• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الدور المدرسي للمسجد .. بين ضرورات التفعيل وتحديات التعطيل

نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 17/8/2012 ميلادي - 30/9/1433 هجري

الزيارات: 13668

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدور المدرسي للمسجد

بين ضرورات التفعيل وتحديات التعطيل

 

يحتلُّ المسجد في المفهوم الإسلامي الخالص مكانةً ساميةً؛ من حيث كونه مكان إعلان العبودية الخالصة لله على قاعدة: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، ولعِظَم شأن المسجد في الإسلام فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حريصًا على عمارته، وإقامته كصرح خاص لإقامة الصلاة؛ حيث بادر إلى بناء مسجد قباء أول ما نزل في حيِّ عمرو بن عوف، وهو المسجد الذي أسِّس على التقوى الخالصة منذ اللحظات الأولى لإنشائه، مِصداقًا لقول الله تعالى في تأسيسه على وجه المدح والتبجيل: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ﴾ [التوبة: 108]، كما بادر النبي الكريم عندما وصل المدينة إلى إقامة مسجده النبوي الشريف، ثم تتابع بعد ذلك بناء المساجد في طيبة، كمسجد القبلتَين، والغمامة، ومسجد بني زريق، ثم أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تُنظَّف وتطيَّب، لتَكتسِب الفيوضات الروحانية، وتَعكِس تقدُّم الذوق الحضاري للإسلام، فكانت المساجد في صدر الإسلام قلعة للإيمان، وحصنًا للفضيلة، ومنارًا للهداية، ومراكز إشعاع للتحضُّر والتمدُّن، وحواضر حيَّة للعلم، وليس أديرةً للرهبنة، ولا زاويا للمُتعطِّلين، ولا تكيَّات للدَّراويش.

 

وكان المسجد حاضِنةً للاندماج الاجتماعي، يعمل على إذابة الفوارق بين المسلمين، وتقوية الروابط الأخوية فيما بينهم، وتعزيز أواصر المحبَّة، وإذابة الفوارق بين القوم، خارج مألوفات العرق والطبقة، على قاعدة ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البينة: 5].

 

ومع أن المسجد كان مقرًّا لإقامة الشعائر التعبُّدية، حتى إن البعض قد أخطأ الاستنتاج، فظنَّ أن دور المسجد إنما يَقتصِر على أداء الصلوات الخمس فحسب، لا سيَّما وأنَّ العادة في بعض البلدان الإسلامية اليوم جرت أن يتمَّ غلقُه بعد أداء الصلاة مُباشرة، وكأن دور المسجد الوحيد محصور على مجرَّد أداء الصلاة، في حين أن المسجد في عصور الازدهار الحضاري، كان قد أضاف إلى تلك المهمَّة النبيلة، وظيفةً ساميةً أخرى - بجانب كونه مقرًّا للعبادة - يوم أصبح مدرسةً جامعةً للمعرفة، تُدرَّس فيها العلوم المُختلِفة، وتخرج فيها علماء عَمالِقة في كل مجالات الحياة، وقد قام المسجد بدَوره التعليمي منذ أيامه الأولى؛ حيث حثَّ رسول الله على هذا الدور العلمي بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن غدا إلى المسجد لا يُريد إلا أن يتعلَّم خيرًا أو يُعلِّمه كان كأجْر حاجٍّ تامًّا حجُّه))، وبهذا المقصد التعليمي، فرَّق بينه وبين البعد الشعائري من إقامة الصلوات في المساجد.

 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُشرف على حلقات العلم التي كانت تَنتشِر في أرجاء المسجد النبوي الشريف، خاصَّةً في بواكير الصباح، كما حدَّث عبدالله بن عمرو بن العاص، من أنه - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بمجلسَين؛ أحدهما فيه دعاء وإقبال على الله، والآخَر فيه علم، فأقرَّهما، وقعد في مجلس العلم.

 

لكن الملاحظ أنه منذ أن غادَرتْ أمتنا ساحة التأثير، وفقَد المسلمون الريادة العلمية، وتخلوا عن قيادة البشرية، بفعل الكوارث والويلات التي حلَّت بديار المسلمين، وما ترتَّب على ذلك الحال من انكِفاء ونُكوص؛ حيث أصبح المسلمون يتخبَّطون في متاهات الجهل، وضاعت هُويَّتهم الإسلامية، فشرعوا يَفصِلون بين التعليم الديني والتعليم الدُّنيويِّ، ودبَّ فيهم ضعف الحال في الوقت الحاضر، فقد انعكس ذلك الأمر بشكل واضح، في ضعف دَور المسجد بشكل عام، والمدرسيِّ منه بشكل خاصٍّ، وهو أمر غريب لم يكن مألوفًا عند الجيل الأول مِن عَمالقة المسلمين، وبذلك انفصَل البُعد الرُّوحي والخلُقي والتربويُّ للمسجد عن العلوم الدينية والدنيوية، فضَعُف التحصيل في علوم الدنيا، التي فيها قِوام الحياة، وخاصَّةً بعد أن ورثتْ أوروبا التراث العلمي، فحمَله أبناؤها بجدارة، وقدَروه حقَّ قدرِه، فرفع قدْرَهم، ومكَّنهم أن يجرِّدوا المسلمين من الزعامة العلميَّة، وأهَّلهم لقيادة البشرية، ناهيك عن ركود العلوم الدينيَّة؛ حيث ابتعد المسلمون أكثرَ فأكثر عن مفهوم الموسوعية العلمية، وعمارة الأرض، والأخذ بأسباب كل ما يُقيم الحياة ويَبنيها، وهي مِن أبرز سمات مرحلة ازدهار ظاهِرة صبْغة المسجد، التي طبَعتْ كلَّ مظاهر الحياة الإسلامية في مراحل الازدهار الحضاري.

 

وبما أن العلم في الإسلام شرط أساسي في أداء العبادة الصحيحة بمفهومها الشامل، فضلاً عن دوره الحاسم في النهوض والتنمية، فلا بدَّ إذًا من أن يَنهض المسجد ليَقوم بدوره التقليديِّ في نشْر العلوم من جديد، وأن يُصبح منارةً شامِخةً، ومَقصِدًا علميًّا كبيرًا، بذات المنهجية المدرسية السالفة، فالمسجد بمفهومه الشامل المتعمِّق - وهو مفهوم غائب عن كثير من أبناء أمَّتنا اليوم - يمثِّل نقطة الْتقاء المسلمين، ويجسِّد المظهر العِمليَّ لوحدتهم، ومدرسةً للتنوير والتفقُّه، ولذلك كان أول أعمال معلِّم الإنسانية سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو بناء مسجد للمسلمين في قباء، في أيامه الأولى التي أمضاها في المدينة، وبعد انتقاله من قباء إلى المدينة، كان أول أعماله كذلك بناء مسجده النبوي، فحمَل أحجاره بيدَيه الكريمتَين، ليكون المسجد النبوي مدرسة الدعوة الإسلامية الأولى، ودار الدولة الإسلامية الكُبرى، كما كان المدرسة والجامعة، ومقرَّ مجلس الشورى، وعقْد الرايات، وتجهيز الجيوش، وإدارة شؤون الأمة.

 

وإذا ما كان دور المسجد في حياة الأمة بهذا العُمق والشمول، فلا جرم أن قيمتَه لا تَكمُن عندئذٍ في حجمه، ولا في شكله، ولا في زخرفته، بل على العكس من ذلك، كان الرسول بما أطلعه الله على مستقبل تعامل المسلمين مع ظاهرة المسجد في الحياة الإسلامية القادمة، يَنهى عن هذه الشكليات الزائفة، وكان ينهى عن المبالغة في تزيين المساجد؛ إذ يقول: ((يأتي على الناس زمان يتباهَون فيه بالمساجد، ثمَّ لا يَعمُرونها إلا قليلاً))، وها نحن اليوم إزاء حقيقة بناء مساجد كبيرة مزخرفة، لا نجد فيها من المصلين إلا عددًا قليلاً بصفٍّ أو صفَّين، حيث طغى الاهتمام بالشكليات من رخام ومرمر وحُليٍّ وتُحَفٍ وما إلى ذلك، في حين غاب الاهتمام بالتربية الشاملة في داخل المسجد.

 

وإزاء هذا الواقع المؤسف للدور المُتواضِع للمسجد في الحياة الإسلامية المعاصرة، وفي خِضمِّ الغزو الفكريِّ الوحشيِّ، الذي يهدِّد المعتقدات الإسلامية بمخاطر المسْخ والتشويه، فإن المطلوب صحوة عربية إسلامية عاجِلة، تَنطلِق من الحرص على تفعيلٍ جادٍّ لدور المسجد الشامل في الحياة الإسلامية، والارتقاء بأساليب عمله التربوية، والنهوض بوسائله التعليمية، بالشكل الذي يَتناسب مع احتياجات العصر، ومُقتضيات التطور، ليصبح المسجد مركزًا للإشعاع من جديد، وحاضِنةً للعلم والإيمان معًا في آن واحد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شمولية المساجد
ماهر بشير محمد - العراق 19/08/2012 07:18 PM

لابد وأن نشير إلى هذه الكلمات التي تنساب بين وضلوعنا وكأنها كتبت على جدار القلب لما فيها من حث على الالتزام بقواعد أسسها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم من إنشاء دور للعبادة كهيئة شكلية إلى دور للوصول إلى الحالة العلمية التي ترتقي بالمجتمع الإسلامي إلى منازل عظيمة في الدنيا والآخرة وفي قوله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وبالطبع أريد ان أضيف رأي شخصي من ناحية شمولية المساجد في ذلك الزمن أنها كانت تمثل الدولة الإسلامية بأكملها من ناحية البت في مسائل القضاء وإنشاء أسس للتجارة وكذلك كانت المساجد تمثل جانبا إعلاميا مهما يتمثل بالخطب ودور النصح للمسلمين تحياتنا لك أستاذنا الفاضل أبدعت

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة