• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

كيف نبني الحضارة؟

كيف نبني الحضارة؟
مسعود أومري


تاريخ الإضافة: 29/4/2013 ميلادي - 19/6/1434 هجري

الزيارات: 9056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف نبني الحضارة؟


جعل "توينبي" القراءة معيارًا لتصنيفِ الشعوب إلى مراتب حضارية، بحيث يكون الشعب الأكثر قراءةً هو الأكثر تحضُّرًا، والأقل قراءةً هو الأدنى تحضُّرًا، وأول كلمة في القرآن هي ﴿ اقْرَأْ ﴾، وفي نفس السورة (سورة العلق) يصادفُنا ﴿ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾، و(في البدء كانت الكلمة) يفتتح إنجيل يوحنا آياته؛ فالحركة الأولى نحو الحضارة هي الكلمة، يليها القلم، ثم (اقرأ)، يليه العلم، وأخيرًا نقطف الثمرة، التي هي الحضارة.


والكلمة هي المعادل الرمزي للنطق.


والقلم هو المعادل الرمزي للكتابة.


أما القراءة، فهي رمز المعرفة.


والعلم هو القدرة على التسخير.


والحضارة تعني قيام الإنسان الفعَّال.


وما يربط بين كلِّ هذه المراحل قيمة عُلْيا نسمِّيها العمل، وهو على نوعين: العمل الفكري والعمل المادي، فبالعملِ أوجد الإنسانُ الكلمةَ، وبه أصبحت حرفًا، وبه صارت صوتًا، فأوجد القراءة التي تحوَّلت بالعمل لعلمٍ، وبعمل العلماء تكتمل الحضارة.


نعود للبَدْء، للكلمة، ما هي الكلمة؟

والجواب في: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾ [إبراهيم: 24 - 25]، و﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 26].


الأصل الثابت للشجرة هي جذورها المتشرجة في الأرض، أما الكلمة، فهي الصورة الذهنية المتشرجة في النفس والعقل، لذلك قالوا: (كل إناءٍ بما فيه ينضحُ)، فالكلام الطيِّب علامات النفس الطيبة، والكلام الخبيث للنفس الخبيثة، وحين سألوا المسيح - عليه السلام -: كيف نعرفُ المؤمنين؟ قال: (من ثمارهم تعرفونهم، أيثمر الشوك عنبًا، أو العليق تينًا؟)؛ (متى 7: 16).


والراسخون في العلم من الألمان بعد كارثة النازية، ودمار الحرب العالمية الثانية، قالوا: لم يبقَ لدينا سوى (التربية)؛ لنقف على أقدامنا مجددًا.


وكانوا يقصدون بالتربية: الكلمة الطيبة؛ وذلك لأن ألمانيا النازية كانت (الكلمة الخبيثة) التي ﴿ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ﴾ [إبراهيم: 26]، وألمانيا بعد النازية هي (الكلمة الطيبة)، التي ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾ [إبراهيم: 25].


وعلى خُطَاها سارت اليابان، التي هي آية أخرى من آيات الله في الآفاق: ضُرِبت بالنووي، واستَسلَمت، واستُعمرت، لكنها نهضت، ويكفي أن نعلم أن المدارس في اليابان ليست مسوَّرة؛ لأن أطفالهم يهربون إلى المدرسة لا منها؛ لندرك كيف نهض هذا البلد.


والمثل الإنكليزي المعروف: (إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب)، ليس معناه أن البُكْم خيرٌ من النطق، وإنما معناه: (قل خيرًا أو فاصمت)؛ (حديث شريف).


ولعلَّ الإشارة الأبلغ على أثر الكلمة في بناء الحضارة تتجلَّى في قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، وهل الحضارة سوى العمل الصالح؟


الكلام الطيِّب ليس خُلقًا رفيعًا فقط، وإنما هو علم، أليس العلم قوانين؟ (هيدروجين + أوكسجين = ماء)، فكذلك: (كلمة طيبة + أذن تسمع = فاكهة لذيذة)؛ كاليابان، وألمانيا!


إنها معادلة بسيطة من الدرجة الأولى، من المفروض أن نتعلمها جميعًا لنصعد أيضًا الدرجة الأولى نحو الحضارة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة