• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

وجبة المسلم أم الكوشر؟

وجبة المسلم أم الكوشر؟
أ. عاهد الخطيب


تاريخ الإضافة: 12/5/2012 ميلادي - 21/6/1433 هجري

الزيارات: 9589

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قبل ثلاثة عقود ونيِّفٍ، تصادَف وجودي برُفقة أحد المعارف لدى دخوله أحدَ مكاتب شركات الطيران الأوروبيَّة في مدينة عربيَّة؛ لتأكيد إجراءات سفره، وأثناء حديثه مع الموظف لفَت انتباهي اختياره وجبةً تُقدَّم على متن الطائرة تسمَّى الكوشر، كانت تلك المرةَ الأولى التي تَطرق فيها تلك الكلمة الغريبة مسامعي، وعند خروجنا بادَرتُ صاحبي بالسؤال عنها؛ لتأتي الإجابة مفاجئة لي؛ حيث إنها وجبة مألوفة في مطابخ الطيران، وهي في الأساس مجهَّزة للمتديِّنين من اليهود، فهي خالية من منتجات الخنزير، وغيرها مما يَحرم في شريعتهم، فسألتُه: ألا يوجد في المقابل وجبة خاصة بالمسلم، تُقدَّم على نفس الطائرة؟

 

فكان الرد أنه لا يدري بالنسبة لهذه الشركة تحديدًا، ولكنَّها موجودة على قائمة طعام بعض شركات الطيران الأجنبيَّة، ولكنَّها تُعَدُّ وجبةً متواضعة مقارنة بالكوشر من واقع خِبرته بسبب كثرة أسفاره، وأردَف قائلاً بلَهجة يَمتزج فيها الأسى بالتهكُّم: ربما فكرة هؤلاء القوم عنَّا - معشر المسلمين - أننا أُمة زاهدة في كلِّ شيءٍ، فيُقدِّمون لنا وجبة المسلم بهذه المواصفات التي تسدُّ جوع المسافر بالكاد، صراحة فإنَّ اجتهاده هذا في تفسير الأمر، وإن بدا لي غير مُقنعٍ، إلاَّ أنه خفَّف من شعوري بالأسى؛ إذ إنه أهونُ على النفس من الظنِّ أنهم يفعلون ذلك من باب التمييز لصالح مُتديِّني اليهود من أصحاب القُبعات، حتى في هذه الجزئيَّة، مع أنهم يدفعون نفس أسعار التذاكر.

 

لستُ أعلم إن كانت الأمور في وقتنا الراهن، ما زالت على ما هي عليه منذ ذاك الزمن، أم أنها تغيَّرت نحو الأفضل، فصارَت وجبة المسلم تُنافس نظيرتها الكوشر، فأنا لستُ ممن تَكثُر أسفارهم بالطائرات، ولكن ألاَ يُعَدُّ ذلك مؤشِّرًا على مقدار الحُظوة التي يتمتَّع بها اليهود عند  أصدقائهم في الغرب؛ حتى يوفِّروا خِدمات خاصَّة ومميَّزة في طعامهم - حتى أثناء تحليقهم لسويعات في الفضاء - ما كانوا ليُقدِّموها لغيرهم.

 

لا يحتاج مَن أراد الإلمام بأحوال الجاليات اليهوديَّة في العالم إلى الكثير من الجهد؛ لكي يُدرك ما وصَلوا إليه من مكانةٍ مميَّزة، خصوصًا في بلدان الغرب؛ حيث إنهم تقلَّدوا مناصبَ قياديَّة في حكومات تلك البلدان؛ مما جعَل لهم صوتًا قويًّا في السياسة الخارجيَّة والقرارات الإستراتيجيَّة لها، وبعض هذه القرارات الدوليَّة ذات الصِّلة بنا مباشرة - كمسلمين وعرب - جاءَت كما يعلم الجميع؛ لتُلبِّي مصالحهم، ضاربةً بالقانون الدولي عُرْض الجدار، أمَّا المسلمون فعلى الرغم من كثرة جالياتهم، وتفوُّق أعدادهم على أعداد اليهود في كثيرٍ من البلدان الغربيَّة، وارتفاع مستوى تعليمهم، وإسهام الكثير منهم في تقديم خِدمات علميَّة جليلة للبلدان التي يُقيمون فيها - فهم لَم يتمكَّنوا بعدُ من الوصول إلى أيِّ منصبٍ مهمٍّ على الصعيد السياسي؛ مما جعَل تأثيرَهم شِبْهَ معدومٍ في هذا المجال، ولا يُلتفت إليهم كثيرًا - مثل الجاليات الأخرى - من قِبَل الباحثين عن أصواتٍ مُؤيِّدة في انتخابات هذه البلدان، بعكس الجاليات اليهوديَّة التي عَمِلت ومنذ زمنٍ على تأسيس منظَّمات سياسيَّة قويَّة خاصة بها، أصبَحت بمثابة مزارات لمعظم مرشحي المناصب العالية، يُلقون فيها خُطَبَ التأييد والولاء؛ لكسْب الأصوات اليهوديَّة المهمَّة، ومَن شذَّ عن هذا التقليد، فوضْعه في خطرٍ.

 

ما أوَدُّ توضيحه: إننا كمسلمين لا نَسعى ولا نُطالب بانتقاص حقوق الجاليات اليهودية، وغيرها من جاليات الأُمم الأخرى، بل جلُّ ما نَطمح إليه: أن نَحصل على مساواةٍ في التعامُل والحقوق، فيتوقَّف الهجوم المتواصل على المظاهر والشعائر التي تُمارسها الجاليات الإسلامية المُقيمة في الغرب، والذي ازدادَت حِدَّته هذه الأيام، فإن تَمَّ ذلك، فلا مانع لدينا من أن تكون وجباتهم على الطائرات أفضلَ حالاً مما يُقدَّم لنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة