• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

البعد التعبدي والتوحيدي في عملية البناء الفكري في الإسلام

البعد التعبدي والتوحيدي في عملية البناء الفكري في الإسلام
الدخلاوي علال


تاريخ الإضافة: 5/6/2013 ميلادي - 27/7/1434 هجري

الزيارات: 7111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البعد التعبدي والتوحيدي في عملية البناء الفكري في الإسلام


إن العَملية الفِكرية عندنا في الإسلام قبل أن تكون ممارسة عقلية مجردة، فهي عملية ذات أبعاد تعبُّدية وتوحيدية، وهذا ما يُعطي للعملية الفكرية بعدًا تعبُّديًا وصبغة توحيدية، ومُستنَدُ هذا الأصل هو ما نقرؤه في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].


والنموذج العملي لتطبيق هذا الأصل نجده في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "بتُّ عند خالتي ميمونة - رضي الله عنها - فتحدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر، قعد فنظر إلى السماء فقال: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191]، ثم قام فتوضَّأ واستنَّ فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذَّن بلال فصلى الصبح"؛ رواه البخاري.


فالملاحَظ من هذه الرواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمَع بين نظره إلى السماء وتفكُّره في خلقها وبين قيامه لله قانتًا، وكأن التفكُّر والتأمل في عظيم صنع الله في خلقه يدفع القلبَ لتعظيم الخالق - سبحانه وتعالى - ويدفَع الجسد لمزيد من العبادة لله رب العالمين؛ "منهج القرآن في تربية النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص:41).


ومن هنا يتَّضح لنا أن عملية البناء الفِكري والمعرفي لا يُمكن أن تنفصل عن الأصل الناظم لها، وهو الارتباط بالوحي والتوحيد؛ إذ بدون هذا الأصل تُصبِح المعرفة وسيلة هدم لا وسيلة بناء؛ يقول الدكتور عبدالله دراز في كتابه "الدين":

"ومن الخطأ البيِّن أن نظن أن في نشر العلوم والثقافات وحدها ضمانًا للسلام والرخاء، وعوضًا عن التربية والتهذيب الديني والخلُقي؛ ذلك أن العلم سلاح ذو حدَّين: يَصلح للهدم والتدمير، كما يَصلح للبناء والتعمير، ولا بد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي يوجِّهه لخير الإنسانية وعمارة الأرض، لا إلى نَشر الشرِّ والفساد، ذلكم الرقيب هو العقيدة والإيمان"؛ (ص: 98، 99).


وعلى أساس هذا المنهج تخرَّج جيل الصحابة - رضي الله عنهم - فكانوا بحق سادة الفِكر، ورُوَّاد المعرفة، وقادة النهضة.


روى الإمام أحمد من حديث جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فغَضب أشدَّ الغضب وقال: ((أمتهوِّكون فيها يا بن الخطاب؟ والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقيَّة، لا تسألوهم عن شيء فيُخبِروكم بحق فتكذبونه، أو باطل فتُصدِّقونه، والذي نفسي بيده لو أن موسى حيًّا ما وسعه إلا أن يتَّبعني)).


يقول سيد قطب - رحمه الله - في تعليقه على الحديث:

"إذًا فقد كان هناك قصد من رسول الله أن يقصر النبع الذي يَستقي منه ذلك الجيل في فترة التكوين الأولى على كتاب الله وحده؛ لتخليص نفوسهم له وحده، ويَستقيم هواهُم على منهجِه وحده، ومِن ثمَّ غضب أن رأى عُمر يَستقي من نبع آخر غير القرآن، فلقد كان رسول الله يريد صنع جيل خالص القلب، خالص التصور، خالص الشعور، خالص التكوين من أي مؤثِّر آخَر غير المنهج الإلهي الذي يتضمنه القرآن"؛ معالم في الطريق (ص: 13، 14).


ومِن هنا يُمكننا القول: إن الرؤية الربانية التي تلقاها جيل الصحابة، والقائمة على الارتباط بالوحي المصدَر الإلهي المُنشئ للمعرفة - هي التي جعلتْ منه جيلاً فريدًا صنَع أعظم تاريخ، وأعظم حضارة إنسانية عرفها التاريخ على مرِّ العصور.


وفي هذا الصدد يقول سيد قطب - رحمه الله -: "انتصر محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم صنَع أصحابه صورًا حية من الإيمان، يوم صاغ من كل واحد منهم قرآنًا حيًّا يدبُّ على الأرض، يوم جعل من كل فرد نموذجًا مجسمًا للإسلام يراه الناس فيرون الإسلام، فالنصوص وحدها لا تصنَع شيئًا، وإن المصحف وحده لا يعمَل شيئًا حتى يكون رجلاً، وإن المبادئ وحدها لا تعيش إلا أن تكون سلوكًا، ومِن ثم جعل محمد - صلى الله عليه وسلم - هدفه أن يصنَع رجالاً لا أن يُلقي مواعظ، وأن يصوغ ضمائر لا أن يدبِّج خطبًا، وأن يَبني أمة لا أن يُقيم فلسفة، أما الفكرة ذاتها، فقد تكفَّل بها القرآن الكريم، وكان عمل محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يحول الفكرة المجرَّدة إلى رجال تَلمسهم الأيدي وتراهم العيون؛ "دراسات إسلامية" (ص: 27).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة