• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حوائط الصد

د. محمد إبراهيم فرحات


تاريخ الإضافة: 17/1/2013 ميلادي - 6/3/1434 هجري

الزيارات: 4863

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوائط الصد


من الأمور التي تعوق الإنسان عن سبيل الهداية: وجود حوائطِ صدٍّ فكرية، تَمنع من وصول أمواج الهداية، ونسائم الإيمان إلى القلوب.

 

فمن ذلك مثلاً: الحائط العقلي الشهير:

"أين نحن من هؤلاء؟!"، وهذا من أعظم الحوائط الدفاعية التي تُدافع بها النفسُ عن باطلها، وتحتمي به من أمواج الهداية، فإذا جاءها المثال من حياة الأنبياء والرسل - صلوات الله عليهم - فالإجابة جاهزة: "أين نحن من هؤلاء؟! إنهم الأنبياء، وهل هناك مثلهم؟!".

 

فإذا تجاوَزنا هذا وذكَرنا ما كان عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - من إيمان، وعلمٍ، وعملٍ، فالإجابة أيضًا جاهزة:

"أين نحن من هؤلاء؟! إنهم الصحابة، ولقد صحِبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فهل هناك مثلهم؟!".

وعلى هذا المِنوال تتعالَى الحوائط، وتَسُد الأُفق؛ حتى لا يبقى لشُعاع الإيمان أيُّ منفذٍ.

 

ولا تؤثِّر الكلمات ولا العِبر؛ لأنها لا تتجاوز حدود أسوار العقل الخارجية، فيظَل الإنسان ينظر إليها كما ينظر إلى أمواج البحر.

 

منظرها جميلٌ، لكن لا أثرَ لها في حياتي، هي بعيدة عني، وأنا بعيدٌ عنها.

 

وسبحان الذي هو أعلم بخلقه؛ فقال عن الإنسان: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [الكهف: 54].

 

إن الله - سبحانه وتعالى - علِم مِن خلْقه هذا الجدَل وهذا التحايُل على الباطل؛ لهذا كانت من حِكمته - جل وعلا - أن أرسَل إلى البشر رُسلاً مثلهم في البشرية؛ حتى لا يقول المُراوغ:

"أين نحن من هؤلاء؟!"، ورغم ذلك قالوها! مع أن التأكيد على بشرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - واضحٌ لا لبْس فيه؛ كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [الكهف: 110].

 

ومع أن الله تعالى قال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، فهل كان إرسال الرسول إلا ليَقتفي الناس أثره، وينهجوا نهْجه؟! لكن النفس البشرية المتحايلة تَحترف الرَّوغان، وتأبَى الخضوع لسلطان الإيمان، وتبحث عن مخرجٍ لها؛ حتى لا تترك ما هي فيه من البطالة والباطل، وتُفلسِف مواقفها المتخاذلة بتبريراتها الفاشلة.

 

والحل:

الحل لمن أراد أن يكون من أهل الحق، وألا يكون ممن اتَّبع هواه: أن يَهدِم تلك الحوائط والسدود، وأن يواجه نفسه بالحقيقة، وأن يَكشفها ويَفضَح ألاعيبَها، وعليه أن يُعلن للنفس الأمَّارة بالسوء: لا والله، لأَعصِينَّك؛ حتى تُطيعي الله.

 

والأمر بالطبع متوقِّف على صِدق النية والعزيمة.

 

وشيئًا فشيئًا، ستتهاوى تلك الحوائط تحت مَعاوِل الإيمان الصادق، وستتدفَّق أمواج الهداية على القلب المحروم.

 

قد يطول الأمر، وقد لا يطول، ولكن بالتأكيد: من قصَد الله مخلصًا لا يُضيِّع الله سَعيه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

ورحِم الله مَن قال مِن سلفنا الصالح: "ما زِلتُ أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سُقتها إليه وهي تَضحَك"!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة