• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

المعرفة الإسلامية .. معيارية المنهجية وضرورات الإلمام بمنهجيات التحليل المعاصرة

نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 10/4/2013 ميلادي - 30/5/1434 هجري

الزيارات: 10229

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعرفة الإسلامية.. معيارية المنهجية وضرورات الإلمام بمنهجيات التحليل المعاصرة


يبدو أن المعرفة الإسلامية تواجه اليومَ تحدياتٍ خطيرة، تُهدِّدها بالمسخ والتشويه، في ضوء عفوية آليات التناول السائدة حاليًّا في أوساطها الثقافية، وتخلُّفها عن مُواكَبة التطورات المتسارعة التي تُفرِزها حركة الحياة في كل المجالات، بالإضافة إلى مخاطر عوز الإلمام بالطرائقيات المعاصرة؛ بسبب إسقاطها من التداول؛ نتيجة التهيُّب من تداعيات استخدامها بالتحليل، إلى جانب الأدوات المعرفيَّة الإسلامية.

 

لذلك بات من الضروري لمن يَتصدى لهذا الموضوع الحيويِّ، ولا سيما في مجال تفسير النصوص الدينية على نحو خاص، أن يَكون على دراية عالية بالأدوات المعرفية الإسلامية المعيارية المعروفة في العلوم الإسلامية ابتداءً، عند تعاطيه مع النصِّ الديني؛ لكي تعينَه على استخراج ما يزخر به النص مِن معانٍ ثرَّة، تَقترب به من الوصول إلى مراد الله من تلك النصوص على حقيقته، بعيدًا عن الحدس الشخصي الناجم عن نقص الدراية بتلك المعايير المنهجية للمعرفة الإسلامية.

 

واذا ما كان الحداثيُّون ما فتئوا يطرحون فكرة التخلُّص مما يُسمونه قيود ميتافيزيقا الغيبيات، بذريعة التخلُّص من سلطة رجل الدين، وإنهاء احتكاره سلطةَ تفسير النصوص، ومِن ثَمَّ فإنه ينبغي بزعمهم تثوير النصِّ الديني، والخروج على آليات التعاطي التقليدية معه؛ وذلك بقراءته قراءةً جديدة بأعيُن الباحثين، والمُفكِّرين الحداثيِّين الجدُد، لا بأعيُن فقهاء الماضي؛ وذلك بقصد اللحاق بركب الحضارة الغربية التي نبذَت الدين وراء ظهرها، وعلمَنَتِ الحياة، فتقدَّمت بزعمهم حضاريًّا، وعِلميًّا، وتقنيًّا، واقتصاديًّا، وحازت مركز الصدارة بين الأمم، وفرضَت هيمنتها المُطلَقة، وسيطرت على مُقدرات العالم، وأصبحت اليوم مركزَ الإشعاع وبؤرة الاستلهام؛ بما أبدعتْه من إنجازات لا مجال لإنكارها؛ وبذلك فإنه لا سبيل للمعرفة العربية الإسلامية إذًا من أجل التقدم، إلا أن تتعقب خطى الحضارة الغربية شِبرًا بشبر، في هذا المجال، وبعكسه فإن المعرفة الإسلامية بأدواتها العفوية الراهنة، وتهيُّبها من الاقتراب من استخدام الآليات المعاصرة في التحليل، سيجعلها لا محالة، عرضة لمخاطر التجاوز،  عاجلاً أم آجلاً، شِئنا أم أبينا.

 

ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح على المعنيِّين بأمر المعرفة الإسلامية حقًّا هو: ما هي الطرائقيات، والمناهج، والعلوم، التي ينبغي الإلمام بها كأدوات معيارية، عند التعاطي مع هذا الموضوع الهام، بما يُمكِّن الباحثَ من فَهمِ النصوص الدينية على حقيقة مراد قائلها منها؟

لا شكَّ أن مسألة وضع معيارية منهجية للمعرفة الإسلامية، باتت تتطلب ضرورة أن تستولد تلك المعيارية تأصيلاً مِن المُتراكم من منهجيات المعرفة الإسلامية في الأدبيات والعلوم الإسلامية ابتداءً، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام - بشكل عام - بثقافة العصر، ومناهج البحث المعاصرة دون تردد؛ حيث لا بد مِن توظيف علوم العصر، وما أبدعه الغرب مِن مُبتكرات في العلوم، والتقنيات، والآليات بعد تطويعها وفقًا لمُتطلبات بيئة المعرفة الإسلامية؛ لكي تتآزر كوسائل بحثية مُتطوِّرة مع منهجية البحث الإسلامية المعيارية؛ حتى يُمكن الاستعانة بتلك المناهج البحثية المُعاصِرة، وتطبيقها في التحليل إذا لزم الأمر ما دامَت مُحايدة، ومُلتزمة بالموضوعية، التي تَستهدِف الوصول إلى الحق بكل الوسائل المشروعة؛ لغرضِ فَهمِ ما بات يُعرف اليوم بالظاهرة الدينيَّة بشكل عام، والمَعرفة والعلوم الإسلامية بشكل خاصٍّ، على حقيقة مدلولات مقاصد ألفاظها في النصوص الإسلامية، والاستفادة بشكل إيجابي مِن توظيف تلك المعايير الحديثة ما دامت مُتوافِقة مع معايير منهجية المعرفة الإسلامية.

 

لذلك أضحَت الحاجة ماسَّة لأن يتسلَّح المعنيُّون بإنتاج وتناول المعرفة الإسلامية مِن الطلاب والكتاب، والباحثين والدعاة، بمعلومات عامة عن علوم العصر، ومناهج التحليل في العلوم الطبيعية، والفلسفة، والمنطق، والمنهاج العقلي، وإتقان استخدام تقنية الاتصال والإنترنت، وإجادة استعمال أساليب الهاشتجة، والدردشات، والتغريد، والتواصل الاجتماعي عبر الفيس بوك، والتويتر على الشبكة العنكبوتية، وغير ذلك من القنوات التواصلية، على قاعدة "من تعلم لغة قوم أمِن شرَّهم"؛ باعتبار أن تلك الأساليب هي لغة العصر؛ وذلك بهدف تجاوز الفجوة التي أحدثتها القطيعة المُصطَنعة بين العلم والدين، وبين النقل والعقل، وبين التراث والمُعاصَرة، وما نشأ عن هذه القطيعة المُصطنَعة، من صراع حادٍّ بين القديم والجديد، مما يَقتضي الأمرُ معه ضرورة تأهيل تلك النُّخَب علميًّا، وتقنيًّا، بالأدواتية العصرية للحوار، وتمكينهم من نقد الفكر الوافد، والثقافة المستوردة مهما كانت قوة سَبكِها بجدارة تامَّة؛ حيث لا يُمكن الاقتراب منها أو اقتحامها من دون إتقان تلك المعايير بمهارة عالية.

 

لذلك؛ فإن اعتماد معيارية منهجية لدراسة العلوم الإسلامية في الجامعات والمعاهد العربية والإسلامية - تستوجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار تأهيل الباحثين من الكُتَّاب، والدعاة، والمُفكِّرين، والمُهتمين بالعلوم الإسلامية، بالحد الأكاديمي الأدنى اللازم من العلوم والمنهجيات والنظريات المعاصرة في نفس الوقت؛ كإستراتيجية عمل في التعليم الجامعي من دون تردُّد؛ لكي يتمكنوا عندئذٍ من الإلمام بأوليات تلك المنهجيات المعاصِرة، وإتاحة الفرصة أمامهم فيما بعدُ لتعميق معرفتهم موسوعيًّا، باعتماد أسلوب التثقيف الذاتي في مختلف العلوم؛ الإسلامية منها والمعاصِرة، دون أدنى حرج أو تهيُّب.

 

ولا جرم أن اعتماد معيارية منهجية للمعرفة الإسلامية بما تمنحه من إمكانات تخصُّصية، ونظرة شمولية، وإتاحة الفرصة لإلغاء حالة التهيُّب مِن أدوات التحليل المعاصرة - ستُحصِّن بالنتيجة المعرفة الإسلامية من مخاطر تحديات المشروع الفكري الكوني الغربي، الذي يُمثِّل الغطاء الحضاري لمشروع الغرب السياسي الراهن، القائم على الهَيمَنة، وعولمة الفِكر والثقافة والعلوم، وما يَعنيه ذلك التحدي الخطير مِن مَسخٍ للمعرفة الإسلامية بالمنهجيات التفكيكية، القائمة على منهج فرضية موت صاحب النص، وأن النص في ذاته ذو دلالات لا نهائية، ومِن ثَمَّ فإن كل قراءة له، تُفضي إلى قراءة أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية، ما لم يتمَّ الشروع جديًّا باعتماد مشروعِ معيارية منهجية للمعرفة الإسلامية دون المزيد مِن التأخير.

 

ومِن ثَمَّ؛ فلا ضير بعد ذلك من مزاوَجة المناهج المُعاصِرة، وتوظيفها في ما يُسمى بالقراءة الجديدة للنص، باستخدام المنهج العقلي التجريدي، بعد الاطمئنان على تسليحه بمنهجيات مِعياريَّة رصينة؛ حيث لا بد أنَّ الباحث المُسلَّح بكل أنواع الأدواتية التحليلية سيَصِل عند ذاك بموضوعية، إلى ذات الاستنتاج المعرفي الإسلامي التقليدي، القائم على قاعدة أن "النقل الصريح لا يتعارض مع العقل الصحيح"، طالما كان البحث المعرفي خاليًا مِن القصد المُغرِض، وكان الباحث ملمًّا باقتدار بالأدوات المعرفية الإسلامية المعيارية، ومُسلَّحًا بالآليات التحليلية المعاصرة في ذات الوقت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة