• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مطلوب شهيق!

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 9/6/2013 ميلادي - 1/8/1434 هجري

الزيارات: 4097

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مطلوب شهيق!


بين دهاليز النفس ثَمَّة أصوات مُتشابِكة، يختلط فيها رحيق الزهور مع البسمة، ولُبُّ الحنظل مع الأنين، وكأنها قصة حياة تسري - كما الأيام - وتراجيديا الأنين، حتى لو انفرجت شفاهها عن بسمةٍ خافتة - كما ضوء الشموع - يبقى الأنين المكتوم هو سيد الموقف، فالباحث في همِّ الحاضر لن يجد ضالته وسط الركام، فأين للبسمة الكاملة معنى ومغزى من فرصةٍ للظهور وسط لهيب الأنين المكتوم؟

 

إن التمعُّن في الهم المحفور - كما الأسماء في الصدور - على جبين البسمة، يصنع لحظةً فارقةً في فَهْم الأمور، ويضع كلَّ جسورٍ على محك اختبارٍ عسير، بين إمكانية تجاوز هم اللحظة، وشبح انبطاح الأمل أمام إمكانية العبور؛ إذ كيف يكون عبور الحاضر وأوزار الماضي تُثقِل خطى الجسد نحو عتبات السرور؟

 

وتجاهِد النفس حدَّة اللحظة، وتلُف بقايا ثوبها - المُثقَل بالهموم - حول عُنُق الحكمة، وتدرك أنها تمادت في الاستغراق في المعنى المفقود؛ إذ أدركت أن ساحة راحتها بين أطهر الحروف (حروف القرآن الكريم)، فيستحيل الهمُّ العرمرم ساحات انفراجة للنفس المُتعَبة، وما تكاد النفس تستشعر عبير اللحظة، حتى يغريَها أريج العبير بالمزيد، ورويدًا رويدًا ينفجر الأنين المكتوم بحرًا من دموع!

 

تُلملِم النفسُ بقايا قواها الخائرة، وتحتضن بعين اليقين قول الحق - سبحانه وتعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وتتيقن النفس أن حلاوة اللحظة - وأيما حلاوة - في الذِّكر، وأن أنَّاتها الحائرة ما كانت إلا نذيرًا للتذكير، فتنفض غبار غفلتها على الأوزار، وتلمح باب الغفران مُنفرِجًا - كما الأُفُق - في رحاب القرآن، فترسم النفس للأمل أجمل الشطآن!

 

وتستوعب النفس جمال اللحظة، وتُغلِق - مُتَوَجسةً - أبواب الشيطان، فهي تعي ألاعيبه، بَيْدَ أن استغراقها في أجواء الذِّكر يُعزِّز ثباتها؛ حيث ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، فترى من ثقب إبرة أوسعَ أبواب النجاة، وما تنفك تذكر حتى تتيقن من أن شهيقها الحقيقي - الذي منه تستمد قوتها وحياتها - هو في تلك الأحرف الطاهرة، التي أكرمها بها المولى - سبحانه وتعالى - وأعلى شأنها، فتستوحش غفلة اعترتها كثيرًا بعيدًا عن الذِّكر، فتأنس بالقرب من الله، ويطمئن القلب، وما تزال فيضانات الطاعة تنساب واحدةً تلو أخرى، فتتذكر النفسُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلَّم - عندما كان يُحزنه أمر يفزع إلى الصلاة، وقال لبلال: ((أقم الصلاة، أرحنا بها))، فيستريح إذا دخل في الصلاة، يستريح من هموم الدنيا ومن المكدِّرات؛ لأنه يناجي ربه ويتلو آياته.

 

إن الشعور الحقيقي بالحياة لا يتحقق إلا بالقرب من الله؛ حيث يكون شهيق المؤمن مُعطَّرًا بالذِّكر، فتأخذه أنفاسه إلى حيث يكون الطُّهْر والصفاء.

 

اللَّهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، والحمد لله رب العالمين وصلِّ اللَّهم وسلِّم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة