• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

غزو مقنع واحتلال مفروض!

غزو مقنع واحتلال مفروض!
الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل


تاريخ الإضافة: 5/12/2012 ميلادي - 22/1/1434 هجري

الزيارات: 3474

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزو مقنع واحتلال مفروض!


الحمد لله الذي أكمل لنا الدِّين، وأتمَّ علينا النِّعمة، ورَضِي لنا الإسلام دينًا، أحمده سبحانه وأشكره؛ فهو أهل الحمد والشُّكر، وأومن به وأستغفره؛ فهو أهلُ المغفرةِ والتَّقوى.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شَريك له، هدانا للإسلام، وأنعم علينا بالقرآن، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، لم يدَع شيئًا يُقرِّب من الجنة إلا دلَّنا عليه، ولا شيئًا يُباعد عن النار إلا أرشدنا إليه، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه إلى يوم الدِّين.

 

أما بعد:

فلا شكَّ أن ما حصَل ويَحصُل للمُسلمين مِن قِبَل أعدائهم مِن فِتَن وأضرار، بقضاء الله وقدره، ومِصداق لقول نبيِّنا محمَّد - صلوات الله وسلامه عليه -: ((تتداعَى عليكم الأُمَم كما تتَداعى الأكَلة على القَصعة))، ولكن ما أخبَر به الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - هو مِن باب التحذير من أعداء الإسلام، وأخْذ الأُهبَة لهم، وصدِّهم عن مقاصِدهم، وإبطال حِيَلِهم؛ فاليهود والنصارى غزَوا الكثير من بلاد المسلمين، واحتلُّوها باسم مُكافَحة الإرهاب والإصلاح، مع أنهم هم الذين أوجدوا الإرهاب ونمَّوه وأوقدوا ناره، وهم الذين أَفسدوا في الأرض، وقد أخبرنا الله - جل وعلا - بقوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11، 12]؛ فالكفار والمنافقون يزعمون الإصلاح؛ تغطيةً لمَقاصِدهم السيئة، ومَكرًا ومُخادَعةً للمسلمين؛ ليصلوا بذلك إلى مَقاصِدهم السيئة وأهدافهم الشِّريرة، فيُثيروا الفِتَن بين الشعوب، وبينهم وبين الولاة، فإذا انشغَل الجميع تدخَّل الأعداء باسم مكافحة الإرهاب؛ فالفِتنَة والإرهاب منهم بدأتْ، وبهم أُوقِدت، وباسمها تدخَّلوا، وباسمها احتلُّوا، وباسمها تعمَّقت جذورها، وباسمِها سلَبوا خيرات بلاد المسلمين، وعاثوا في الأرض الفساد، وأحدَثوا الفِتَن بين الشعوب، وبينهم وبين وُلاتهم، وأوقفوا نشاط مؤسَّساتهم الخيريَّة، وشكَّكوا في مَناهِجهم التعليمية، وصفَّق لهم المأجورون والمَخدوعون.

 

فهل ترك الأعداء الشعوبَ وولاتهم وبلادهم، واكتفَوا بالحضور للعمل بمُقابِل متَّفق عليه؛ ليَسلم الجميع مِن الشُّرور والفِتَن وأسبابها؟

 

وهل وعَى المسلمون تحذير نبيِّهم - صلوات الله وسلامه عليه - في الحديث السابق؟

 

ومتى سيَعي المسلمون كل ذلك؟

 

هل يُريدون ذِلةً أكثَر مما هم فيه؟

 

وهل بَقِي للعرب منهم في عُروبَتِهم المتشدِّقين بها آمال؟

 

وهل رجَع المسلمون - عربهم وعجَمهم - إلى ما فيه عزَّتهم وكرامتهم؛ كتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم، وأنقَذوا البشرية مِن ويلات الجاهلية، وإفساد الأخلاق، وتسلُّط القويِّ على الضَّعيف، وإحداث الحُروب الطويلة لأتفَهِ الأسباب وإيقادها، وانشِغالهم بها عن مصالح الدنيا والآخِرة؟

 

وهل قارَن المسلمون بين الجاهلية الأولى والحَديثة، وبين ما كان عليه أسلافُهم بعد بعثة نبيِّهم محمد - صلى الله عليه وسلم - وما حصَل بفضل رسالته مِن صَلاح البشرية واستِقرارها، وتعاطُف بينها وتآخٍ، ومشاركة الفقير للغنيِّ في ماله وكثرة الأموال، واستِغناء الفقير، حتى إن الوالي والغنيَّ يَبحثان عمَّن يأخذ استِحقاقه مِن مالِهما فيَمتنع لاستغنائه، مع ما حدث من تعاطُف بين الأُسَر وبين القويِّ والضَّعيف؟

 

وهل فكَّر المسلمون في إعادة شيء مما عَمِله أسلافهم الصالِحون للبشرية؛ حتى تستقرَّ وتَرجِع إلى الله وتَعبُده على بصيرة؟

 

إن الله خلَق العباد لتوحيده وطاعته، وأرسل رسوله خاتمَ النبيِّين محمدًا - صلوات الله وسلامه عليه - لإنقاذ البشرية مِن ويلات الجاهلية وتخليصها مِن عبادة العِباد وظلْم الطُّغاة، لعبادة ربِّ العباد وحده وعدْلِ الإسلام، وما حصَل للمسلمين في حروبهم مع أعداء الإسلام المعارِضين لنَشرِه كان القَتلى فيه يُعدُّون بالأصابع، مع أن القِتال فيه لصالح البشرية، في حين أن القتلى في حروب أعداء الإسلام يُعدُّون بالملايين! فأين الحَضارة المتشدَّق بها؟!

 

وهلَّا استحَى الناعِقون لها والمُنخدِعون بزخارفها، وخصوصًا بعض المسلمين المنتسبين للإسلام ممن خدَعهم السراب، فعسى أن يَنتبِه الغافلون، ويَصحُو النائمون قبل أن يَتفاقم الأمر، ويَصعُب رتْق الخرق، فالأمر جدُّ خطير.

 

نرجو الله أن يوفِّق المسلمين ولاةً وشعوبًا للأخذ بالأسباب المصلحة والمنجية؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة