• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الفقه في الدين .. حجر الزاوية

الفقه في الدين..  حجر الزاوية
عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي


تاريخ الإضافة: 1/4/2013 ميلادي - 21/5/1434 هجري

الزيارات: 10064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفقه في الدين.. حجر الزاوية


في الحديث النبوي الشريف الذي يرويه البخاري - رحمه الله تعالى - عن حميد بن عبدالرحمن قال: سمعت معاوية خطيبًا يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرُّهم مَن خالفهم حتى يأتي أمر الله)).


يتبيَّن ما للفهم مِن الأهمية والخيرية التي ترفع العبد حتى يحظى بعطاء الله ويَنال به شرف القيام على أمر هذا الدين، مؤيَّدًا مِن الله - تعالى - وموعودًا بالنصرة والمعيَّة اللازمة له، دون أن يُدركه الضرُّ ممَّن خالفه، حتى يأتي أمر الله وهو مُستمسِك بعروة الله الوثقى، ثابت الجَنان والأركان، تتغيَّر الدنيا وتتغير الأحوال والأمكنة والزمان وهو على حاله المتَّصل بالله القائم على دينه، يدور مع دين الله ومقاصده الجليلة حيثما دار، لا يأبه للمتغيِّرات ولا للحوادث والأحداث، فأينما مصلحة الدين كانت فثمَّ شرع الله القويم، ضوابطه ومعاييره في العمل والحكم على كل الأمور ومُستجِدات الأحداث على منهاج السلف الصالح، مُتجرِّدًا مِن حظوظ النفس الأمارة بالسوء، مُتيقِّظًا لوساوس الشيطان ونزغاته، جعل الدنيا بكل شهواتها ولذائذها طوع يدَيه وتحت نعلَيه، عبَّد هواه لمُقتضيات الوحي والتوحيد، يُقدم على ما اطمأنَّت إليه نفسه مِن البِرِّ والعمل الصالح برغبة الطامع لما عند الله برجاءِ مَن أحسن الظنَّ بربه، وبخَوفِ مَن لا يأمن مكر الله به ألا يقبَل منه وهو يظنُّ أنه يُحسن صنعًا، فهو بين الخائف المُنكسِر المتذلِّل بين يدَيه، والمُحبِّ الراغب لفضلِه وإحسانه المصَدِّق المؤمن بقوله وهو ينادي أولياءه ومحبِّيه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].


وسبحان الله العظيم الذي يَرزُق خلقه ويُغدِق عليهم نِعَمه ظاهرها وباطنها، ويكلؤهم بالليل والنهار؛ أي يحفظهم ويرعاهم، ويدفع عنهم المضارَّ الظاهرة والباطنة ويظلُّ خيره على خلقه دون انقطاع أو توقف يَصِلهم كيفما كانوا، ويظلُّ خلقه يبتدرونه - بدلَ الشُّكر - بالكفر والعصيان؛ كما في الحديث القدسي: ((أنا والجن والإنس في نبأٍ عظيم؛ أَخلُق ويُعبَد غيري، وأَرزُق ويُشكَر غيري، خيري إليهم نازل، وشرُّهم إليَّ صاعد))، وهذا الحديث وإن كان في صحته كلام إلا أنه صحيح المعنى والمدلول، وإذا تأمَّلنا ألفاظ الحديث، نجده يؤكِّد أن الفهم ليس متحقِّقًا لكلِّ الدين، وإلا كانت الجملة "يُفقِّهه الدين"، وليس "يُفقِّهه في الدين"، وإذًا فالفقه في الدين، وليس كل الدين؛ لأنَّ إدراك مراد الله - تعالى - على الوجه الأكمل يفوق قدراتنا البشرية القاصرة، غير القادرة أساسًا على الإحاطة الواسعة الشاملة المُطلَقة للنافع والضار، والقدرة كذلك على الحَصانة وتَحصيل العِصمة، وتَجاوز حظوظ النفْس والهَوى والشيطان والدنيا، والفقه في الدين يُوحي بحيوية البحث والحرص وروح التجديد الذي يواكب مُتطلبات تفاعُل الشرع مع واقع الحال المتجدِّد دون أن يَصطدِم به أو يَنحرِف عنه، كما يُوحي بتوفيق الله المُلازِم له بإرادة مِن الله لخُلوص إرادة العبد ذاته في تَحصيل الفقه الذي يؤمِّن له حُسنَ التديُّن وقوة القيام بهذا الدين، بقصد موافَقة ما يُمكن موافقته لما يَغلِب عليه الظنُّ أن هذا - إن شاء الله - هو مُراد الله - تعالى - دون الجزم بذلك، والتسليم لله - تعالى - بالضعفِ وقِصَر النظر، وطلب التوفيق منه والسداد، والختم دائمًا بالقول الحسن: والله أعلم.


وإن موسى - عليه السلام - لمَّا سأله قومه عن أعلم أهل زمانه فنسَب ذلك لنفسِه؛ على فهمٍ منه أنه نبي زمانِه ولا يَملك غيره ما يَملكه مِن العِلم، وكان هذا تأويلاً منه وليس غرورًا، وحاشاه وكل الأنبياء مِن ذلك، أوحى الله إليه أن مِن عباده مَن هو أعلم منه، ودلَّه على مكانه، وهو عبدالله الخضر الذي حكى خبرَه القرآنُ في سورة الكهف، وكان مِن خبره وعجائبه ما أذهل العلماء والصحب الكرام، وكان درسًا قويًّا في أن لله - جلَّ جلاله - من عباده وخلقه مَن يَعلمون ويَجمَعون من العلم والفقه وعجائب الأمور ومما يخصُّ الله به مَن يَشاء مِن خلقه وأوليائه ما يجعلنا نُسلِّم لله وحده بعجزنا وضعفنا، ونَطلب منه في كل الأحوال أن يمدنا من العلم والفقه ما اختصَّ به عباده الصالحين وأولياءه المقربين، وصدق وهو القائل - عز وجل -: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة