• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مرض نقص الشخصية الإسلامية!

مرض نقص الشخصية الإسلامية!
إسماعيل حيدر الأنصاري


تاريخ الإضافة: 3/5/2012 ميلادي - 12/6/1433 هجري

الزيارات: 9707

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرض نقص الشخصية الإسلامية!

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)


يَحرص الإسلام كنظام حياة على بناء شخصية الفرد بناءًا إيجابيًّا مُتوازِنًا؛ لتَكون شخصيَّة قويَّة مُتميِّزة، ونَموذجًا يَصلُح للتقليد والاتباع من قبل الآخرين، وهذا هو الأصل، وهذه هي القاعدة.


وقد كرَّس الإسلام العديد من القواعد والمفاهيم حول صياغة شخصيَّة المسلم، كشخصية مُستقلَّة بصفاتها ومميزاتها؛ حتى لا تكون هجينة أو مُقتبَسة من مَزيج شخصيات مُركَّبة ومُتناقِضة.


من هذا المنطلق، يَنهى الإسلام عن تقليد الأمم الأخرى ولو باللباس أو المظهر أو الشكل؛ حِفاظًا على الهُوِيَّة الإسلامية من الذَّوبان بفعْل تأثيرات تقاليد وعادات الآخرين، والشواهد كثيرة من النصوص والقواعد الشرعيَّة.


قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89]، وعندما جاء سيِّدنا محمد - صلى الله عليه وسلَّم - إلى المدينة المُنوَّرة رفَض أنْ يُقلِّد المسلمون اليهود في أعيادهم، وورَد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – أنه قال : قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهِلِيَّةِ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أبْدَلَكُم الله خيرًا منهما: يَوْمَ الأضْحَى، ويومَ الفِطْرِ))؛ أخرجه أبو داود والنسائي.

 

بل إنَّ الأمم الأخرى كرَّستْ مفاهيمَ وقواعد مُشابِهة في ثقافتِها وتقاليدها، وحَرصتْ كلُّ أمة من الأمم السابقة واللاحقة والمُعاصِرة على الحِفاظ على شخصيَّة أفرادها وتكوينهم، وحَرصتْ على عدم انسلاخهم من ثقافتِهم وهويتهم.


فاليابانيون كانوا يَكرهون الأسفار إلى البُلدان البعيدة، ويَحظُرون دخول الأجانب إلى بلادهم، ولا ننسى أنَّ اليابان أخَذَ من مدنيَّة الغرب مع الاحتفاظ باستقلاله وقوميَّته وعقليَّته وثقافته، فأين نَحن من ذلك البلد العظيم دُنيويًّا، الذي أخَذَ من الحضارة الغربية دون أنْ يَتأثَّر بالانفلات والانْحلال الأخلاقي؟!


والأيرلنديون أَبَوا أنْ يَكونوا إنكليزًا، وآثَروا التمسُّك بشخصيَّتِهم وثقافتهم.


وأمَّا في فرنسا، فهناك قانون فرنسي يُعاقِب من يَستخدم مصطلحات أجنبيَّة في الدَّعايات والإعلانات.


ورغم ظهور وسائل الاتِّصال الحديثة، وتَمازُج الثقافات، وظهور ما يُسمَّى بـ (العَولَمة الثقافيَّة)، فإنَّ أمم وشعوب الأرض لا تَزال تَسعى جاهِدة للحِفاظ على هويَّتها وثقافتها.


ولكن يَبدو أنَّ الوضْع ليس بنفْس المستوى في عالِمنا العربي والإسلامي؛ "فالاستدمار" بنوعيَّه القديم والحديث هو الذي ثبَّط الهممَ، وأقعدها عن النهوض بهذا الدين، وبالتالي ظهَرتْ فئة من مهزوزي الشخصيَّة، ومن المُنسلِخين عن ثقافتِهم وعن هويَّتهم، ولا سيِّما من فئة الشباب.


وبعد انتهاء عصر "الاستدمار الغربي"، جاء عصر الدكتاتوريات العربية المَقيتة، والتي لَمْ تُقمْ وزنًا للتربية الأخلاقية والسلوكية والعقائدية لأبناء الأمَّة، وتَساهلتْ كثيرًا، وتَخلَّت عن دورها في حماية الأمة فكريًّا وثَقافيًّا.


فأَصبح لدينا جيل من الشباب بلا هوية وبلا ثقافة، وأخَذ هذا الجيل يَغرِف يمينًا وشمالاً من ثقافات الأمم الأخرى، ولو كانت مُجانِبة، أو حتى مُصادِمة للعقيدة الإسلاميَّة.


فعن أبي سعيد الخُدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لَتتَّبِعنَّ سَننَ مَن كان قَبْلَكم شبرًا شبرًا وذِراعًا بذراع، حتى لو دَخَلوا جُحر ضَبٍّ تَبعتُموهم))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!))[1].

 

وقد أصبحتْ أولويَّة بعض الشباب الاهتمام بالمظهر، وليس بِما يُرضي الله، والخطر هو أنَّ اعتقاد الشباب وتقليدهم هذا يُؤثِّر على نزْعتِهم الدينيَّه، ويَكاد يَطمِسها؛ إذ لا ينبغي أنْ يكون بعض شبابنا كالقرود التي تُقلِّد بدون أنْ تَعِي أو تَفهم ما تَفعله.


ومن الخطأ الاعتقاد أنَّ اللباس هو شيء خارجيٌّ بَحت، وألا خوف منه على (حياة الإنسان) العقليَّة والروحيَّة.

 

كما لَمْ يَقتصِر الانسلاخ الثقافي على اللباس والمظهر فحسب، فقد انْتشرت ظاهرة "الروشنة" وتَمييع شخصية الشَّباب، من خِلال تَمثيل صورة البطل على أنَّه الشَّابّ "الروش" المُعاكِس للفتَيات النَّاطق بالكلِمات الخبيثة، والَّذي يتحدَّث لغة سفيهة، وفُرّغت عقول الشَّباب من القضايا المُهمَّة في الحياة وقضايا الأمَّة بوجْه عامٍّ.


والشاب الذي لم يُحقِّق أيَّ إنجاز يُذكر في حياته، ولم يُتقِن عملاً جيِّدًا، أو يُوفَّق للحصول على شهادة ما، ولَمْ يُقدِّم شيئًا لدينه ووطنه - فإنه غالبًا ما يَسعى لتعويض هذا النَّقص في شخصيتِه ولو شكليًّا، فتارة يُمسِك بالسيجارة، ويَمشي بها في الطرقات؛ لعلَّها تَردُّ عليه جزءًا من رجولتِه المسلوبة ، أو تَراه وقد ارتدى سلسلة كتلك التي يُربَط بِها كلاب الصيد، أو امْتطى دراجة ليُمارِس بها (الفروسية) أمام أعين الناس!!


وحتى لا يكون كلامنا مُجرَّد تَنظير وصْفيّ، فإنَّنا نَتمنَّى من القائمين على الصَّحوة العربية والإسلامية التي تَحدُث في عالِمنا العربي أنْ يَتبنَّوا بَرنامجًا واضِحًا؛ لترسيخ قِيم الإسلام في عقول الشباب، ومنع الانسلاخ الفِكري والثقافي الخطير.


إنَّنا نُريد أنْ يكون شبابنا إسلاميًّا في لباسه.. إسلاميًّا في كلامه.. إسلاميًّا في أخلاقه وتَعامُله.


فنحن قوم أَعزَّنا الله بالإسلام، ومهما نَبتغِ العزَّة في مظهر غير إسلاميٍّ أَو نَمطِ حياة غير إسلاميَّة، يُذلَّنا الله.



[1] رواه البخاري برقم 3456 و7320، ومسلم برقم 2669، وابن ماجه برقم 3994، وأحمد 2/327.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تنظير خارج السرب
أحمد - Jordan 08/05/2012 07:58 PM

صديقي العزيز تحية طيبة
استوقفتني هذه العبارة وتحديدا ترتيب محتواها
أراك يا عزيزي وقد قدمت الملبس على الأخلاق فبهذا أنت تنظر (تنظيرا إسلاميا) خارج السرب

إنَّنا نُريد أنْ يكون شبابنا إسلاميًّا في لباسه.. إسلاميًّا في كلامه.. إسلاميًّا في أخلاقه وتَعامُله.

مع التحية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة