• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

زقزقة عصفور

زقزقة عصفور
د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 29/5/2013 ميلادي - 20/7/1434 هجري

الزيارات: 6331

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زقزقة عصفور


في سياجٍ مُتصل ينبثِق النهار - كالعادة - من جوف الليل البهيم، وثمَّة إشراقات للنفس تُداعب أشعة الشمس لحظة بكور، وكما الشفق يُنبئ بالقادم الجديد، تتوالى الأيام مسرعةً نحو المجهول، تُنبِئُنا بالغائب المُنتظَر، و تستمر النفس ناصبةً شراعها تمخر بحر الحياة، وتبدأ كالعادة يومًا جديدًا، يَحدوها الأمل أن يكون أفضل من سابقه، بيد أنَّ مَعاوِل الماضي تَضرب بقوة جدار العقل، و تضَع النفس بين خيارات اللحظة الثريَّة، وتَسري أواصر الدفء بين جنبات النفس المُرهَقة، وكما تحتويها لحظة البكور، وتُغطيها خمائل الأمل، تتذكر ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، فتتيقَّن من أنَّ لكلِّ بداية نهاية، وأنَّ هذه الشمس الحارقة مآلها إلى زوال، فكيف بالنفس الضعيفة أن تأمن لعيشٍ أو تستكين لأمل؟!

 

وتتوالى خواطر النفس في الإثمار، تلفُّ الأمل بسياج اليقين بأنَّ في اكتماله قرب النهاية، وأنها كلما حبت تثاقلَت خُطاها، بذنوبٍ ثقال، ودموعٍ غزار، على ما كان من غلبةٍ للدنيا، وما كان من ميلٍ للدَّعة والراحة، وتتعجَّب من أمرِها، وتتساءل: كيف للضَّيف أن يُجاهِر بمعصية مُضيفه، وهو موقنٌ أنَّه - حتمًا - راحل؟!

 

تكاد بَقايا العقل تلحَقُ بأشلائه المُتناثِرة على ضفاف الوجود؛ إذ بأي منطق نعيش؟! وإلى أيِّ الشُّطآن يكون العبور؟!

 

كيف نتدنى ونحن أصحاب العقول؟! ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، وكيف نَغتَّر ونحن الضعفاء؟! وكيف نَدوس الأرض بلا رحمة ومنها خُلقنا وإليها سنعود؟! ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36].

 

لقد وُجِد بالتحليل أنَّ ما يَحويه الجسد من معادن تتركب مع بعضها البعض بنِسَب لا يعلمها إلا الله رب العالمين؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وهي نفس مكونات الأرض، ولو تمَّ أخذها من جسم الإنسان وتركيبها لأعطتنا المكونات الآتية: علبة طباشير، وعلبة كبريت، ومسمار صغير، وحفنة ملح، ومعادن أخري لا قيمة لها!

 

يا ألله، كل قيمتنا أقل من جنيهات عشرة!


هل قيمتُنا أقل من قيمة ثوب أو ساعة يد؟!

 

إذًا؛ قيمة المعادِن الموجودة بأجسادنا في عظمة ترتيبها وتركيبها، والشيء لا يُقارَن إلا بمثله، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]، فهل لنا بعد ذلك التكريم من الله أن نعصيَه؟!

 

وتستمرُّ النفس في إشراقها، وتُثري اللحظة زقزقة عصفور، يُحلِّق في السماء، لحظة بُكور، ويشقُّ للنفس في الفضاء الرحب طاقةً من نور.

 

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلَغ عِلمنا، والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللَّهم وسلِّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة