• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النخب الحائرة

علي ملحم حسن


تاريخ الإضافة: 14/4/2009 ميلادي - 19/4/1430 هجري

الزيارات: 7206

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في مجالس النُّخَبِ تدور أحاديثُ كثيرةٌ حولَ المخاطر التي تحدق بالأُمَّة، وما تمرُّ به من تغيُّرات.

والعجيب أنَّ هذه النُّخبَ متفقةٌ على أنَّ سبب ذلك هو الهجمةُ التغريبيَّة التي تقوم على إضعاف مناعة الأُمَّة، بالتزامن مع الهجومِ العنيف الذي يَرمي إلى "نشر العلمنةِ، وسلْخ الأجيال عن دِينها، ومحاربة العِفَّة، والتهاون بالحِشمة، وأنَّ أماراتٍ عديدةً ظهرت، بدأتْ هنا وهناك، فضلاً عن التَّحوُّلات التي بدأت تطرأ على العَلاقات الاجتماعيَّة والأُسريَّة؛ كعقوق الوالدَينِ، وهروب الفتيات، وكثرة الطَّلاق، والعُزوف عن الزَّواج، والشُّذود الجِنسي" وغيرها من المظاهر التي تُشْمِت العدوَّ، ولا تسرُّ الصدِيق.

الكلُّ متَّفقون - وهذا جميل - على أنَّ أُمَّتنا تمرُّ بمرحلةٍ حسَّاسة، وحرجةٍ تحتَ ضربات مشروع العولمة، التي تُوظِّف إمكانياتٍ ماديَّةً، وتقنيَّة، وسياسيَّة هائلة لتحقيق ما تُريد، دونَ أن تُفوِّتَ أيَّ فرصةٍ زمنيَّة، أو مكانيَّة، أو سياسيَّة، أو اقتصاديَّة، وَفق منهج واضح، وأداء متكامل وتوزيع للأدوار، وتحديد للأولويات مع تأنٍّ، وتروٍّ في التنفيذ في بعض المفاصل، مع تدرُّج في الخطوات بعيدًا عن الاستعجال وحَرْقِ المراحل.

لكن ما ليس جميلاً البتةَ هو حَيْرة هذه النُّخب الكبيرة، وتَخبُّطها إزاءَ ما يجب فعلُه لمواجهة هذا الواقع؛ إمَّا بسبب العشوائيَّة في المعالجة، أو الارتجاليَّة في الطَّرْح، أو بسبب تَكرار الأدوار، وعدم تنسيق الجهودِ بما يكفل استغلالَ كافة الإمكانيات المتاحة، وتوجيه الطَّاقات إلى ما يخدُم الهدف.

إنَّ الوعي بما يُحيط بنا أمرٌ مطلوب، والتَّشخيص أُولى خُطوات العلاج، لكن التَّشخيص المجرَّد لا يَكفي، والعِلم بوجود المرض لا يَشفي المريض، كما أنَّ العِلم بوجود الحريق لا يُطفئ النَّار. وحتَّى الرغبة وحدَها لا تكفي دونَ أن تُترجمَ إلى برامجَ عمليَّةٍ، تتداعى عليها عقولُ المفكِّرين والإستراتيجيِّين والعقلاء؛ لأنَّ الرَّغبة بلا قدرةٍ عَجزٌ، والقدرة بلا منهجٍ تَخبُّط.

إذًا لا بدَّ من العمل، فمِن المؤسف حقًّا ألاَّ نملكَ في بعض الأمور وسيلةً فاعلة للدِّفاع؛ سوى الإسقاطات النفسيَّة، واللَّهجة المتشنجة، والتَّبرُّم والتأفُّف، دونَ أن يكون لَدَيْنا خطَّة عمليَّة قابلة للتَّطبيق، بعيدًا عن السفسطة والتنظير.

نعم، لا بدَّ من التَّخطيط، فكلُّ الإمكانيات متاحةٌ، وعلى كافة الصُّعُد والمجالاتِ في ظلِّ الإرادة البنَّاءة، والحزم المثمرِ عن رؤية وسطيَّة تحمل في طيَّاتها - إضافةً إلى التكتيك الإستراتيجي - رُوحَ النَّصيحة، والشفقة على الأمَّة.

التَّخطيط أساسُ النَّجاح، والعمل بدون خطةٍ يصبح ضربًا من العبث وإضاعة الوقت؛ إذ تَعمُّ الارتجاليَّة، فيحدث التَزاحُم، والازدواج من جانبٍ، والفراغُ من جانبٍ آخرَ، ويُصبح الوصول إلى الهدف بعيدَ المنال - وهذا هو الحال للأسف.

والمهاجمون يَركنون إلى خطَّةٍ واضحةِ المعالَمِ، محدَّدة الأهداف، موزعةِ الأدوار، والتناوب على تنفيذها مستمرٌّ، والتقويم دقيقٌ، وفي المقابل أهدافٌ عامَّة، وطاقات كبيرة، وعمل تنقصه الدِّقة والتنسيق في بعض مجالاته، مع غِياب الفاعلية، وعدم تنظيم الطَّاقات.

لكن بالتخطيط تتضح الرؤية في المعالجة مِن خلال الإحاطة بالواقع بشكلٍ كبير، وتوقع ما يمكن أن تكونَ عليه الأحوالُ في المستقبل.

ومِن ثَمَّ يتحقَّق التَّفاعُل والانسجام بينَ القُوى والطَّاقات المعنية، وذلك من خلال تنسيق الجهود، وتوزيع الأدوار، والاستفادة القُصوى من الإمكانيات المتاحة، وحينَها نكتسب القدرةَ على إحداثِ التَّغيير ببيانِ سُبل مواجهة التحديات، وتفعيل الطَّاقات التي يُمكن من خلالِها إحداثُ التأثير المطلوب، وإزاحة العوائق التي تعترض ذلك.

لم يَعُدْ أمامَنا سوى العملِ المؤسَّسي المدروس، وتجميع الطاقات في برامجَ كبرى، تتحدَّى العولمة التي فرضت علينا بمسوغاتٍ وتبريرات اقتصاديَّة وسياسيَّة، ولن نَعجِزَ أن نُقدِّمَ البديلَ النافع والآمنَ الذي يحفظ للأمَّة مصالَحها ورسالتَها، ولن نكونَ عاجزِين عن ذلك - بإذن الله تعالى -: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مقال رجميل شكر الله لك
عدنان - hglldd 14/04/2009 10:26 PM

مقال بعيد في الرؤيا والهدف..وحكيم في تشخيص الداء والدواء..
"لم يَعُدْ أمامَنا سوى العملِ المؤسَّسي المدروس، وتجميع الطاقات في برامجَ كبرى، تتحدَّى العولمة". شكر الله لك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة