• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مساجدنا أنديتنا

مساجدنا أنديتنا
محمد جمعة الزيلع


تاريخ الإضافة: 1/4/2013 ميلادي - 21/5/1434 هجري

الزيارات: 4712

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مساجدنا أنديتنا


إن مساجد المسلمين هي نواديهم، تهتم بمصالحهم دنيويها وأخرويها جسديها وروحيها فهي كمدرسة إذ منها بزغت الثقافة الإسلامية، والوحي الإلهي هاديها بالقرآن المبين وهي كمجلس نيابي تقاد منه الأمة، وتقرر شؤونها العظيمة كما يظهر للمطلع على سير شؤون المسلمين منذ فجر عهدهم الأول وهي الثكنات العسكرية بصفوف الصلاة المنتظمة وبمتابعة إمام واحد في صغير الحركة وكبيرها. وهي ما هي، فما أجل المساجد؟ غير انه كما يقال المكان بالسكان فما المساجد لولا سكانها؟ ثم أين منها السكان لولا الصلاة، فما أرفع شأن الصلاة إنها لمحور الحركة كأنها القائد من جيشه يسير بحسب تنظيمه ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103] ولهذا قال عليه الصلاة والسلام "وجعلت قرة عيني في الصلاة".

 

فإن يفخر الغربيون بنواديهم السياسية والعلمية والرياضية والخيرية فليفخر المسلم بمسجده فهو بمنـزلتها بل هو ارفع ولا نقيم لذلك دليلاً بمثل ذكر خريجيها كالخلفاء الراشدين ومن شاكلهم من الصحابة ومنهم العالم والواعظ والداعية والسياسي والإداري والقائد وعلى سواعدهم وبمحكمتهم فتح العالم ودانت للمسلمين الأمم.

 

ينادي المنادي للصلاة بعد التكبير قائلاً حي على الصلاة حي على الفلاح فيهرع الناس إلى المساجد ملبين نداءه فيصلون ومتى فرغوا من صلاتهم رأيتهم يلتفت بعضهم إلى بعض فيتشكل مجلسهم الشورى [أو إن شئت فقل إنهم حينئذ في مجلسهم البرلماني] وآنئذ يتباحثون ويتشاورون في شؤون المسلمين وفي صلاح الهيئة العامة ثم يتفقدون ذا الحاجة أو المظلوم من بينهم. لا فرق بين أمير وصعلوك لأنهم سواسية في السراء والضراء ولا تأخذهم في الحق لومة لائم. فلا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا طرحوها للبحث والتدقيق. ثم ينقلب مجلس الشورى إلى مدرسة علمية فيتدارسون العلوم بأنواعها وما يرمي إليه القرآن من الآيات والحكم والتشريع الصحيح ويلقون هذه العلوم والمعارف ويعملون بمقتضاها وبذلك سادوا الأمم وبهروا حكماء المشرقين والمغربين بعظيم سياستهم الرشيدة وأخلاقهم العالية وما جاء به من الفنون والاكتشافات التي هي أشهر من أن تذكر. هاكم انظروا ساداتنا أبي بكر. وعمر. وعثمان وعلي. وإلى خالد بن الوليد. وأسامة بن زيد. وعمرو بن العاص. وأبي عبيدة بن الجراح. ومعاوية بن أبي سفيان. وسعد بن أبي وقاص. وقتيبة بن مسلم. وعبدالرحمن الغافقي. وموسى بن نصير. ومولاه طارق بن زياد - رضوان الله عليهم أجمعين - وإخوانهم الكثيرين من أبطال الإسلام. وأروني من أي مدرسة تخرج أولئك الأبطال الذين ملكوا القلوب بقويم سيرتهم وحسن تدبيرهم وعظيم حكمتهم ووفائهم. ومن أي بيئة علمية تلقوا تلك المعارف التي مهدوا فيها السبل وبرعوا بها في سنن الاختراعات وما فيه خير الدنيا والآخرة. هل كان ذلك إلا من تشريع القرآن وما سنه المنقذ الأعظم صلى الله عليه وسلم؟


﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59] اذكروا ذلك واعلموا أن نجاح المسلمين باجتماع الشباب المسلم كما أمروا وكما كان عليه سلفهم يقيمون الصلاة ويتعارفون ويأتمرون بتشريع القرآن الذي يحض على العلم والعمل لتكون أمته أرقى الأمم.

 

ألا إن مساجد المسلمين فيها سر حياتهم الاجتماعية والنظام الأساسي لفلاحهم الذي هو ضالة المجموع الإسلامي المنشودة. وإن للصلاة لا سيما جماعة فوائد عظمى فمنها أن الإنسان متى تقرب إلى الله تعالى يخشع قلبه للحكم الإلهي فتلين عريكته فيأبى الظلم والاعتداء ويأبى الفحش والفجور ويكون إنسانا متصفاً بأسمى معاني الإنسانية.

 

هذه أمثولة من تعاليم الإسلام سبيل السعادة الذي عقه أهله فعقتهم الناس مع العزة ﴿ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 117] وإن في ترديد هذه التعاليم الخالدة لذكرى لأولي الألباب.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد السادس، 1354هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة