• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مشكلتنا وفهم الثقافة

مشكلتنا وفهم الثقافة
عمار سليمان


تاريخ الإضافة: 22/4/2013 ميلادي - 12/6/1434 هجري

الزيارات: 6054

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشكلتنا وفهم الثقافة


كثيرًا ما يلقي الإعلامُ على مسامعِنا كلمةَ "مثقَّف" بمعنى النشوةِ والعلو الفكري، والهالة النخبوية التي لها الحقُّ في إرساءِ الحلول الجاهزة للعامة، واستلاب العقل، وتأسيس إطار "القاعدة المقلدة"، فهل هذا الفَهمُ سليمٌ على مستوى صناعةِ الفرد، ومنه للحضارة؟


إذ "إن كلَّ ثقافة - حتى تكون عاملَ إبداع ووقودَ ارتقاءٍ وتقدُّم - تحتاجُ إلى نوعٍ من المراقبة والمراجعة والتمحيص على نحوٍ مستمرٍّ، وإلا فمن الممكن أن تتحولَ إلى أغلال تكبِّلُ العقلَ، وتمدُّه بالمدخلات الخاطئة، وتكون بمثابة قمحٍ غزاه السوس؛ فكل ما يُصنَع مِن طَحِينِه فاسدٌ"[1].

 

وعليه، إذا استُخدمت الثقافةُ كعامل إقصائي للفئات الأقل تعليمًا والأميين، فستكونُ مطاحنَ لأفكارٍ ينخرُها السوس، بل وتتحولُ إلى أداة تكرِّسُ التخلُّف وتساعد عليه، فكم من الجميل أن يحملَ الأبُ الأُمي ثقافةَ أهميةِ أن يكونَ ابنه متعلمًا، مبدعًا، منظمًا، ويحافظ على نظافةِ بلده، ويعيش لإسلامِه، فهذه المفاهيمُ يستطيع عقلُ الأمِّي استيعابَها، والعمل عليها بكفاءة عالية جدًّا؛ لأنه عانى مِن مشاكل الأمية، فحمّلناه ثقافة بديلة!

 

يعرِّف مالك بن نبي الثقافة:

هي دستورٌ تطلبُه الحياةُ العامة بجميع ما فيها مِن ضروبِ التفكيرِ والتنوُّعِ الاجتماعي[2].

 

هنا طرح الأستاذُ مالكُ بن نبي ملمحًا جديدًا لمفهوم الثقافة بعيدًا عن الفقاعات الإعلامية وصناعة النجوم، فشكَّل المفهومَ بناءً على نسيجِ المجتمع ككلٍّ؛ فالثقافة هنا هي أُطرٌ تساعد أستاذَ الجامعة والفلاَّحَ على إيجادٍ حلول لكثير من المشاكل الاجتماعية؛ كمشكلة نظافة المرافق العامة، وأهمية استغلال الوقت، والتربية بشكل عام، ولتقريبِ المفهوم يضرب الأستاذُ مالك بن نبي مثالاً بفلاَّح وطبيب إنجليزيين، الاثنان يشتركانِ في نفس القِيَم الثقافية العامة؛ من المحافظةِ على ممتلكات البلد، والدعوة إلى العمل، والكدِّ فيه، حتى التقديس السلبي، وهذا إطارٌ عامٌّ للثقافة لا أكثر.

 

فالمشكلة بشكلٍ مختصر هي اختزالُ معنى الثقافة في طبقةٍ معينة؛ مما يجعل باقيَ طبقاتِ المجتمع في إقصاءٍ متعمَّد.

 

والنتيجة أن تساهمَ النُّخَب في زيادة مستوى التخلُّف بإقصاء هذه الفئاتِ بدلاً من توجيهِها.

 

الحلول:

1- التكاملُ الثقافي عن طريق العملِ المؤسَّسي:

إن النُّخبة عليها أن تُدخلَ حسَّ المسؤولية إلى كافة أطياف المجتمع، أمية وقليلة المعرفة، والوظيفة التكاملية هنا طرحُ الحلول الثقافية العامة من خلال مؤسَّسات، وليس كأعمالٍ فردية؛ لتكون منهجية جمعية يشتركُ فيها أرباب العلم، لوضع الأسسِ الثقافية للمجتمع ككلٍّ، وتكون منطلقة من أُسس الكتاب والسنَّة.

 

يقول الدكتور عبدالكريم بكار: "الكاتب الحقُّ ليس بائعَ أفكار، ولا مسوِّقَ نظرياتٍ، إنه إنسان غلَّبَ الشعورَ الجمعيَّ فيه على الشعورِ الفردي الأناني"[3].

 

فالكاتب يكتب من رُوحه ودمِه، يعيش واقعَ أمته، لا لترفٍ معرفي لا يغني ولا يسمنُ مِن جوع.

 

2- الإعلام كأداة توعية:

وجَب علينا أن نؤسسَ إستراتيجيةً إعلامية تكاملية، فيها المنافسة والتنوع؛ لإرساء المعاني الثقافية والخطوط العامة التي يخطها علماءُ أمتنا ومفكِّروها، وتقديمِها في أسلوبٍ إبداعي، ليس سرديًّا فقط؛ حيث إنه لا بد مِن تكاملِ الجانب النظري والعلمي التطبيقي؛ فالإستراتيجية التي نبتغيها واضحةُ المعالم، مفصَّلة الجوانب، تقوم على الشمولِ والتكاملِ والواقعية، ويتلاحمُ فيها القولُ مع العملِ[4].

 

وهنا لا بد مِن تفعيل دور الإعلام المشارك لا التجريدي الذي يقدِّم للسامع الوجبةَ المعرفية دون أدنى تعب، فيكون بمقام المحفز؛ كالمسابقات البحثية والإعلامية المبدعة، وتشجيع البحث، وإعمال مَلكات العقل، وهذا يقودُنا إلى النقطة الثالثة.

 

3- تفعيل مفهوم النُّخب الوسيطة:

هذا المصطلح سمعُته كثيرًا من الأستاذ أحمد سالم (أبو فهر)، فحاولتُ أن أجسِّدَ ما فهمت من هذا المفهومِ؛ علَّ الرحمنَ ييسِّرُ التكاملية والمساعدة.

 

تمتازُ الطبقة الوسيطة مِن النُّخب التي تأتي بعد أهلِ العلم بأنها أقربُ إلى الشارع، وقادرةٌ - بكفاءة عالية - على نقلِ الصورة بمفاهيمها ومضامينها للمشايخ، فيعتبرون كحلقةٍ وسيطة مكمِّلة في سلَّم الثقافة، تدعَمُ القاعدة، وتتعلَّم مِن رأس الهرم، وتجسِّد المفاهيمَ، وتكُون قياديةً في العمل الميداني؛ لضمانِ عدم انحراف العملِ عن هدفِهِ وتوجيهِه لاستغلال كلِّ الموارد المتاحة بأقل تكلفة ممكنة "جهد ووقت"، والحصول على أعلى نتيجةٍ ممكنة.

 

ومن ميزات هذه الطبقة تشجيعُ جمهورهم على الكد لما حصل لها من استقلالية في النظر والاستدلال، دون بخسِ حقِّ المشايخ وأسبقيتهم، فيُعتبرون نموذجًا رائعًا للمضيِّ على نبراسِه في أبواب العلم والعمل، فتشجع هذه النخب على إنتاجِ نخب مِثلها من خلال التعليمِ عن طريق القدوة والتصدير الإعلامي.

 

وفي الختام: أنا لا أبخس حقَّ النخبة في التميُّز والاحترام، ولكن إنكاري قائمٌ على أن تكون هذه النخبةُ هي نفسها معول هدمٍ بعمليات إقصائية، عِوضًا عن أن تكونَ معولاً رئيسًا في عملية البناء التي تحتاج إلى سواعدَ سيُضنيها الزمانُ، ويأكلُ من دَمِها لرجوع دفَّةِ المركب تجدِّف مِن جديد بشكلٍ سليم!



[1] كتاب: رُؤى ثقافية؛ للدكتور: عبدالكريم بكَّار.

[2] مشكلة الثقافة؛ لمالك بن نبي.

[3] كتاب: رؤى ثقافية؛ للدكتور: عبدالكريم بكار.

[4] الإسلاميون وفِقه الحضور الإعلامي، كيف يخاطب الإسلاميون وسائل الإعلام؟ للكاتب: عصام زيدان، البحث ضمن التقرير الإستراتيجي الذي تصدره البيان لسنة 1433 هـ، والذي بعنوان: "الأمَّة، واقعُ الإصلاح ومآلات التغيير".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة