور على الإنسانية؛ حيث لا تزال بصماتها - حتى بعد أن أخَذَت بالتراجع عن الدور، بعد أن دبَّت فيها عواملُ الضَّعف والانحلال - تحمل في طياتها خميرة إلهام التحضر المعاصر، في الكثير من إرهاصاته العلمية، والفلسفية، والتقنية، وعندما تجمد العقلُ العربي المسلم في وقت لاحق، وتوقف عن العطاء، وعجز عن مسايرة التمدن، وصناعة التقدم، وحاصرته العولمة بعاصفتها الهوجاء، بما تمتلكُه من عناصر التأثير، في فضاء مفتوح بكل الاتجاهات، نشأ تصور زائف لدى الكثير من النخب بتأثير الاغتراب، بأن الدين الإسلامي رجعي، ومتحنط، ولا يناسب العصر، ولا يفتح الآفاق أمام عقل الإنسان لتطوير علومه، وتنمية قدراته التقنية؛ مما حدا بهم لإطلاق صيحات متنطعة، تدعو إلى تحديثِ الإسلام، متناسية أن دينَ الإسلام هو دينٌ حي، وهو الذي حوَّل العرب من مجرد قبائل تغطُّ في الجهل والوثنية، وتعيش على هامش الحضارة، إلى أمة متنوِّرة، قادت العالم ردَحًا من الزمن، وأسعدت البشرية لقرون طويلة.


وحيث تتعالى تلك الصيحات اليوم داعيةً إلى تحديث الإسلام، وكأن الإسلام نظرية وضعية من صُنع البشر، حتى يطوِّروها لتنسجم مع آفاق التطور، وتستوعب التغيرات المستمرة في كل مجالات الحياة تحت ذريعةِ مواكبة الحداثة، وتجديد ما هو قديم، باعتبار أن الحدَاثةَ - بمفهومهم المتهافت - تشمل مجموعة من التغييرات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعلمية، التي يتطلب الأمر معاملتَها على أنها ضرورات عصرية، تتجاوز مجرد القلق الذاتي من القديم الموروث وحسب، إلى ضرورة الثورة عليه، والتخلص منه، والبحث عن كلِّ ما هو جديد، يتوافق وروحَ عصر التطور العلمي والمادي، لكي يواكب عولمة العصرنة، التي تجتاح ساحتَنا العربيةَ الإسلامية بضراوة، وتهدِّد ثوابتَنا الدينية والاجتماعية بالمسخ والتشويه.


وبما أن الدين الإسلامي الحنيف، هو في حقيقته، عقيدة شاملة توضح الغاية من الحياة والكون، وتفسر علاقة البشر بالله - تعالى - والكون، والحياة، بالإضافة إلى أنه اعتقاد يقيني مرتبط بما وراء المحسوس من الغيبيات، وما يرتبط بهذا الاعتقاد من الممارسات، والعبادات، الأمر الذي يحتِّمُ علينا أن نؤمن بالدِّين كما هو على قاعدة: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: 112].


وبما أن الحداثة بما هي ظاهرة طارئة وافدة إلينا، لا تعبِّرُ بصدق عن واقعنا، باعتبارها إفرازًا لحركة الحياة في مجتمع مادي آخر قائم على فرضية الكسب والرفاهية المادية، فإنَّ تلقيَنا لها ينبغي أن ينصَبَّ على أدوات تطوير المكونات المادية اللازمة للتقدم التكنولوجي والعلمي في مجمعنا العربي، دون أن نسمح لها أن تكون معاولَ هدمٍ فكريٍّ جائر لمقوِّماتِ عقيدتنا الإسلامية، وتقاليدنا العربية، التي صنَعَت العقلَ العربيَّ المسلم، الذي أنار الدنيا يوم كانت تغطُّ في دياجير الظلام.


ولذلك فالأمة العربية الإسلامية اليوم ليست بحاجة إلى تحديث إسلامها، بل هي بحاجة ماسة إلى العودة إلى شخصيتها العربية الإسلامية الحقَّة، التي بهرت بسلوكها الفاضل، وقيمِها الرفيعة، شعوبَ الدنيا التي استجابت لداعي الله، بدعوة الرسول الكريم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وبالتالي فهي بحاجة إلى تأصيل ذاتها الرِّسالية الخيرية، التي أرادها اللهُ لها، على قاعدة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].


وهكذا، فالإسلام كدينٍ سماوي، ومن خلال الإيقاعات التوافقية بينه وبين العلم، وبين صيرورات التغير والحداثة، يدفع بالمسلم بشكل دائم لكي يتفاعل بشكل مستمرٍّ مع الكون والحياة، وَفْقًا لمعايير عقيدته الإسلامية، بقصد تفجير طاقة الإبداع لديه؛ لكي يرفد الحضارة بعناصر الاستمرار، ويرفدها بمقومات البقاء، ويؤمِّن لها مستلزمات التطور والارتقاء من منظور مسؤولية استخلافه الرَّباني في الأرض، وتكليفه بأعمارها، وبهذه الحقيقة الساطعة، فإن الإسلام الذي لا ينطوي على أيِّ تناقض بينه وبين العلم والتَّغيير، لا يستوجب منا الذَّهاب باتجاه تحديث الدينِ تحت أي ذريعة، كما دأب أن يزعُمَ أولئك المتنطِّعون لغايات مريضةٍ في أنفسهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تعقيب
نايف عبوش - العراق 19/07/2013 05:42 AM

الكاتب الفاضل ضبف الله السالم الحمامه - السعوديه: سرتني كثيراقراءتك المتمعنة، ومداخلتك الضافية، التي عمقت مضمون المقال، وازرت مقصده، وزادته قوة. جزاك الله خيرا على هذا الحس الإسلامي النقي..وغمرك الله تعالى بنفحات هذا الشهر الفضيل بإحسانه وغفرانه.
نايف عبوش

1- تأكيد
ضبف الله السالم الحمامه - السعوديه 18/07/2013 10:28 PM

السلام عليك أخي الغالي نايف أستاذي تقديري واحترامي وكل عام وأنت بخير وجعلك الله من الصائمين القائمين في هذا الشهر وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده علينا وعليكم أعوام مديده.
يقو الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) آل عمران الأيه (19).
وما دام الله متفردا بالألوهية وبالقوامة فإن أول مستلزمات الإقرار بهذه الحقيقة , هو الإقرار بالعبودية لله وحده وتحكيمه في شأن العبيد كله ; واستسلام العبيد لإلههم , وطاعتهم للقيوم عليهم , واتباعهم لكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ويضمن هذه الحقيقة قوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). . فهو لا يقبل دينا سواه من أحد . . الإسلام الذي هو الاستسلام والطاعة والاتباع . . وإذن فليس الدين الذي يقبله الله من الناس هو مجرد تصور في العقل ; ولا مجرد تصديق في القلب . إنما هو القيام بحق هذا التصديق وذلك التصور . . هو تحكيم منهج الله في أمر العباد كله , وطاعتهم لما يحكم به , واتباعهم لرسوله في منهجه .
وهكذا . . يعجب من أهل الكتاب ويشهر بأمرهم . . إذ يدعون أنهم على دين الله . ثم (يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ )!!! مما ينقض دعوى التدين من الأساس . فلا دين يقبله الله إلا الإسلام . ولا إسلام بغير استسلام لله وطاعة لرسوله , واتباع لمنهجه , وتحكيم لكتابه في أمور الحياة . .
ويكشف عن علة هذا الإعراض - الذي هو التعبير الواقعي عن عدم الإيمان بدين الله - فإذا هي عدم الاعتقاد بجدية "القسط" في الجزاء يوم الحساب: (ذلك بأنهم قالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودات). . معتمدين على أنهم أهل كتاب (وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ). . وهو غرور خادع . فما هم بأهل كتاب , وما هم بمؤمنين أصلا . وما هم على دين الله إطلاقا ; وهم يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم , ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون .
وبهذا الجزم القاطع يقرر الله سبحانه في القرآن الكريم معنى الدين وحقيقة التدين . . فلا يقبل من العباد إلا صورة واحدة ناصعة قاطعة . . الدين: الإسلام . والإسلام: التحاكم إلى كتاب الله وطاعته واتباعه . . فمن لم يفعل فليس له دين , وليس مسلما ; وإن ادعى الإسلام وادعى أنه على دين الله . فدين الله يحدده ويقرره ويفسره الله , وليس خاضعا في تعريفه وتحديده لأهواء البشر . . كل يحدده أو يعرفه كما يشاء !
والإسلام دين أنزله الله ليكون الدين لكل البشرية ونظام لسير الحياة الكريمة التي ذكر الله.
أشكرك على ماتقدمه من إبداع ومن حرص على العقيدة والدين حفظك الله منكل مكروه وأثابك على ماقدمت تقبل شكري وتقديري.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة