• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حكمة صينية: لكي تنظف سلم الدار؛ ابدأ من أعلاه

هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 27/5/2012 ميلادي - 7/7/1433 هجري

الزيارات: 9337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهداني أحدُ الأصدقاءِ هذه الحكمةَ الصينية، وهي كغيرِها من الأمثال والحِكَمِ، بسيطة المبنَى وعظيمةُ المعنى؛  فهي تَختزلُ الكثيرَ من رصيد التَّجارِبِ الانسانية، والمعانيَ الجزلةَ، والتَّطبيقاتِ المتعدِّدة، ولقد أسَرَتْني وأجبرتْني بسحرِ بلاغتِها على تأمُّلِها من زوايا عدة، فدُهِشْتُ؛ لما رأيتُ من أصدائها وتموُّجاتِها وانعكاساتِها على مرآةِ الواقع.

 

لعلَّنا نقدِّرُ بعض معاني هذه الحكمةِ، لو أمعنَّا الفكرَ وقلَّبناه في الصورة الظاهرية المباشرة في هذه الحِكْمة، وأخَّرْنا إسقاطَ أوجهِها على حياتِنا وأحوالِنا.

 

أيكونُ سُلَّمُ الدَّارِ نظيفًا - بحقٍّ - لو تجاهلنا أعلاه، ونظَّفْنا أسفله فقط، فهو أوَّلُ ما يقابل نظرَ الغريب والزَّائر؟ وما فائدة هذا الجهد الخِدَاجِ؟


هل سيظلُّ أسفلُ السُّلَّمِ نظيفًا؟ أم هل ستغزوه الأتربة والأوساخ القادمة من الأعلى؟

 

هل يشعرُ سكَّانُ الأسفل بالحزن للأمرِ؛ فهم يبْنون، وغيرُهم يهدِم؟

 

ما ظنُّ الزَّائرِ بصاحب الدار إذا صعِدَ إلى الأعلى، وتبيَّنتْ له حالتها من إهمالِ النَّظافة، وتجمُّعِ الأوساخ بزهمِها ونتنِها وذُبابِها؟

 

ماذا لو اتَّهم سكان أعلى الدار مَن هم بأسفلِها، ولامُوهم على حالتِها المزريةِ وشنَّعوا عليهم؟ أمحقُّون هم أم مُجحفون؟وهل هم ملبُّون مطلبَ سكَّانِ أسفلِ الدار بنظافة السُّلَّمِ مِن أعلاه؟

 

هل لِمَن بأسفل الدار طاقةٌ أو حيلةٌ في أمرِهم إذا حِيلَ بينهم وبين مطلبِهم بأبوابِ الكِبْرِ، وأسوار الإنكار، وحُجُبِ التَّمويهِ والخداع، والمراوغةِ والتَّسويف؟

 

هل يصلح حال الدار إذا نسِيَ أو تناسى مَن بأسفلِها حالةَ أعلاها؟ وكيف لهم أن يُرَبُّوا أبناءهم، ويصونوا براءتَهم، وهم يلعبون ويختلطون بأبناء سكَّانِ أعلى الدار؟

 

هل سيصلح حالُ الدار وسُلَّمها إذا اكتفى سكَّانها - بأعلاها وأسفلِها - برفع الشِّعارات الجوفاءِ، وترديد الهتافات الرَّنانة ليلاً ونهارًا، بدون عملٍ يُلْمَسُ، أو جهدٍ يُذكَرُ؟

 

هل يستقيم حالُ الدار ونظافةُ سُلَّمِها إذا أسلمنا أمرَ نظافتِها لغير أهلها،  أو لآخرينَ لا تربطُهم بها قرابةٌ أو نسبٌ، او اعتزاز بماضيها، أو حرص على مستقبلها؟ وكيف يكونُ الحالُ لو حاول التَّنظيفَ مَن لا يعرفُ معنى النَّظافة، فأتى بقذَرٍ جديدٍ أسوأَ من سابقِه؟

 

أوَيَصلُحُ حالُ الدارِ إذا هرب أهلُها منها، وانتسبوا لدارٍ غيرِها، لا تعرفُهم، ولا تقدِّرُهم، وتجهَلُ نسَبَهم، وتشكِّكُ في سندِهم؟

 

أنَّى لأهل الدَّارِ أن يَرْقَوْا إلى الأعلى حِسًّا ومعنًى وسلوكًا، والسُّلَّمُ معطَّلٌ ومسدودٌ بما يُرهِقُ الرُّوحَ، ويخالف الفطرةَ السليمةَ التي تأنَفُ بأصلِها الطاهرِ من القذَرِ والوسخ والنَّجس؟

 

يا لها من حكمةٍ جميلةٍ ومؤثِّرة، وما أحوجَنا إلى الإفادةِ منها في حالنا وإصلاحِ مآلِنا، وهذه الحكمةُ لا تكتملُ إلا بذكرِ الجانب العمليِّ والجهد المطلوب، كما يذكره الرسولُ محمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث أهل السَّفينةِ ورغبةِ بعضِهم في خرقها من جهتهم، فإذا أطاع أهلُ السفينة من أرادوا خَرْقَها، هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم، نجَتِ السَّفينةُ بأهلِها أجمعين، وبلَغوا بَرَّ السلامةِ، وهداهم ربُّهم إلى سُلَّمِ الخير، ومراقي النُّورِ، ودرجات الطُّهْرِ والنَّقاءِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة