• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الحقائق لا تتغير للظروف والأهواء!

الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 8/1/1434 هجري

الزيارات: 4303

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحقائق لا تتغير للظروف والأهواء!


الحمدُ لله الواحد الأحَد، الفرد الصَّمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكُن له كُفوًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله وخلِيله وخيرتُه من خَلقه، بلَّغ الرِّسالة، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّة، وجاهَد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آلهِ الطيِّبين الطاهِرين، وعلى أصحابه الغرِّ المَيامين، وعلى التَّابعين ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

 

أما بعد:

فعندما يتغلَّب الباطل في زمن من الأزمان، وتسود الأهواء، يوضَع الحق في قالب الباطل، والباطل في قالب الحق، فيَخبو صوت الفضيلة، ويَعلو صوت الرذيلة. ونحن في هذه الأزمان التي تأجَّج فيها الصراع بين الحق والباطل، نرَى صولة الباطل وانتِفاخه، وقلْب حزبِه للحقائق، ومِن ذلك ما رمَى به الإسلامَ وألصَق بالمسلمين من دعوى الإرهاب المعرَّف والمصنَّف من أعدائهم؛ تغطيةً لما وصلَتْ إليه حكوماتهم ومُنظَّماتهم ومليشياتهم من إرهاب عالمي، أصبحتْ فيه حياة البشر مُهدَّدةً بالموت الناجِز والبطيء، وأرواحهم بالخوف والرعب، وأجسامهم بالتشويه والإعاقة، واستقرارهم بالتشريد، وأوطانهم بالهدْم والتدمير، وأرضهم بالفساد، ومياهُهم بالتلويث.

 

وعندما يهبُّ المسلمون لإنقاذ الكثير مِن البشر - وخصوصًا المسلمين المتسلَّط عليهم - وتتكوَّن الهيئات والمؤسَّسات الخيرية، وتُجمَع الأموال من المحسنين والمتعاطِفين مع أحوال المشرَّدين، ويتحمَّل منسوبو تلك المؤسَّسات - ممَّن احتسبوا الأجر والثواب مِن الله - أعباء السفر والتعرُّض للأخطار؛ مِن أجْل إنقاذ حياة جائع مُشرَّد، أو يتيم فقد عائلَه، أو امرأة فقدت زوجها، أو شيخ كبير لا حول له ولا قوة؛ بسبب ما فعله الإرهابيون الحقيقيُّون أعداء البشرية على مستوى الحكومات والمنظَّمات في أمريكا وفي دولة فلسطين التي احتلَّها اليهود الغاصبون! عند ذلك تثور ثائرة اليهود والنصارى، ويَزعُمون أن هذه المؤسَّسات الخيرية تَدعم الإرهاب، وتعمِّم الاتهام على كل مؤسَّسة خيرية لها علاقة بالإسلام والمسلمين، وتُطالب بوقف نشاطها الخيري المادي والمعنوي، سواء بإيصال لقمة العيش للجائع، أو تعليم الجاهل أمور دينه ودُنياه ليحيا سعيدًا في دنياه وأخراه، فهل يعقل أن يكون مَن هذه حاله إرهابيًّا، أو يفكِّر في الإرهاب المزعوم؟!

 

أليس الإرهاب الحقيقي هو ما ظهَرت آثاره على المشرَّدين مِن بلادهم، واغتصِبت أراضيهم وممتلكاتهم؟ ثم هل يَكفي مجرَّد الاتهام لمؤسَّسة خيرية أن يتمَّ إيقاف نشاطها؛ بل والتعميم على غيرها؟! أليس هذا من التعسُّف، وتحكيم الأهواء، وتغطية للإرهاب الحقيقي الممارَس على مستوى الدول والمنظَّمات الكافرة، وصرف الأنظار عنهم، وإشغال العالم بإلصاق التُّهَم بالمسلمين؟ إن الأصل في هذه المؤسَّسات الخير؛ لمُسمَّاها وأعمالها الواضحة، وآثارها الحسَنة.

 

إن إلصاق التُّهَم بهذه الجمعيات يَحتاج إلى دليل، وإلصاق التهمة بواحدة لا يَسري على الجميع، ومَن يدافع عن نفسه وبلاده المُغتصَبة لا يسمَّى إرهابيًّا؛ بل الإرهابي الذي يدرِّس الإرهاب ويَحتضنه ويمده ويُسلِّطه، ويزعم أنه يدافع عن نفسه؛ فالإرهابي لا يكون معتديًا ومُعتدًى عليه في آنٍ واحد إلا مع الأهواء وقلب الحقائق، وما يجري في بلاد المسلمين اليوم من تسلُّط وقمْع واتِّهام لهم ولمؤسَّساتهم الخيرية بالإرهاب لَهو أكبر شاهد على الحقْد الذي وصَل إليه الأعداء تجاه الإسلام والمسلمين، ولكن هل يَعي المسلمون هذا العداء وما أريد بهم؟! وهل يعود مَن اغتر بهم إلى رشده ويَعرف العدوَّ على حقيقته؟ يكفي المسلمين ما مرَّ بهم مِن ذلة أمام أعدائهم، وما أحدثوه مِن تفريق وشِقاق بينهم، وتصنيفهم بين عدو وصديق، فهم أعداء في الحقيقة، فالعداوة عداوة الدين، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

 

لقد آن للمسلمين أن يعودوا إلى الله بصدق، ويُصحِّحوا أخطاءهم؛ لا سيما فيما يتعلَّق بالعقيدة وأحكام الشرع، ويعلموا علمًا يقينيًّا أنه لا عزَّة ولا كرامة لهم إلا بتصحيح العقيدة مما يشوبها، وأن يُحكِّموا شرع الله في القليل والكثير، وأن يتوخَّوا العدل ويَنبِذوا الظلم، وأن يُعزِّزوا الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، وأن يُحصِّنوا بلدانهم من كل المنكرات؛ لأن نشوءها من أسباب الدمار والهلاك؛ فقد لعَن الله الكافرين مِن بني إسرائيل على ذلك بقوله - جل وعلا -: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].

 

وقد أمر الله هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال - جل وعلا -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب الفلاح في الدنيا والآخِرة، ومِن وسائل الحفاظ على الأمن والاستِقرار، وقد مدَح الله هذه الأمة عليه بقوله - جل وعلا -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، فسعادة هذه الأمة يكون بالامتثال لأوامر الله، والانتهاء عن مناهيه، وعزَّتها وكرامتُها في ذلك.

 

أرجو الله - سبحانه وتعالى - أن يعزَّ دينه، ويُعلي كلمته، ويَكبِت أعداءه؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة