• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

القيادة الإيجابية بين الكاريزما والفعالية

د. محمد أنس سرميني


تاريخ الإضافة: 31/1/2013 ميلادي - 20/3/1434 هجري

الزيارات: 18239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القيادة الإيجابية بين الكاريزما والفعالية


لعلَّ معظم الدراسات التي تتناول معاني القيادة وشروطَها، وصفاتِ القادة - تتَّفق على أن "الكاريزما" مِن أهمِّ صفات القادة، وهي دراسات تَلقى سوقًا رائجًا في الشرق والغرب هذه الأيام، وتقترن إلى جوار كلمة (الكاريزما) صفات التأثير في العقول، وأسْر القلوب، وسِحْر النفوس، والحضور الجميل، والجاذبية الكبيرة، وهي في نظري صفة إيجابية للقائد، ترتبط بعنصر "الإبهار الذاتي"، بمعنى الإبهار في مخاطبة مشاعر الناس، ومداعبة ما يَجول في ضمائرهم، أو الإبهار في القوة والنفوذ والأضواء والشهرة، وتأخذ دورًا مهمًّا في وظيفة الجذب والإقناع؛ فهي بالتأكيد من الصفات المُساندة في بناء شخصية القائد، وجلب الاحترام والمحبَّة له، ومِن ثم اتباعه وتبنِّي مواقفه.

 

لا أريد هنا الوقوف عند ذكر الأمثلة التاريخية للشخصيات الكاريزميَّة، وذكْر آثارها الإيجابية أو السلبية في مجتمعاتها؛ وإنما الغرض أن أُقدِّم تحليلاً تاريخيًّا وواقعيًّا عن مدى اقتران نجاح تلك الشخصيات بصفة الجاذبية والكاريزما، وعن أثر هذه الظاهرة في المجتمعات، خصوصًا وأن الدراسات المُعاصِرة تجعل مِن الكاريزما في مقدِّمة الصفات المطلوبة للقيادة، إلا أن الحقائق تُشير إلى أنه قد تطرأ في المجتمعات النامية إشكاليتان عن بروز قيادات كاريزمية لا تَمتلِك إلا هذه الصفة في سجلِّها النضالي.

 

أولاهما ترتبط بصفة اجتماعية أسمِّيها: "قابلية للانقياد" عند كثير مِن الناس، على غرار "القابلية للاستعمار" التي تحدَّث عنها مالك بن نبي، والتي تُحوِّل قادتها إلى أبطال من إخضاعٍ لمحاسبة دقيقة في قرارات تلك القيادات ومواقفها، وأثرها في المجتمع، بل وتغضُّ الطرف عن جميع الآثار السلبية التي تسببت فيها، وتلتمس لها الأعذار والمبررات الكثيرة في هذا، على أن هذه القابلية في مجتمعنا العربي ذاتُ امتدادات تاريخية اجتماعية ودينية ترتبط بالقيادة الصوفية الأبوية، وبنظرية المستبدِّ العادل، وبأثر الظروف القاسية والحروب في خلق عقدة البطل الضائع، بما قد يَنتهي أخيرًا بقائد ديكتاتور.

 

وثانيتهما: قدرة تلك الكاريزما على التأثير في الجماهير واجتذابهم والاحتفاظ بولائهم، بما يمكنها من تشويه بعض الحقائق وتزوير التاريخ والحاضر والمستقبل، دونما رقيب أو حسيب، والتاريخ يَذكر أمثلةً كثيرة عن قادة أمثال هتلر وموسليني انحرفوا بشعوبهم عن الحقِّ والعدل إلى الطغيان والظلم، وجرُّوهم إلى استعمار الشعوب واحتلال البلدان وقهْر المغلوبين، وعن قادة آخَرين ضلَّلوا شعوبهم بإنجازات بُنيت على قصور من الخيال والأوهام، فانتهى بهم المطاف مُنفصِمين عن واقع جماهيرهم وآلامهم، وهاتان الإشكاليتان تفرضان مسؤولية تاريخية فردية على القادة ذوي الكاريزما في أي قرار يتخذونه، وما قد يجر ذلك من آثار في المجتمع.

 

من المؤكد أهمية الكاريزما في القائد، ولكن شتان بين كاريزما الجاذبية، وكاريزما الفعالية، وهي الكاريزما التي تأتي حصيلة خبرات طويلة، ومواقف نضاليَّة، وسجلات نظيفة، وجهود مُتواصلة، وتاريخ مشرِّف، إنها هي القيادة التي تبحث عنها الشعوب العربية الطامحة إلى النهضة والتطوُّر، القيادة التي تتخذ قرارات مصيريَّة مبنية على رأي عام مجتمعي حقيقي، وتتميَّز بكفاءتها وسيرتها وتاريخها، لا بقدراتها الكاريزمية فحسب، وهذا يوجب ضربًا آخر من المسؤولية الجماعية على الشعوب، باختيار قادةٍ ذوي مشاريعَ وبرامج ورؤى واضحةٍ في خدمة المجتمع، والإدلاء بأصواتهم لمَن تحقق فيهم القدرَةُ على ذلك.

 

وأخشى أن أقول: إن الكاريزما بإشكالياتها السابقة، قد تُعدُّ ضربًا من الصفات التي تُحرِّف الأنظار، وتشوِّش الرؤية، وتُضيِّع جهود المؤسسات، وتقف حائلاً دون تكافؤ الفرص، وتكريم ذوي الكفاءات، وهي على أهميَّتها ليست مؤهِّلاً كافيًا لأي منصب قياديٍّ سُلطوي؛ وإنما هي مؤهِّل مساندٌ ذو حدَّين، يخدم جميع أنواع القيادات؛ الإيجابية والسلبية معًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة