• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أسطورة الحيادية

أسطورة الحيادية
ميسون عبدالرحمن النحلاوي


تاريخ الإضافة: 16/10/2012 ميلادي - 1/12/1433 هجري

الزيارات: 28591

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسطورة الحيادية



إذا عمَّمت سؤالَ "ما هي الحيادية؟" على شريحة من الأفراد، تصِل إلى إجماع بأنَّها "اتِّخاذ موقف وسط من قضيَّةٍ ما بين طرفين مُتنازِعين، أو رأيين مُتضارِبين"، وبالتعبير الدارِج: "أمسك العصا من المُنتصِف".


للمُفارقة، معنى الحياد باللغة العربية لا علاقة له بالمفهوم السابق، فقد جاء في "لسان العرب" (مادة: حَيَدَ): "حاد عن الشيء: يَحيد حَيدًا وحَيَدانًا ومحيدًا وحيدودة: مال عنه وعدَل"، وقد اشتقَّت كلمة (مُحايد) من كلمة (حادَ)، وهي على نفس المعنى، ولكن درجت هذه الكلمة في وصْف من يُخفي انتماءه أو ميوله أو رأيه بحُجَّة إرضاء الناس.


نناقِش هنا باختصار مفهوم الحياديَّة بالمعنى المتداوَل "التوسُّط وعدم الانحياز"؛  لنعرف ما إذا كان مفهومًا له وجود حقيقي على أرض الواقع أم لا؟

 

لنتأمَّل:

• الحياديَّة في السياسة: غير موجودة، ضرْبٌ من الخيال.


• الحيادية في الإعلام: مُنقرِضة.


• وفي حوار "الأديان": لا يدَّعيها إلا ساذج أو خبيث!


• في المعركة بين الحقِّ والباطل: موجودة فقط عند فريق (المنافِقين)!


وإذا كانت الحيادية في الطَّرح لها معنى عَرْض الحقيقة كما هي دون الانحياز لأي وجهة نظر، حتى لو كانت وجهة نظر الطَّارِح، فهل تعتقِد أن الحياديَّة بهذا المعنى أمر موجود على أرض الواقع؟ لا!


فكلُّ إنسان يرى أن "الحقيقة" هي ما  يتبنَّاه، والصواب هو رأيه، فأي طرْح لأي أمر يكون من وجهة نظر الطارح هو "الحقيقة"؛ لأنه يتبنَّاه، وليس لأنه "الحقيقة"!


وإذا كان الحياد يعني: عدم الانحياز، فإن الحياة بمجمَلها صِراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، وهذا يعني أن الانحياز فيها  أمرٌ واقع:  إما إلى الخير أو إلى الشر.



وبما أن الله - عز وجل - قال لنا: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10]، فلا بد للإنسان أن يتخِذ أحد النجدين طريقًا له، ومن ثم سيكون مُنحازًا له ما دام أنه اتَّخذه منهج حياة.


والعدل في حدِّ ذاته انحياز للحقِّ، والقاضي ليس إنسانًا حياديًّا؛ بل هو إنسان كُلِّف بالقضاء ليحكُم بالعدل.


والعدل بالطَّبع  ليس هو الحياد.


يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ [النساء: 58]، ويقول - جلَّ من قائل -: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، فالمسلم مطالَب بالعدل فيما يُصدِره من أحكام، وهو أن يضع الشيء في موضِعه الذي وضَعه الله فيه شرعًا، فيمدَح ما مدَحه الله، ويذُم ما ذمَّه، ويدور مع ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنة، ولو خالَف بذلك عواطفه أو أهواءه، فضلاً عن عواطف وأهواء الآخرين، وهو بهذا يكون منحازًا إلى الحق وشرْع الله الذي أنزله رحمة للعالمين.


الحياد والحيادية لا وجود له إلا في أذهان المنتفعِين، وتُجار الدَّجل.


لذلك؛ لا تحسبنَّ أن وصْف "حيادي" أمرٌ مستحَب، ولا تسعَ وراءه، وتَحاشَ أن تتصِف به؛ فهو في مُعظم الأحيان عُكّازة "المنافقين"!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- حكمة
مجرد رأي - algeria 02/03/2016 09:33 PM

"التحيز وليد الجهل "
صامويل هوفينستاين

1- إعجاب
طارق فتحي - العراق 18/03/2013 06:40 AM

السلام عليكم
لا يسعني إلا شكركم تجاه تميزكم الراقي في نشر الثقافة العربية بشتى صنوفها بين أبناء الشعب العربي وما يسعني فعله إن لم تكن شبكة الألوكة قد ظهرت إلى حيز التنفيذ وبث المفاهيم العقلية والنقلية بين أبناء الأمة العربية وغير العربية تقبلوا مني إعجابي بالشبكة وأتمنى أن يلهمكم الباري عز وجل المزيد من التألق فوق تألقكم وما أنتم علية من شموخ بارك الله فيكم

طارق فتحي
العراق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة