• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

إصلاح وإصلاح

إصلاح وإصلاح
محمد تكديرت


تاريخ الإضافة: 13/5/2013 ميلادي - 4/7/1434 هجري

الزيارات: 4664

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إصلاح وإصلاح


من المسلَّمات التي لا يختلف حولها اثنان: حقيقةُ الإصلاح الذي يعتبر ضرورةً لا مَحِيد عنها في النهوض بالمجتمعات واستمرار عجلة الحياة، ولذلك بات الحديثُ عن هذه الحقيقة بمثابةِ الضروريات، التي لا تكاد تنفكُّ حياة الأفراد عنها.

 

ومن هنا تعدَّدت الرُّؤى حول قضية الإصلاح من فرد لآخر، وذلك راجعٌ إلى الاحتكاك البيئي والثقافي، الذي يترك آثاره في سلوك الفرد عاجلاً أم آجلاً.

 

ولهذا لا غرابة أن نجدَ مَن يعقد العُقَد، عوضًا عن حلِّها، ويحفر الحفر بمِعْوَل الإصلاح، عوضًا عن طمرها وجعلها طريقًا معبَّدة صالحة لكل إنسان.

 

إن فلسفة الإصلاح بمفهومِها الشرعي، تجعل من الإنسان عنصرًا فعَّالاً في وسطِه المجتمعي، ولبنة من لبنات التمكين لهذه الأمَّة، شعاره في ذلك "قول وعمل"، وبالتالي فمفهوم الإصلاح يتَّسِع ليشمل جميع مناحي الحياة، وليلامس لبَّ القضايا، وليصلَ إلى جذور المسائل، كلُّ ذلك لصيانة الأمانات الصغيرة، وضمانًا لمسار الحياة بكل تفاصيلها.

 

أما الذين جعلوا الإصلاح روتينًا متجسدًا في نقاشات يطغى عليها "أنا وليس غيري"، فهؤلاء قد أفرغوا مصطلح الإصلاح من روحِه، وبات الإصلاح في حاجة لإصلاح! لا سيما إذا عَلِمنا أن المقصد والغاية من وراء ذلك تقويمُ الاعوجاج وإعادة الأمور إلى نصابها.. وذلك لا يكون إلا بمعيَّة العمل الجاد المبني على أُسُس فكرية متينة.

 

ثم إن هذا الإصلاح الذي نتحدث عنه، لا يحتاج إلى واقع نُوجِده من العدم؛ بل هو الواقع نفسه يولد من رحمِه جيلٌ يَعِي أن الصلاح هو الأساس، وأن الفساد طارئ ودخيل؛ ليتوِّجَ هذا الفكر فيما بعدُ بحياة طيبة مطمئنة.

 

لكن أكبر تحدٍّ يواجهُ الأمة اليوم، ليس هو إصلاح مؤسسات فَسَدت، أو تقويم جهات اعوجَّت؛ إنما التحدِّي الحقيقي يكمنُ في إصلاح عقول تعطَّلت، وقيم تجمَّدت، وأرواح انطفأت، وذلك من خلال تربية تدفع الفرد لأن يعرف ذاته أكثر، ويكتشف أسرارها ويشتغل بها، وليقتنع أخيرًا أن النجاح يكون حتى في التعامل مع الفشل.

 

أما الفرد الذي ينتظر أن يأتيَه الإصلاح على جَوَاد غربي، فهو لا زال يؤمنُ بفكرة "الرجل الخارق" الذي سيخلّص العالم من الظلم والجور.

 

يقول الدكتور "سلمان العودة" في كتابه الماتع "أنا وأخواتها" متسائلاً: "لماذا نظل ننتقدُ الأجهزة الحديثة وهيمنتها، بينما نحن نحتضنها؟"، لماذا نظل نلعنُ الظلام، بينما لا نتحرك لنشعل شمعة الإصلاح؟ ثم نجد ثُلَّة من الشباب يتحدَّثون بلغة واعية عن مخاطر التدخين، وعلبة السجائر لا تفارق جيوبهم! فالخلل هنا خلل التفعيل؛ لأن سلامة القصد وحدَها لا تكفي لبناء مجتمع قوي، بل تقتضي تنزيلاً فعليًّا وعزمًا قويًّا.

 

إن روح الإصلاح تكمنُ في مباشرة العمل الجادِّ الذي يوحِّد الصفوف تحت مظلَّة الإنجاز، وليشمل بذلك جميع مناحي الحياة، بعيدًا عن التدقيق في نوايا الناس ومقاصدهم، وكل كلام مهما كان بليغًا ومجلجلاً، يظل جامدًا فوق مسرح الأماني.

 

أيضًا للماضي دورٌ فعَّال في بَلْوَرة الواقع وإعادة تشكيله وَفْق رؤية إصلاحية قوية، وسر قوتها - الرؤية الإصلاحية- أنها تتغذَّى على أخطاء الماضي لتنسجَ قوة الحاضر، والمجتمع الذي يقطع الصلة بماضيه سيكلِّف نفسه إعادة مشاهد مؤسفة هو في غنًى عنها.

 

الذين يصرخون في وجهِ الحياة ويحصرون أنفسهم في الأزمات، يضعون كل طاقتهم في موضع خاطئ، ويريدون أن يسير الناسُ على نهجهم، ظنًّا منهم أنهم يشيدون إصلاحًا دون أن ينزلوا إلى الواقع ويعيشوا الحدث، ولكن لم يعلموا أن في الكون سننًا لا تحابي أحدًا، وأن الإنسان حتى لو كان على المسار الصحيح سوف يطؤه الناس إن جلس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أصبت
abdellatif000 - Maroc 24/09/2014 02:48 PM

 {اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة