• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

شبابنا والمدنية

منير الحمامي


تاريخ الإضافة: 10/6/2013 ميلادي - 2/8/1434 هجري

الزيارات: 5659

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شبابنا والمدنية


‌أ- .... وعلام الفخر بآبائك الأولين وحتام المباهاة بحضارتهم ومدنيتهم أو تدري يا عزيزي أن المدنية في القرن العشرين سمت إلى عليائها باتساع علومها وفنونها مع مؤازرة العلم للفن فكان لذلك فوائد جلى مثل انتشار المذياع فكثرت المخترعات وتزايدت المبتكرات، وتمهدت بذلك أسباب الأنس والمسرات المبهجة التي تروح عن المرء عناء نهاره. كل هذا مما أنتجته الناحية العلمية والفنية أما من الناحية الاجتماعية فانك إذا نظرت إلى عصرنا تجد أن البشرية قد سمت إلى أعلى درجات الكمال وأصبح الضعيف يتمكن من أن يتغنى بالحرية بعد أن كان الإنسان يباع ويشرى كسقط المتاع وأصبحت المرأة تعقد المؤتمرات التي تجاوزت أفق القومية وأخذت تبتكر المخترعات وتدرس العلوم والفنون بعد أن كانت لا تخرج من خدرها ولا تعرف إلا الشيء القليل عن هذه الحياة الدنيا.

 

ولقد سمت الفكرة الإنسانية إلى أوجها بانتشار فكرة المدنية والسلام والإخاء الإنساني الذي تنعقد من أجله المؤتمرات الدولية للحؤول دون وقوع الحروب وشن الغارات كما تفعل جمعية الأمم اليوم أفلا ترى أنه لولا وجودها لكانت الحرب وقعت والحبشة أكلت بغير هذه الصورة التي نراها اليوم ولكانت انقلبت الأرض إلى ثكنة حربية وبحيرات دموية ولأفني البشر بعضه بعضًا.

 

‌ب- ... إنني أيها الصديق أعيش في عصرك ومصرك وإني لأرى ما ترى ولكني أفهم الأمور على غير ما تفهمها لأني لا أرى كل صورة بشرًا ولا كل مظهر حقيقة وإني لا أجهل منطويات المظاهر فأود منك إن تحدد لي معنى المدنية لنجعلها ميزانًا لبحثنا المشترك.

 

‌ج- ... الأمر سهل بسيط: المدنية هي ازدهار علمي وفني واقتصادي مما يرقى الإنسان ويمهد له سبل رفاه العيش فتعمر المدن ويرتفع بذلك شأن الإنسانية.

 

‌د- ... ولكن أليس للأخلاق والدين معنى في نفسك أو في مدنيتك التي تفخر بها ألم تعلم أن المدنية التي تضم العلوم مع تركها للأخلاق تكون قد وصمت وصمة لا رفعة معها فالعلم بدون أخلاق كالسلاح بيد المجنون لا يجني خيرًا وربما كان شرًا عليه وويلًا.

 

لقد جعلت الرفاه محور قولك أترى أن كل ما في أمرك رفاه ولذة ولعلك لا تفهم من اللذة إلا شهوة الجسد وما إليها مما يأخذ بسبيل منها كالغناء لا لشيء إلا لأنه اليوم إطارها يزين صورتها فإذا الموسيقى تصدح قبل الرقص وأثناءه وهلم جرًّا، أفتعتقد أن في ذلك سعادة البشرية إن لم تكن ثمة مبادئ كالزمام تسير الأمور.

 

والأنكى من ذلك أن من نتائج هذه المدنية العالية هو ما نراه من المدمرات الفتاكة التي تهدم العالم وتفني البشرية بأسرع ما يمكن وأن هذه المخترعات هي سبب الخوف من الحروب التي يهابها الأقوياء ولولاها لما تأخروا عن خوضها وأن مؤتمراتهم التي نراها ما هي إلا مؤامرات تصلح بين الأقوياء على حساب الضعفاء تحقيقًا لمبدأ التوازن الأوربي.

 

إن المدنية الحقة أيها الصديق هي التي تجمع العلم الصحيح مع الأخلاق الفاضلة والدين القويم لأن غاية الحياة كمال نفسي وسمو روحي، يكون فيها الإنسان في جو مشبع من النور، كمالًا في كمال. وأن هذا ما جاء به الإسلام فانتشرت معه المدنية الرائعة مدنية الرجل والمرأة مدنية العلم والفن والخلق مدنية الروح والمادة غير أنه لما عقبتها المدنية الغربية الحاضرة فإنها فقدت ذلك فأمست الإنسانية في خطر محيق وإنك يا أخي في تقديسك للمدنية الغربية إنما تقدس رعونة الشباب فإنما اقتضت سنة الله في خلقه أن يكون الشباب مأخوذين بالعاطفة والفقاقيع اللماعة وانك إذا نظرت إلى شبان الشرق رأيتهم قد آمنوا بمدنية أوروبا لما تتضمن من ناحية خليعة سترت ببرقع شفاف ألا وهو الحرية وليتهم قالوا الحيوانية الفاجرة المنطلقة انطلاق الوحش الضاري لما تهتك من روح الفضيلة وتبعث المساوئ من مراقدها.

 

حقًا إن في مدنية أوروبا مساوئ لا تنكر يجب على الشرقي أن لا يسمم كيانه بجراثيمها.

 

وأخيرًا:

إن مدنية الإسلام هي مدنية العلم والأخلاق والمبادئ السامية فأساسها وحي وقوامها فضيلة إن الدين الإسلامي قد أهدى الإنسانية نورًا أراها الحقائق واضحة كظهور الشمس في رابعة النهار فإذا هي لا تخدع ببيوت أساسها من الملح وبذلك ارتفعت نفوسهم مع نضج عقولهم وارتفاع مشاعرهم إلى السماك الأعلى فما ضلوا ضلال أوربا اليوم. إن أوربا - من بعض نواحيها - لفي ضلال مبين، ومن اقتفى أثرها في ذلك كان من الهالكين.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد التاسع، 1354هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة