• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

قوس قزح

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 13/6/2013 ميلادي - 5/8/1434 هجري

الزيارات: 5776

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قوس قزح


حتى الحروف أبت إلا أن تُشارك القِيَم محنتَها، فصارت تتصارَع لتكوين كلمة هادفة، فتارةً تتوه وسط رُكام الكلمات، وتارةً يَغمُرها سيل المعاني فوق الأسطر الفارغة!

 

وكما المؤمن يَقبِض على الجمر، تقبض الحروف على المعاني، حتى أضحت سِمة الحرف الهروب، فبات العثور على معنى مفيد مغامرةً وسط حروف مُلتَهِبة، تارةً من أنين الشوق المكتوم، وأخرى من ضجيج صمت المعاني!

 

وكما أن الوجوه أعياها الإرهاق، نستشعِر جميعًا ما اعترى الحرفَ من إرهاق، ويكأنَّه لم يتبقَّ إلا أن يقفز الحرف من فوق السطور، ليُقبِّل أيادي مَن يكتبوه صارخًا: ارحمونا، يرحمكم الله!

 

وكما أن سُباتًا عميقًا أصاب عُمق المعاني، غربةٌ قاسيَّة انتابت الحرف، فبات مكانه المُفضَّل عقل حامله، وأحيانًا يظل حبيس القلم، فإن ثار على حامله نثره - كما قطرات الندى - فوق جِذع شجرة، أو جوف ورقة خضراء - يَشوبها صفرة كما الوجوه - تحتضن الهواء في كل حالاته، نسيمًا كان أو رعدًا!

 

إذًا كيف تنساب المعاني؟!


كما أن النحل مملكة، الحروف أيضًا مملكة.

 

هكذا أراها، وكيف لا؟ و﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1] محفورةٌ بذاكرتي - تمامًا كما اسمي - تقودني إلى استشعار هيبة الحرف وقيمة القلم؟!

 

كم وددتُ ألا ننسى ما قيل سابقًا:

الخطُّ يبقى زمانًا بعد صاحبِه
وصاحبُ الخطِّ تحت الأرضِ مدفونُ

 

دعُونا نُعِدِ الحرفَ إلى وطنه؛ فقد شكا منَّا غربةً فرضناها عليه فرضًا، فلا نكتب إلا ما يسرُّنا أن نراه يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا كان يوم القيامة عُرِف الكافر بعمله فيجحد ويُخاصِم، فيقال: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا، فيقال: أهلك وعشيرتك، فيقول: كذبوا، فيقال: احلفوا فيحلفون ثم يصمُّهم الله، فتشهد عليه أيديهم وألسنتهم، ثم يدخلهم النار)).

 

غربةٌ لا تُوصَف للحرف يستشعرها المؤمن في زمن القبض على الجمر، فيستغرق - لا شعوريًّا - في إغفاءة للقلم وسط السطور المُرهَقَة، فتُبلِّل يديه دموعٌ تنزف من الحروف، بعدما كثُر الزيف، تلوَّنت الحروف - كما قوس قُزَح - حسبما يقتضي ظرف المصلحة وحسابات اللحظة!

 

اللَّهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللَّهم وسلِّم وبارك على الحبيب المصطفى وآله وصحبه ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة