• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

إنسانية التعبير

إنسانية التعبير
د. ماجد محمد الوبيران


تاريخ الإضافة: 19/6/2013 ميلادي - 11/8/1434 هجري

الزيارات: 11854

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنسانية التعبير


الإنسان هو محور الحياة، وهو موضوعها، وهو المُشترِك في كل تفاصيلها ودقائقها.

 

وقد عرَض الأدباء إبداعاتهم في الشعر والنثر، وجعلوا للإنسان نصيبًا كبيرًا من إبداعهم ذلك، فمن الأدباء مَن جعل الإنسان موضوعه في المدح والرثاء والهجاء، لكن إبداعهم توقَّف عند تلك المناسبة التي قيلت فيها القصيدة، ولم تعد تُتداول، وصارت تُدْرس حين التأريخ للأدب، أو تناول سيرة الشاعر.

 

وآخرون جعلوا النفس الإنسانية بمشكلاتها، وهمومها، وآمالها، وآلامها، موضوعَ نتاجهم؛ فعاش أدبهم وتناقلته الأجيال، وذاع في البلدان.

 

يقول الشاعر دعبل:

يموتُ رديء الشعرِ من غيرِ أهلهِ
وجيدُهُ يبقى وإن مات قائلُه

 

وشاعر مثل أحمد شوقي كان - ومن خلال عيشه المترف في بلده في أوائل عمره - يقول شعرًا ضيقًا موَجَّهًا، فقصيدة في وصف طابع البريد، وأخرى في وصف أماكن اللهو والترف، وها هو يقول عن طابع البريد:

أنا من خمسةٍ وعشرينَ عاما
لم أُرِح في رضاكم الأقدامَا
أركبُ البحرَ تارةً وأَجُوبُ ال
برَّ طَورًا وأقطعُ الأيامَا

 

وهو شعرٌ لم يلفت الأنظار، ولم يحفل به الإنسان، وحين عاش في المنفى، عاش الحزن والألم، لفراق الوطن، وبدأ يشعر بمشكلات الإنسان وآلامه، فقال شعرًا للإنسان خلَّده التاريخ، وجعله شاعر العصر الحديث، وأمير الشعراء، يقول شوقي في سينيتِه الذائعة من منفاه:

اختلافُ النهارِ والليلِ يُنسِي
اذكرَا لي الصبا وأيامَ أُنسِي

 

وكاتب كالمنفلوطي كان يكتبُ هموم الناس، وينثر معاناتهم، ويهذِّب أخلاقهم، ويرعَى قيمهم، وكان نتاجه مطلبَ الأدباء والنقاد والقرَّاء بأسلوبٍ ونهجٍ راقَ لبعض النقَّاد، ولم يعجب آخرين، فالعقاد والمازني عابا عليه انفعاله، بينما كان طه حسين يترقَّب اليوم الذي تنشر فيه جريدة "المؤيد" مقالات المنفلوطي؛ ليحجز نسخته منها، ويقرأها بشغف، واستمع له وهو يقول: "أتدري ما هو الخُلُق عندي؟ هو شعور المرء أنه مسؤول أمام ضميرِه عمَّا يجبُ أن يفعل"، ويتابع بقوله : "ولا الصادق صادقًا حتى يصدق في أفعاله كما يصدق في أقواله".

 

وأظن أن التعبير الأدبي عن الإنسان، ونقل معاناته، وعرض مشكلاته، وإمداده بالحكمة، ضرورةٌ ملحّة، وإن كانت تجارب الأديب الخاصة ومواقفه الحياتية تحتِّم عليه أحيانًا مدح محسن، أو رثاء عزيز، أو وصف مشهد، أو سرد قصة، دون اللجوء إلى السب، والشتم، والتهجم، وغيرها من الأساليب التي لا تليق بالأديب السامي!

 

التعبير الأدبي عن الإنسان سواء أكان شعرًا أم نثرًا، هو التعبير الخالد الذي سيَحْيَا في الناس، وتتناقله الأجيال حين تجد فيه دواءً يخفف ألمها، ويرسم أملها!

 

في هذا العالم الذي يعج بالمشكلات، وتتغير فيه الحياة، وتتكالب مشكلات الإنسان الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، يبقى التعبير الذي موضوعه الإنسان هو التعبير المطلوب؛ لذا فالشعراء والكُتاب مطالبون بالإبداع والرقي بفكر الإنسان وذوقه وشعوره، والتركيز على الجانب الحسن، وإبراز الصورةَ المُثلَى بعيدًا عن التجريح والتقريع والتأنيب!

 

يرى علماء النفس التربويون أن الكلمة هي أثمن شيء، وهي أرخص شيء!

 

فالكلمة تبني وقد تهدم.. والكلمة تُطْمئن، وقد تُقلق!

 

فيا مَن نظم حروفه في عقد موزون مقفى في سماء بحر شعري، ويا مَن اختار كلماته في سطر متناغم متوافق في نص نثري، لا تنسَ بأنك إنسان مبدع، والإنسانية تنتظر إبداعك، فأرسل نتاجك أملاً يرقى بالإنسانية، ويُحْيِي فيها شعور العذوبة والتألق، ويبني قيمتها كنفس مُيزت، وفُضلت عن سائر الكائنات!

 

واعلم بأن الإنسان لن يحفظ إلا أدبًا مسَّ وجدانه، ولامَس شغاف قلبه، وداوى جراحه، وواسى أحزانه، وأحيا فيه الأمل!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة