• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة

الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة
د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 23/4/2013 ميلادي - 13/6/1434 هجري

الزيارات: 6692

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الزمن الفارق بين الإفاقة والإعاقة


تأمَّل ما حدث مع قوم نبي الله إبراهيم - عليه السلام - عندما سألوه فيما إذا كان هو من كسَّر الأصنام، وكيف رجعوا إلى أنفسهم، ولكن سرعان ما نَكسوا على رؤوسهم؛ إنها اللحظات الفارقة بين الإفاقة والإعاقة (بغضِّ النظر عن مدة الزمن الفعلي للرجوع إلى أنفسهم؛ ولكنه يبدو زمنًا قصيرًا، والله أعلم). يقول الله - سبحانه وتعالى - على لسانهم: ﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 62 - 65].

 

حدثتْ، وما تزال تحدث، مِثل هذه اللحظات والثواني الفارقة في حياة الإنسان.

 

عندما تستيقظ لصلاة الصبح بشكل طبيعي أو عن طريق المنبِّه أو حتى أحد ما يُوقِظك، تُحِس لثانية أو لثوانٍ معدودات، تعي تمامًا أنك ينبغي أن تنهض، ثم إما تَنهَض أو تُواصِل النومَ قليلاً فقط (وهمُ الثواني!)، وبعدها لا تصحو إلا وصلاة الصبح قد خرج وقتها، كارثة، أليس كذلك؟!

 

عندما تقود السيارة وفجأة - بطريقة ما - تتفادى اصطدامًا مُحقَّقًا؛ إما بإمساك الفرامل أو بإدارة المقود لثانية أو.... إلخ، تُحِس لثانية أو لثوان معدودات، وتدرك تمامًا أنك قد نجوت بفضل الله - سبحانه وتعالى - من ذنب قد اقترفتْه يداك، وربك يُنبِّهك لأنه يحبك (حتى وإن حدَث الصِّدام؛ تنبيه قوي قد تكون بحاجة له لتُفيق من الغفلة)؛ لحظات فارقة.

 

عندما تدخل في حالة صفاء نفسي (لسبب ما) ويَنتابك شعور حب، أو فِقدان حبيب (أب، أم، قريب، حبيب، صديق... إلخ)، أو ندم على شيء معين، تحس لثانية أو لثوانٍ معدودات، وتعي تمامًا أنه ينبغي عليك عمل شيء معين: قول أو فعل ما، عندها إما أن تفعل أو تترك تلك الثانية أو الثواني تذهب لحال سبيلها.

 

عندما تُحِس وتشعر أنه ينبغي عليك فعل شيء جيد، شيء صحيح، دراسة بجد، عمل بجد، إقلاع عن عادة سلبية معينة، تحس لثانية أو لثوانٍ معدودات، وتدرك تمامًا أنه ينبغي عليك تعديل المسار، عندها إما أن تتغيَّر، وتعود إلى الطريق الصحيح، أو تترك تلك اللحظات الصافية تمضي في طريقها، وتتوغَّل أكثر في الطريق الخطأ.

 

أخيرًا: تأمَّل فعل الرجل مع ابنة عمه في حديث الثلاثة الذين آواهم المبيتُ إلى الغار، لقد رجع عنها في لحظات تذكيرها له بأنه لا ينبغي له فِعْل الفاحشة أو استغلاله لحاجتها؛ ثوانٍ فاصلة فقط.

 

باختصار: ثانية أو ثوانٍ فقط فارِقة في حياة الإنسان؛ فيها يتم النهوض (واقعًا أو مجازًا)، إمساك الفرامل لتغيير المسار في الزمن الصحيح تمامًا، فِعل الصواب، تقويم المسار، إنقاذ النفس.. إلخ؛ أو الاستمرار في الطريق الخطأ أو التردّي في أوحال الذنوب، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- ممتاز
عبدالله 21/12/2014 07:52 PM

أحسنت، وفقك الله. مختصرٌ مفيد، وكلمات فيها عبرة وتستحق التأمل.

1- وَهْمُ الثواني وليس وهي الثواني
مطيع السروري - اليمن 23/04/2013 06:32 PM

شكرا جزيلا للعاملين في شبكة الألوكة على ما أولونا إياه من العناية؛ وعلى ما يبذلوه من جهد؛ بارك الله فيهم جميعا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة