• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الحقائق لا تخشى الأسئلة

د. محمد بن علي البيشي


تاريخ الإضافة: 23/4/2012 ميلادي - 2/6/1433 هجري

الزيارات: 5088

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لكلِّ شَخص في الكون الحقُّ في الْتماس المعلومات والأفكار، والتعبير عنها حسْب حدود دينه وثقافته، دون خوفٍ من تَدخُّل أحد، وهذا الحقُّ مُهمٌّ لتنمية الشخصيَّة، وإظهار كفاءتِها، وتدريبها على مُحاربةِ ثَقافة الصَّمتِ، بل يُعدُّ مَظهرًا مُبهِجًا لِصيانة كَرامة الفرْد على أيِّ مستوًى.


إنَّ الفِكر الحيَّ لا يَحتاج لأقفاصٍ تَحجبه عن عواصف التغيير والإنماء؛ إذ يَستطيع المواجهة، ويُنتِج البدائل، ويَضع الحلول وحدَه، وفِكْر كهذا لا يُمكن الخوف عليه، ولا الحَذر منه، بل تُفتَح له الأبواب لحماية العالم، وجلب السعادة له بِمُجرَّد إعطائه مساحة للتعبير، وبقيود ليستْ وَهميَّة.


جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادة 19: "لكلِّ شخصٍ حقُّ التمتُّع بِحريَّة الرأي والتَّعبير، ويَشملُ هذا الحقُّ حريَّتَه في اعتناق الآراء دون مُضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار، وتلقِّيها ونقْلها إلى الآخرين بأيَّة وسيلة".

 

دعْنا نَنطلِق من "الإسلام"؛ لقد قاد أَقوى وأَجرأ صورة للتعبير عن الرأي في قضيَّة مِفصليَّة، وهي الدِّين؛ فجعل لأيِّ شخص الحريَّة في التعبير عن دينه: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]، و﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]، وبِمقتَضاها لا تكون الحريَّة عبارة عن أقوال، بل مُمَارسات مَنطقيَّة، ولكن الشرط الوحيد هو عدم انتهاك حِمى الدين الأصيل، وهو الإسلام، وميزة الحرية هنا أنها جزءٌ من العقيدة، وليستْ تَنظيمًا سياسيًّا يُراد منه التعايُش والتكاتُف الاجتماعي كما في دساتير العالم؛ لذا كانت القضايا الأقل حساسيَّة منها أَوسَع حريَّة للتعبير، منها مُناقَشات عمر - رضي الله عنه - للنَّبي - عليه الصلاة والسلام - بصفتِه رسولاً ورئيسًا للدَّولة بطريقة لائِقة مُهذَّبة في أكثر من مَقام، فكلُّ رأي لا يَتعلَّق بقضيَّة مُسلَّمةٍ بها شرعًا أو عقلاً، قابِلة للنَّقد والمحاورة، بل والتثريب، فلا حصانةَ لفكْر عالمٍ أو مُفكِّر أو أَمير؛ لأنَّ فَضاء العقلِ المستنير بالشرع أَرحبُ بكثير من هذا التحجير، فللجميع منَّا التقدير لا التقديس، وقد صَدَر عن مُنظَّمة المؤتمر الإسلامي النصُّ على حماية الإسلام للتعبير عن الرأي، ويتمتع أي إنسان بكامل إرادته في الجهر بِما يَراه صوابًا ومُحقِّقًا النفع له وللمجتمع، سواء تَعلَّق بالشؤون الخاصة أو القضايا العامَّة، فلا قيودَ إلا وَفْق الشريعة، وما يُقرِّره وليُّ الأمر.

 

وأمَّا " كُتَّاب الرأي" - بغضِّ النَّظر عن انتسابِهم الفكري أو المقاصدي - فهم حَملةُ تَصوُّر مُعيَّن - خاطئ أو مُصيب - ليسوا أشباحًا نُفني أعمارَنا في تتبُّعِها، ونترك ما هو أهم، يقول المتنبي:

أَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا وَيَخْتَصِمُ

 

الحُجَّة الضعيفة تَنصرِع أمام صَرخة الحقِّ، ولا يتمُّ لها ذلك إلا بمواجهتها والنُّزول لساحتها، يقول شعيب - عليه السلام - لِدُعاة الشِّرك - وليس التحرُّر والانفلات -: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24]!

 

فمُواجَهة الرأي بالرأي - ما دَام في إطار المُـــــــثُـــــــل والقِيم - يُعطي لِمصداقيَّة الرسالة التي تَحمِلها وزنًا وثباتًا، وفي حال تَزعزعِها أو الانحياز لأساليب القمْع الفِكْري، تَتهاوى المصداقية، وحالَما تَهتزُّ وتَتقلَّص؛ فإنه مُؤذِنٌ بالعدِّ التَّنازُلي للانتشار الشَّعبي والشرعية الأخلاقية لصاحب المشروع الإسلامي أو الليبرالي مَثلاً.

 

والقَسوة المَحمودة لها حضور في المواجهة الفكريَّة، لكنَّها بزاوية غير مُنفرِجة، كما قيل:

فَقَسَا لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ حَازِمًا
فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا عَلَى مَنْ يَرْحَمُ

 

 

فإسبانيا مَنعتْ من دخول الكُتب الأجنبيَّة إلى البلاد في حالة تَعرُّض هذه الكتب لأيٍّ من ثَوابتِ المجتمع الإسباني؛ فقامتْ بنشْر "فهرس الكُتب الممنوعة"، و"فولتير" قد أَحرَق المجلسُ الفرنسي كُتُبَه؛ لما فيها من تَعرُّض سافِر للدين والملك، وحينما عُرِضتِ المسرحيَّة الشهيرة "سانشو جارثيا" لَم يَستطِع الجمهور سمَاع البيت الشعري: "أَشكُّ في أنَّ السماء تَرعَى الإنسان"؛ لأسبابٍ أخلاقيَّة، فقامتِ الرقابة بعدها بشطْب مقطع كامل من إحدى المسرحيات، والذي تَضمَّن الحديثَ عن امرأة حامل، وجاء تعليقها المُختصَر: "مِثلُ هذه القضايا لا علاقة لها بالمسرح".

 

أخيرًا: الحقائق لا تَخشى الأسئلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة