• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الرؤية الإسلامية ليست تشييدا تصوريا، أو خطابا، أو أيديولوجيا

د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 18/4/2013 ميلادي - 8/6/1434 هجري

الزيارات: 4505

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرؤية الإسلامية ليست تشييدًا تصوريًّا Representation، أو خطابًا Discourse، أو أيديولوجيا Ideology

 

إن المنطلق الإسلامي للحياة ككلٍّ ليس منطلقًا دنيويًّا، مثله مثل أي نظرية غربية أو شبه غربية؛ فالقرآن الكريم ليس تشييدًا تصوريًّا Representation، أو خطابًا Discourse، أو "أيديولوجيا Ideology"، وإنما هو وحي من الله - سبحانه وتعالى - لرسوله ونبيه محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - الذي أُمِر بتبليغِه للناس كافة؛ ولذلك هو نورٌ وهدى للبشرية جمعاء، جاء من خارج نطاق هذه الدنيا ككل.

 

وهو دعوة لاستعمال السمع والبصر والفؤاد، وكل مقدرات التفكير والتفكُّر التي وهبها الله - سبحانه وتعالى - للإنسان؛ ليستخدمَ كل ذلك لمعرفة خالقه ولعبادته، وكل ما يقال من منطلق إسلامي؛ اعتمادًا على كلام الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بدون الخروج المتعمَّد عنه، هو أيضًا ليس تشييدًا تصوريًّا؛ لارتباطه بكلام الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

 

إن مفهوم التشييد التصوري أو الخطاب أو الأيديولوجيا - كما تبينه الفلسفات والتنظيرات الغربية - يعني أن ما يقال هو من تشييد الإنسان، وبالتالي فهو يعبِّر عن ذاتية الإنسان، (التي تتحكم فيها اللغة Language في المقام الأول)، والتي أصبح الحديث عنها (أي: عن ذاتية الإنسان) حديثًا عن "عدم الفاعلية الإنسانية Subjectivity"؛ لأن اللغة هي التي أصبحتْ متحكِّمة فيها، حتى وإن استخدموا في تنظيراتهم لذلك كلمة أو مصطلح "الفاعل" Subject، وبالتالي أيضًا، فمفهوم التشييد التصوري أو مرادفاته هو للاستهلاك الدنيوي؛ حيث لا يمتُّ موضوعه من قريب أو بعيد بخالقِ الكون بصلة.

 

ولذلك نرى كثيرًا من الناس يحاول أن يشيد لنفسه تصوُّرات، أو ينشئ خطابات أو أيديولوجيات يعبر بها عن رؤيتها، حتى لا يحاول غيره أن يضمنها داخل تشييداته التصورية، أو خطاباته، أو أيديولوجياته، كما يرون.

 

وبالإمكان أخذ النظريات النقدية التالية كمثال فقط، (وهي أيضًا في حد ذاتها تشييدات تصورية أو خطابات أو أيديولوجيات):

• نظرية ما بعد الاستعمار (أو ما بعد الكلونيالية).

 

• نظرية النقد النسوي (النساء أصبحن يحاولن أن يشيدن تصوُّرات خاصة بهن، منفصلة عن التشييدات التصورية للذكور، التي تضمن النساء في تشييداتها تضمينًا أيديولوجيًّا كما هنَّ يرين ذلك).

 

• نظرية النقد النسوي ما بعد الاستعماري (أو ما بعد الكلونيالي)، إلخ.

 

ولهذا أرى - والله أعلم - أنه لا ينبغي اعتبار الإسلام (أو ناتجه؛ أي: ناتج تفكير المسلمين الملتزمين به)، هو من قبيل التشييدات التصورية، أو الخطابات، أو الأيديولوجيات، ولا حتى القول بأنها "تشييدات تصورية للدنيا والآخرة"؛ لأن اعتبارها كذلك يدخلُها ضمن نتاج الإنسان من ناحية المنطلق الأساسي؛ وهذا غير صحيح طالما أن الإنسان المسلم ملتزم بالإسلام قرآنًا وسنة فيما يقوله ويكتبه ويمارسه كسلوك.

 

ولذلك نرى العلماء المسلمين ينبِّهون على أنه يجب أن يطرح جانبًا كلّ ما لا يوافق الكتاب والسنة من كلامهم أو كتاباتهم؛ فكلامهم ليس حجة على كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بل العكس هو الصحيح؛ لأن القصد هو اتِّباع ما أمر الله به ورسوله، واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله، وليس ما يقول به العلماء في حد ذاته.

 

يمكن اعتبار ما يصدر عن العلماء، أو المفكِّرين أو الكتَّاب، أو الأدباء المسلمين الملتزمين بالإسلام قرآنًا وسنة فيما يقولون ويكتبون- "رؤية اجتهادية إسلامية"، وليس تشييدًا تصوريًّا، أو خطابًا، أو أيديولوجيا؛ فهم إما يصيبون فيها، أو يخطئون في بعض منها؛ وقد يتفقون فيما بينهم وقد يختلفون في بعض الأمور، إلا أن مصدر تلك الرؤية (أو الرؤى) هو الإسلام بمصدرَيه الأساسيين، القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وما خالف المصدر عن عمد واضحٍ، فهو خارج ذلك.

 

في التشييد التصوري أو الخطاب (بشكل أساسي)، أو الأيديولوجيا (بشكل ثانوي)، تشكِّل اللغة محور عملية التفكير كلها؛ فهي الأساس في عملية التشييد التصوري أو الخطاب.

 

أما في الإسلام، فاللغة ليست كذلك، اللغة في الإسلام وسيلة وليست الأساس الأوَّلي في المعرفة الإنسانية، في الإسلام الله - سبحانه وتعالى - هو مَن علَّم آدم الأسماء كلها؛ فالله - سبحانه وتعالى - هو الخالق لكل شيء، ومصدر المعرفة كلها، وليس الإنسان (آدم)، فآدم - عليه السلام - لم يتعلَّم ذلك مِن تلقاءِ نفسه، وإنما الله - سبحانه وتعالى - هو الذي علَّمه، (وكيفية التعلم هذه تخرج عن نطاق معرفة الإنسان كلها، فالكيفية غير مُخْبَر عنها في القرآن والسنة، والمسلمون يؤمنون بذلك إيمانًا بالغيب، والإيمان بالله بالغيب، وبأنه هو الذي علَّم آدم الأسماء كلها، هو فرقٌ أساسي بين المسلمين وغير المسلمين).

 

وللعلم فقط؛ أي: بدون تفصيل في هذه النقطة، نقول: إن الأسس لنظريات وفلسفات ما بعد البنيوية (أو ما بعد الحداثة) تعتمدُ على التنظير الفلسفي اللغوي؛ أي: اللغة في المقام الأول، وهذا ما بدأه "فيردناند دي سوسور" في فلسفته اللغوية، ومَن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع لفلسفة "ميشيل فوكو"، وتفكيكية "جاك دريدا"، وأيديولجية "لويس ألثوسر" المابعد ماركسية.

 

خلاصة الموضوع:

عندما يكون منشأ الأفكار والرؤى مستمدًّا من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - يكون "رؤية إسلامية أو رؤية اجتهادية إسلامية"، أما إذا كان المنشأ لها هو الإنسان بفكره وفلسفته وتنظيراته، (حتى وإن شاب ذلك شيء من بعض الديانات السماوية المحرَّفة)، فذلك يمكن القول عنه: إنه - كما يرى المنظِّرون والفلاسفة الغربيون، ومَن تابعهم - تشييدات تصورية، أو خطاب، أو أيديولوجيا؛ ولا ينبغي أن تطلق هذه المصطلحات الأخيرة على الإسلام، أو ناتج النظرة الاجتهادية الإسلامية، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة