• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

بهرجة الاحتفال بالذكرى الستين تنطوي على شك الاحتلال في بلوغ السبعين

د. يونس الأسطل


تاريخ الإضافة: 5/3/2013 ميلادي - 23/4/1434 هجري

الزيارات: 3977

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في رحاب آيـة

( بهرجة الاحتفال بالذكرى الستين تنطوي على شك الاحتلال في بلوغ السبعين )


﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون: 112 - 114].

 

احتفى الصهاينة بالذكرى الستين لقيام كيان لهم على أرض فلسطين، و قد استضافوا سبعة وعشرين رئيس دولة، بعضهم قد قضى وَطَرَه في الحكم، و منهم من ينتظر، غير أن أشدهم حُباً لليهود كان الرئيس المودِّع بوش، ذلك الذي تمنى للاحتلال أن يأتي عليه اليوم الذي يحتفل فيه بالعيد العشرين بعد المائة لاستيلاء بني صهيون على فلسطين، و قد كان خطابه كاشفا عن الوجه الحقيقي له، ذلك أنه قد أكثر من الاستدلال بنصوص من التوراة، فدل على أن وقوفه الأعمى خلف اليهود ليس وليد السياسة و المصالح، إنما هو الاقتناع بجملة الأساطير المؤسٌِسة لدولة الاحتلال، تلك التي كتبوها بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله؛ ليشتروا به ثمنا قليلا.

 

و قد أثبتَ أن اليهود و النصارى الصليبيين جبهة واحدة في منازلة الإسلام، و هو ما شهد به القرآن قبل خمسة عشر قرناً؛ إذْ على الرغم من قول اليهود: ليست النصارى على شيء، و قول النصارى ليست اليهود على شيء، وهم يتلون الكتاب، إلا أنهم يقولون: كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا، و لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم.

 

و لعل أصرح نص في ذلك آية المائدة التي نهت عن اتخاذ اليهود و النصارى أولياء، مؤكدة أن بعضهم أولياء بعض، و أن مَن يتولَّهم منكم فإنه منهم، و أنك ترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون في ولائهم، يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة؛ وقد قالت اليهود و النصارى: نحن أبناء الله و أحباؤه، و يزعمون أنهم أولياء لله من دون الناس، و أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس.

 

وقد ظهر هذا جلياً في جَعلِ الشعب الأمريكي المناهز للثلاثمائة مليون جزءا مكملا للشعب اليهودي الذي لا يكاد يمثل اثنين بالمائة من تعداد الأمريكان، و الخطاب مليءٌ بالمغالطات و العنجهية التي لا تصدر إلا عن مصاب بجنون العظمة المفرط في الغباء.

 

وقد وددتُ أن أتوقف عند أمنيته لدولة الاحتلال أن يتضاعف عمرها ضعفين، و هي من أوهام اليقظة؛ لأن كيان الصهاينة يعد سنواته الأخيرة، و لا أظنه يصمد في الإنعاش حتى يدرك عامه السبعين.

 

إن هذه الآيات تتضمن سؤالاً موجها لأهل النار الذين كانوا يظنون أن الله خلقهم عبثاً، و أنهم إليه لا يرجعون، حيث سألهم ربهم، أو خزنة جهنم: كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟، فكان جوابهم: لبثنا يوما أو بعض يوم، سواء كان المراد أن بعضهم قال: لبثنا يوما، و قال الآخرون: بل بعض يوم، أو كان القائل واحدا، لكنه أضرب عن ذكر اليوم إلى بعض اليوم؛ إذْ يُحِسُّ أهل الحشر من الكافرين و المنافقين أن دنياهم التي رضوا بها، و اطمأنوا إليها؛ لم تزد عن كونها يوما أو بعض يوم، حتى لو لبثوا ألف سنة إلا خمسين عاما.

 

و قد كان جوابهم هذا هو عين جواب الرجل الذي مَرَّ على بيت المقدس و هي خاوية على عروشها، فقال: أنَّى يحيي هذه الله بعد موتها؟!، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، قال: كم لبثتَ؟، قال: لبثتُ يوما أو بعض يوم قال: بل لبثت مائة عام، و بنفس الجواب رَدَّ أصحاب الكهف، و قد لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين، و ازدادوا تسعة، لكنهم لما استيقظوا، قال قائل منهم، كم لبثتم؟، فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. انظر البقرة (259) و الكهف (19).

 

ولكن الكافرين و المنافقين الذين جمعهم الله في جهنم جميعا يقولون بعد ذلك: ﴿ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ﴾ [المؤمنون: 113]، أي من الملائكة أو المؤرخين، فيجيبهم ربهم: ﴿ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 52] بالقياس إلى يوم الحشر؛ فإنه تعرج فيه الملائكة و الروح الأمين إلى ربها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يكون الخلود الأبدي، و المقام السرمدي.

 

إنه لنعمة عظيمة أن نقيم في الدنيا يوما أو بعض يوم، ثم نفوز برحمة من الله، و رضوان، و جنات لكم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا، كما أنه الخسران المبين أن يَتَّجِرَ المجرمون يوما أو بعض يوم، ثم يبوؤوا بسخط من الله و مأواهم جهنم، هم فيها خالدون و ما هم بخارجين من النار.

 

وقد جاء في الحديث الصحيح أنه يؤتى بالكافر، فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل رأيت خيراً قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟، فيقول: لا والله يا رب، و يؤتى بأشد الناس بؤسا كان في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل رأيت بؤسا قط؟، فيقول: لا و الله يا رب؛ أي كأن شيئاً من ذلك لم يكن، فلا شرَّ في شرّ بعده الجنة، كما لا خير في خير بعده النار، و بئس القرار.

 

و قد نُقِل عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كان إذا جلس للحكم يتلو هذه الآيات، يَعِظُ بها نفسه و الخصوم، و من وعظ بها فقد أبلغ في الوعظ؛ أيْ قد قال لهم في أنفسهم قولا بليغا، ذلك أن المجرمين لو أُوتوا مثل ما أُوتي قارون، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، فكأنهم في حلم جميل، ثم استفاقوا إلى المصير المحتوم، كما في سورة الشعراء  ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء: 205، 206].

 

هذا، و قد ورد في القرآن أن أهل الحشر يتخافتون بينهم في مدة لبثهم في الدنيا، فيقول بعضهم: ﴿ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ﴾، بينما يقول أَمثَلُهُم طريقةً، و أعدلهم قولا: ﴿ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴾ ، كما في سورة طه، الآيتان ( 103، 104 )، بينما أخبر في سورة الروم أنه يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا في الدنيا غير ساعة، الآية ( 55 )، فكأنهم لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها، و كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، و سواء كان هذا أو ذاك؛ فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ولن يعدو نعيمها بالقياس إلى الجنة ما ترجع به الإصبع إذا غُمِسَتْ في البحر، و لو ساوتْ عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء.

 

إذاً فما قيمة أن يُعَمِّرَ الصهاينة في فلسطين ستين سنة أخرى، كما يتمنى لهم بوش الصغير؟!، مع أن أكثرهم لا يتوقعون أن يأتي عليهم العيد السبعون، و كل المؤشرات تؤكد ذلك من ربع قرن أو يزيد، بدأ بالانسحاب الشكلي من طور سيناء، ثم الهروب بليل من جنوب لبنان، يتلوه التقهقر من قطاع غزة بعد خمس سنين من المقاومة الباسلة في انتفاضة الأقصى، و لا زال التقهقر من سديروت و ما حولها مستمرا و الترتيب الآن على مدينة عسقلان، كما أنهم يتوجسون خيفة من مقاومة في الشمال،تفرض على المستوطنين في الجليل أن يفروا إلى ما بعد حيفا، فكيف لو أُخْرِجَ الأمريكان من بلاد الرافدين، ومن بلاد الأفغان أذلة وهم صاغرون، فتوقف الدعم الفلكي للصهاينة، وانكشف الغطاء عن الأنظمة الخؤونة في المنطقة و دول الطوق؟!، إن الصهاينة يومها سوف يتسولون الهدنة، ويخضعون لشروط المقاومة، فيقبلون بحق العودة، و تفكيك المستوطنات، و هدم الجدار، و التخلي عن القدس، و لن نقبل بما دون الجلاء و النزوح، أو أن يكونوا في القبضة، فريقاً تقتلون، و تأسرون فريقا، و عسى أن يكون قريبا.

 

و الله من و رائهم محيط





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة