• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أمة لا يموت اجتهادها

د. محمود حسن محمد


تاريخ الإضافة: 22/4/2012 ميلادي - 1/6/1433 هجري

الزيارات: 3832

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيَظلُّ إعدادُ الفرد للصلاح وإعمار الأرض أهمَّ غاية من غايات الوعي الإسلامي؛ لكي تتفتح العقولُ، وتهتدي النفوس، وتَمتلئ القلوب بالإيمان الذي يُحرك الطاقات للعمل والإنتاج؛ كي تسموَ الحياة وترتقي، ويعالج كثيرًا من المشكلات التي تحدث الاضطرابات في حياتنا، ويَمحو الظلمات الفكرية التي تعطل نهضتنا الحضارية المنشودة.

 

إنَّ الإسلامَ يريد أن يَبني رجالاً يَملكون الرؤية المنهجية اللازمة للبناء والانطلاق، والوعي الصحيح الذي يؤهلهم لبناء مشروعات عملية، خيرية، نهضوية، ترتقي بالأخلاق والسلوك، وتبني الأمجاد التاريخية، والحضارية، وتتحرك بأشواق أصحابها نحو العزة، والمجد، والخلود.

 

لقد أرسل الله - عزَّ وجلَّ - الإسلامَ بالهدى والحق؛ لينصرَه على الدين كله، فتتوهج حقائقه وتَثْرَى طموحات البشر بالإيمان، والعقليَّة الواعية، والعطاء، ولن نتمكَّن من قيادة العالم وأحوالنا مضطربة، ومسؤولياتنا غير منظمة أو متوحدة، واجتهاداتنا الفكرية والحضارية حائرة، وغيرنا في موقع الفاعل ونحن في موقع التقليد والتبعية، ومآسي الانفلات والتفريط تتكاثر يومًا بعد يوم في حياتنا.

 

إنَّ الأمة التي تنتمي للدين الحضاري ينبغي لها أن تكون سلوكياتُها قويمة، وعزيمتها قوية، وجهادها عظيمًا، واجتهادها مستمرًّا بقوته المعرفية، ودلالاته الجمالية، ورونقه الحضاري، ولم يعد مقبولاً التسترُ على الفوضى الفكرية التي تدمر نسيجَ حياتنا، وتُهدِّد مستقبلنا، وتحدث الاضطرابات في مُختلف مظاهر حياتنا، إنَّ أمَّتنا من دون أخلاق تمقت الرذائل، وتوفِّر العدالة الاجتماعية - لا تتحقق لها نهضة، ولا تقوم لها رسالة، فَضَعْفُ الأخلاق واليقين والطموح يؤدي إلى خسارة الدين والأعراض، وانفلات القيم والأخلاق.

 

لا يستغني عالَمُنا الإسلامي عن رجوعه إلى ماضيه؛ ليستلهم منه القيم الروحية والحضارية التي تَجعله على قَدْر مسؤولية التجديد الذي يشبع روحه، ووجدانه، وينشط رسالتَه الأخلاقية التقدمية، كما أنه لا يستغني عن التجديد الذي يُحيي ما مات من السنن، ويضع أيدينا على أدوائنا؛ كي نعالِجَها بوعي، وحكمة، وجدارة، فالاجتهاد باقٍ في أمتنا إلى قيام الساعة.

 

لن تفقد الشخصية المسلمة إشعاعاتها الروحية والأخلاقية؛ فهي قادرة على تعديل مسار الكون والتاريخ، والحضارة بقوة إخلاصها وعطائها، وطلاقة إبداعها، وثَورتِها الدائمة على الظُّلم، والفساد، والجهل، والتخلُّف، وكل ما يضعف مسيرتها، فجوانب كثيرة من حياتنا تحتاج إلى نهوض وتطوير، كما أنَّها تحتاج إلى الاجتهاد الذي هو حياتنا وروح المشروع الإسلامي العالمي، وقد تواصلت الشخصية المسلمة في تاريخها الطويل مع كل الحضارات وهي قادرة - بإذن الله - على تجديد هذا التواصل في المرحلة القادمة.

 

لا يُهْدِرُ طاقات البشر إلا الظُّلم والخيانة والاستبداد، ولا يُقوِّيها ويُعينها على رسالتها إلا الإيمان والعطاء، الذي يقوم على العقل والعلم والرؤية الصحيحة، لا بد أن نغضَّ الطرف عن المطاحنات التي تدور على الساحة في هذه المرحلة التي تمر بها مُجتمعاتنا؛ قال جل شأنه: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، فهذا التنازع قد يؤدي إلى حالة من القحط الثقافي، والبؤس المعنوي، والذبول الوجداني، والشحوب الفكري، والتشتت الاجتماعي بما يعطل النهضة المرتقبة.

 

نَحتاج لفهمٍ أفضلَ للشريعة الإسلامية، كما نحتاجُ لِحُسن الإفادة من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، كما نحتاج لتوفير جيل يعي تاريخَ أمته وإنجازاتِها الحضارية، ويَعي واقعها واحتياجاته التربوية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، كما نَحتاج لعقلية إسلامية تفتح النوافذ الواسعة للإبداع، وتستشرف آفاقَ المستقبل؛ كي تحول هذه الروح الاستشرافية لتخطيط سليم يُوظِّف المعرفة الإسلامية في تأسيس انطلاقة حضارية للتغيير، والبناء، والإبداع، والإصلاح، والإنجاز الذي يليق بمكانتنا، والدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - على هدى، وتقوى، وبصيرة.

 

إن الله - عزَّ وجلَّ - هو الموفِّق لكل فلاح بشري، ولا يبني أمْجادَنا القادمة إلا شخصٌ ثابت على هَدْي الأنبياء، متجردٌ من حظوظ النفس وأهوائها الدنيوية، مرتبطٌ بالحق في علاقاته، وتعامُلاته، ومظاهر حياته، وستظل المقارنات بيننا وبين التقدم الغربي قائمةً؛ حتى نُحقق نقلةً ملموسة، ونثبت ثقتنا العملية في نفوسنا وقدراتنا الفكرية والتنموية، ونعودَ أمة متعاونة يسعى شرقها لخير غربها، ونُعيدَ روحَ العِزَّة والمجد والكرامة الإنسانية إلى كل مجتمعاتنا الإسلامية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة