• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

خطة بناء دولة في ثلاثين شهرا

خطة بناء دولة في ثلاثين شهرا
صلاح فتحي هَلَل


تاريخ الإضافة: 13/5/2013 ميلادي - 4/7/1434 هجري

الزيارات: 6321

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطة بناء دولة في ثلاثين شهرًا

 

روى البخاري (2685) من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، قال: «يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أحدثُ الأخبار بالله، تقرؤونه لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب، فقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلاً قط يسألكم عن الذي أُنزل عليكم».

 

وخلاصة ذلك النهي عن تجاهل النور الذي في أيدينا، والذهاب للآخرين طمعًا في الهداية، ورجاءَ إيجاد الحلول عندهم، بل علينا الاعتزاز بإسلامنا، ونوقن أن فيه الحل لكل معضلاتنا.

 

ولا نكون كالذين قال الله فيهم: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة:5].

 

وتعجب الشاعر من مثلهم فقال:

ومن العجائب والعجائب جمة
قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول

 

فالماء معها تحمله، لكنها تستسلم للموت عطشًا، لجهلها بقيمة ما تحمل بالنسبة لحياتها.

 

وهذه الإشكالية هي خلاصة ما يدور حولنا الآن، حين يتجاهل الناس ما يحملونه من نور، ثم يستجدون الهداية والحلول من الآخرين.

 

فعلينا أن نعود لديننا، وتاريخنا، وأمتنا، وتجاربها الفذة التي غيرت وجه التاريخ في زمن قصير جدًا، تلك التجارب التي ننفرد بها عن غيرنا، فهي ملكية حصرية لأمتنا، لا توجد في غيرها من الأمم، فلنتفرغ لدراستها والنسج على منوالها لنصل إلى ما وصل إليه أئمتنا العظام.

 

وحسبنا هنا الإشارة لمنارة إسلامية فريدة من بين هذه المنارات، وهي خلافة عمر بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، فيمكن لنا اعتبارها خطة قصيرة المدى، وسريعة المفعول، لبناء دولة عظيمة عملاقة، وإحداث قفزة نوعية، في أيام معدودات؛ لأن هذا ما جرى فعلاً في خلافة عمر بن عبد العزيز، التي لم تزد على سنتين وأشهر.

 

يقول الإمام الذهبي: «وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأيامًا»[1].

 

فهذه الخلافة العظيمة لم تتجاوز ثلاثين شهرا، لكنها في هذه الأشهر القليلة غيرت وجه الدنيا، وحفرت لنفسها مكانا بين الخلافات الراشدة، مما يجعلها فرصة ذهبية لنا لدراسة خطتها والاقتداء بها.

 

وقد ذكر الإمام الذهبي بعض معالم هذه الدولة ممثلة في شخص عمر بن عبد العزيز، فقال: «قد كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق، كامل العقل، حسن السمت، جيد السياسة، حريصا على العدل بكل ممكن، وافر العلم، فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفهم، أواها، منيبا، قانتا لله، حنيفا، زاهدا مع الخلافة، ناطقا بالحق مع قلة المعين، وكثرة الأمراء الظلمة الذين ملّوه وكرهوا محاققته لهم ونقصه أعطياتهم، وأخذه كثيرا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق، فما زالوا به حتى سقوه السم، فحصلت له الشهادة والسعادة، وعُدَّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين، والعلماء العاملين»[2].

 

وهذه المعالم التي ذكرها الذهبي هي بعض ما احتوت عليه تلك الخلافة الراشدة، وقد أشار لأمور في غاية الأهمية، منها: كمال أخلاق الخليفة وعقله، وجودة سياسته، وحرصه على العدل، ومحاربته للفاسدين من المسئولين، واسترداده ما نهبوه من بين أيديهم، بما يعنيه ذلك من انحياز الحاكم للأمة التي يحكمها، وحرصه على مصلحتها، وما يستلزمه ذلك من تحقيق الحريات العامة، بخلاف الحاكم المنحاز لسلطته التي يمثلها على حساب شعبه، فلا مجال حينئذ للكلام عن العدل والحريات.

 

فنحن بحاجة لدراسة هذه الخلافة الراشدة، كيف وصلت في ثلاثين شهرًا إلى تحقيق العدل والعدالة الاجتماعية والرخاء؟، حتى نودي في البلاد على المحتاجين فلم يتقدم أحد، فلم يعد ثمة فقر ولا ظلم ولا قهر، وهذا ما نستجدي خططه الآن عند من لا يعرف ولا يملك، لكننا نعرف ونملك، وما علينا سوى أن نرجع ونقرأ ونتعلم ونطبق.

 

لسنا أمة منزوعة الجذور، ولا اليوم نشأت، فعلينا أن نتصالح مع تاريخنا، وأن نجعله نبراسًا لواقعنا وحياتنا الآن، فعدونا يريد عزلنا عن تاريخنا لمعرفته بقيمته وقيمة ما كنا فيه، فكفى غربة وتيها، نعم ولنأخذ من تاريخنا ما يصلح لواقعنا، فليس كل ما فيه يصلح للتطبيق الآن، غير أن كل ما فيه يعطينا أفضل الدروس، فلنكن أفضل المتعلمين.

 


[1] [سير أعلام النبلاء 5/145].

[2] [السير5/120].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة