• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حق العودة إلى الديار رهين بالقتال في سبيل الله لا باستجداء الأشرار

حق العودة إلى الديار رهين بالقتال في سبيل الله لا باستجداء الأشرار
د. يونس الأسطل


تاريخ الإضافة: 13/4/2013 ميلادي - 3/6/1434 هجري

الزيارات: 5791

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في رحاب آية

(حق العودة إلى الديار رهين بالقتال في سبيل الله لا باستجداء الأشـرار)


﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ البقرة (246).

 

فجأة وبعد تربص أربعةِ أشهرٍ تَقَرَّرَ لقاء أنابولس للتسوية، وهو الاجتماع الذي ظهرت عليه كِسْفَةُ الفشل قبل الْتِئامِه؛ لأسبابٍ منها أنه لقاء الضعفاء الذين تدنت شعبيتهم وشرعيتهم إلى مستوىً مزرٍ، فهم يلهثون وراء طوق النجاة لأحزابهم وأشخاصهم من قبل أن تهوي بهم هزائمهم في وادٍ سحيق.

 

هذا وقد أراد له اليهود والنصارى أن يوفر مناخًا للتطبيع العربي مع الاحتلال، بعد أن يكون اليهود قد فازوا بمباركة عربية لِيهودية الدولة من بعد أن سَلَّمَ بها مَنْ يزعمون شرعية التمثيل الوحيد للشعب الفلسطيني، وهو ما يعني إلغاء حقِّ العودة إلى المدن والقرى التي شُرِّدَ منها أهلها، بل إنه يعني ما هو أسوأ من ذلك، وهو حق الصهاينة في تهجير مليون وربع المليون فلسطيني، ممن تشبَّثوا بأرضهم وديارهم، فلم يهاجروا في عام 48م، ولم ينزحوا بعد عام 67م، ولم يُبْعَدوا على مدى الاحتلال الذي أشرف على ستة عقود، والعجيب أن قريبًا من ثلث هؤلاء لاجئون داخل الوطن، أشبهَ ما يكون بأصحاب المخيمات في الضفة والقطاع.

 

ولا شك أن فيه لأطراف اللقاء مآرب أخرى، لعل منها تحسين صورة الحكومة الأمريكية بعد المجازر المتواصلة في كثير من بقاع الأرض، لا سيما في العراق وبلاد الأفغان، بالإضافة إلى تهيئة المناخ للهروب إلى الأمام بفتح جبهاتٍ جديدة مع إيران، وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي.

 

ولو لم يكن من فائدة إلا اكتساب الوقت، والتلهية بالركض وراء السراب، لكفى ذلك إنجازًا للصهاينة الذين مَرَدُوا على سياسة العصا والجزرة، كيف وفيه التنازل عن كثيرٍ من الثوابت الفلسطينية، فيما يتعلق بالقدس والأقصى والأسرى...؟!!

 

إن غاية ما فيه بالنسبة لنا تقديم وعود ونوايا حسنة تتعلق بدولة فلسطينية مجهولة المساحة والهوية، منزوعة السلاح والسيادة، خاضعة لمفاوضات طويلة، يطلب فيها من الطرف الفلسطيني المتعلق بقشتها أن يُقَدِّمَ من التنازلات ما يجرده حتى من ورقة التوت التي لا تستر السوأتين.

 

هذا وقد توالت الفعاليات الرافضة لانعقاد اللقاء نفسه، فضلًا عن رَكْلِ مقرراته، وقد جاء سَنُّ قانونٍ حَظِيَ بالإجماع في المجلس التشريعي يقضي باعتبار حقِّ العودة مقدسًا لا يملك أحدٌ أن يساوم عليه، ولا أن يقايض به، وهو حقٌّ موروث ليس من حقِّ بشرٍ أن يتنازل عنه، ولو تحت مغريات التوطين والتعويض، ومن يخالفْ ذلك يرتكبْ جريمةَ الخيانة العظمى، ويستوجب جميع العقوبات الجنائية والمدنية المقررة لتلك الجريمة، ويُعَدُّ باطلًا كلُّ ما يخالف هذا القانون، جاء سَنُّ هذا القانون ليقطع الطريق على من يريد التنازل عن هذا الحق؛ بدعوى الإقرار بيهودية الدولة، والتسليم لهم بجميع ما اغتصبوه قبل عدوان 67م.

 

كما أن المؤتمرات الموازية لذلك اللقاء في الداخل والخارج كانت قذفًا بالحق على الباطل، لِيَدْمَغَه، فإذا هو زاهق، ولعلَّ من حسن تدبير الله جلَّ جلالُه أن يعود العرب والفلسطينيون منه بِخُفَّيْ حُنَينٍ، فيتأكدوا من أن اليهود لا يؤتون الناس نقيرًا، وأن منهم مَنْ إنْ تَأمَنْه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائمًا، ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل؛ بل إنهم يَرَوْنَ أن تلك الجرائم تُقَرِّبُهم إلى الله زُلْفى.

 

إن هذه الآية تتحدث عن مرةٍ طُرِدَ فيها بنو إسرائيل من فلسطين، والمعلوم أن سيدنا موسى عليه السلام قد هاجر بهم من مصر، وعَبَرَ بهم البحر، واتجه بهم إلى فلسطين؛ لتطهيرها من القوم الجبارين الطغاة الظلمة، فرفضوا القتال، وقالوا كلمة الفسوق: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، فضرب عليهم التيه، وبعد أربعين سنةً تمكنوا أن يدخلوها فاتحين، ولما طال عليهم الأمد، فقستْ قلوبهم، استطاع أهلها أن ينتفضوا عليهم، وأن يَضْطَرُّوهم إلى الهجرة واللجوء، ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله، كما فعلها بنو قينقاع وبنو النضير من بعد، فكتب الله عليهم الجلاء.

 

إن بني إسرائيل لما طال بُعْدُهم عن ديارهم تحركت في الملأ منهم، وهم النخبة الواعية المتنفذة، تحركت فيهم الرغبة في العودة إلى ديارهم وأموالهم، فقالوا لنبيٍّ لهم: ابعثْ لنا مَلكًا نقاتلْ في سبيل الله، فقد فقهوا أن العودة والتحرير لا يكون إلا بالقتال الكائن في سبيل الله، وهو الذي يَطْلَبُ به الذين هاجروا وأُخرِجوا من ديارهم، وأُوذُوا في سبيل الله، وقاتلوا وقتلوا، أن يكفر الله عنهم سيئاتهم، وأن يدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، فضلًا عن استنقاذ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يكتوون بنار السلطة الظالم أهلها، ويضرعون إلى الله أن يجعل لهم من لدنه وليًا، وأن يجعل لهم من لدنه نصيرا.

 

ولما كان ذلك النبي المسمى (شمعون) أو غيره عالمًا بطبائع بني إسرائيل؛ فقد سألهم عما إذا كانوا يتوقعون أن يرفضوا فريضة الجهاد لو كتبه الله عليهم، فأجابوا بالعاطفة، وقالوا: وما لنا ألَّا نقاتل في سبيل الله، وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا!!، فالمحرِّض قائم، والدافع موجود، وهو الرغبة في العودة إلى الديار، وتحرير الأبناء من الأَسْر والهوان.

 

وقد كانت العاقبة أنه لما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلًا منهم، وهذا ليس مستغربًا، في أمةٍ موصوفةٍ بأنهم أحرص الناس على حياةٍ أيِّ حياة، وهم أحرص من الذين أشركوا الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، ولا بالجنة والنار بعد البعث والحساب، لذلك فإن أحدهم يَوَدُّ لو يُعَمَّرُ ألف سنة، وما هو بمزحزحِهِ من العذاب أن يُعَمَّر.

 

وقد جادل الذين لم يرفضوا التكليف بالجهاد في إِمْرَةِ طالوت، ثم تساقط أكثرهم لما قال لهم: إن الله مبتليكم بنهرٍ، فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني، إلا من اغترف غُرفةً بيده، فشربوا منه إلا قليلًا منهم، ثم قال أكثر البقية، لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، فقد كان مقياس القوة المادية المرتبطة بالعدد، والعدة، هي ميزانهم في النصر والهزيمة، وقد كانت فيهم قلةٌ تؤمن بالله، وتوقن أن إلى ربك الرُّجْعى، وتخاف مقام ربها، وتنهى النفس عن الهوى، وكانت عقيدتهم أنه كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله، والله مع الصابرين، فاستغاثوا ربَّهم أن أَفْرِغْ علينا صبرًا، وثَبِّتْ أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، فهزموهم بإذن الله، وبذلك تحقق لهم حلم العودة والتحرير، فقد قَتَلَ داود جالوت، وآتاه الله الملك و الحكمة، وعلَّمه مما يشاء، ومنها صَنْعَةُ لَبُوسٍ لكم؛ لِتحصنكم من بأسكم.

 

ولا بد هنا أن نؤكد أن الله عز وجل قد كتب في الزبور من بعد الذكر أن هذه الأرض يرثها عباده الصالحون، ولما كان بنو إسرائيل يومًا خيرة العالمين، إذْ كان فيهم أئمة يهدون بأمر الله، ولما صبروا وكانوا بآياته يوقنون، وكان فيهم أمةٌ يهدون بالحق، وبه يعدلون.

 

وحين فسق بنو إسرائيل، وعاد مَثَلُهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا صِرْنا نحن الوارثين للخيرية على العالمين، إذْ كنا خَيْرَ أمة أُخْرِجَتْ للناس، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله، فكنا الأحقَّ بوراثة المسجد الأقصى، وبيت المقدس، وكل الأرض المباركة حوله، وإذا كنا قد فقدنا السيادة عليها من تسعين سنةً، ثم طُرِدْنا منها قبل ستين سنةً للمفاسد والفسوق؛ فإننا اليوم نحن الجديرون بوراثتها؛ لأننا نقاتل في سبيل الله بقيادة أُوتِيَتْ بسطةً في العلم والجسم، وفينا ثلةٌ لا قلةٌ يظنون أنهم ملاقو الله، ويوقنون أنه كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن الله، وهم يضرعون إلى الله بإفراغ الصبر عليهم، وتثبيت أقدامهم، ونصرهم على الصهاينة والمتصهينين.

 

إن نبينا عليه الصلاة والسلام قد استطاع أن يفتح مكة، و أن ينتزع حَقَّ العودة إليها في ثماني سنين، وذلك بتأمين الجبهة الداخلية في المدينة بالصحيفة التي أوجدتْ مجتمعًا يتعايش فيه المسلمون من المهاجرين والأنصار مع اليهود والمشركين من أهل يثرب، ويتكافلون، بل ويدافعون عن المدينة جبهةً واحدة أمام أيِّ عدوانٍ خارجي، وقد أمضى خمسَ سنين في مرحلة المدافعة والمقاومة، حتى إذا فشل الأحزاب مجتمعين يوم الخندق بدأت الزحوف التي تزاوج فيها العمل العسكري والسياسي بِصُلْحِ الحديبية، ومهادنة أية قبيلة يريدون أن يأمنوكم؛ بل بقبولهم في حِلْفِنا، كما كان الحال مع بني خزاعة، حتى تمكن من فتح مكة، وقَهْرِ هوازن يومَ حُنَيْنٍ، فدخل الناس في دين الله أفواجًا، وتحقق حلم العودة في بضع سنين.

 

ما أحوجنا أن نعود إلى الجنة التي أُخْرِجنا منها يوم أكل آدمُ من الشجرة، ولن يكون هذا بغير العودة إلى الدين، ومنه الجهاد في سبيل الله لعودة القداسة إلى فلسطين كل فلسطين.

 

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة