• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ولولا دفع الله الإسلاميين... (2)

ماجد يحيى


تاريخ الإضافة: 8/4/2012 ميلادي - 17/5/1433 هجري

الزيارات: 4889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تطَرَّقْنا في المقال السَّابق إلى الحديث عن المُدافَعة والثَّورة، وأثَرِ ذلك على التيَّار الإسلاميِّ ككُل، ونوَدُّ في هذا المقال التَّنبيهَ إلى بعض النِّقاط الضابطة للمشهد الإسلاميِّ في ظل مُدافعات عنيفة داخل كلِّ تيَّار على حدة، وفي التيار ككلٍّ من جرَّاء بعض القرارات أو المواقف أو الآراء، والتي بدا واضحًا ارتِباكُ مَن بِيَدهم القرار في التعامل معها، وفي القرارات التي تتَّخذ إزاءَها، فهذا يُهدِّد بفصلٍ من الجماعة؛ ظنًّا منه أنَّ الأمور لم تزَلْ على ما هي عليه مِن ستِّين سنةً، فيتعامل بنفس العقليَّة والآليَّة، وقد وجد ما يصدمه؛ إذْ وجدَ هذا السِّلاح غير رادعٍ، بل مستفزًّا ومُغْريًا، وكان الأولى به أن يُراجِعَ نفسه، وأن يُعيد ترتيب شأنه الداخليِّ بعد سُقوط النِّظام المستبد، ودولة القهر التي طبعَتْه بطابعها ولا بدَّ، وعلى الصَّعيد كان تيَّار الرَّبْط بين أبنائه أدبيًّا قائمًا على المَحبَّة والتَّبْجيل والاعتِراف بالفَضْل والعِلْم، وقد حدَثَ خلخلةٌ على ما بيَّنَّا في مثالِ حادث التَّصادُم، وقد بان أيضًا الخلل في معالجة السَّادة العلماء للصَّدمة التي أصابَتْ قطاعًا كبيرًا من الشَّباب؛ من جرَّاء آراء سبَّبَت لهم إحراجًا أو حرمَتْهم من المُشاركة في صنع المستقبَل، والمشكل لم يَكُن في الرَّأي، ولكن في الإصرار على أنَّه لَم يكن خطأ، والمُراوَغة الَّتي ما عهدها الأتباع، وقد حدث هذا في مواقِفَ وآراء عدَّة، ولا زال يحدث، وفي هذا السِّياق وددتُ أن أُوجِّه بعض المُفرَدات لإخواني من الشَّباب، وسادتي من العَلُماء والدُّعاة وقادة العمل الإسلامي عامَّة، قبل أن تحدث ثورةٌ حقيقيَّة، ولكنها لن تكون بإيجابيَّات ثورتنا؛ لأنَّ المُلابَسات مختَلِفة، والخسائر فادحة:

 

1- في ظِلِّ غياب المعلومات التي يَزْعم أنَّها (قطعيَّة)! فلا تلوموا إلا أنفُسَكم حين يفتح الباب للاجتِهادات الظنيَّة، التي تُزَعزِع الثِّقة، بل وربَّما تأكل الأخضرَ واليابس، على أنَّ المُشكِل ليس في إطلاقها، بل في أنَّها ستجد مَن يصدقها بل وينميها، وهذا المَجْهول الذي بني عليه سيظلُّ ينمو مشوَّهًا في الوعي، ساحبًا معه كثيرًا من رصيد المِصْداقيَّة، وفي ظلِّ وجود المُتربِّصين والمؤجِّجين، وفي غياب التَّواصُل الحقيقيِّ فإنَّ الأمر يتَّجِه نحو الكارثيَّة، وهذا وإن كان كما يَراه جلُّ الأكابر منافِيًا للأدَب، والوفاء، والأخُوَّة... فإنَّ مَن زرعه ورعاه حتَّى استوى على سوقِه يتحمَّل مسؤوليَّتَه؛ فإنْ كنتُم قد رأيتم أنَّ المصلحة تقتضي أن يصدر لنا القرار النهائيُّ والتوجيهات المباشرة دون تفصيلات وحيثيَّات القرار، وقد رأيتم أنَّ هذا هو الأنسب لنا، فإنَّ في هذا شكًّا في حسن تقديرنا للمصلحة، وفي حقِّ معرفة الحقيقة إن وجدت، بل وفي حقِّ مُمارسة إبداء الرَّأي، والمشاركة في صُنْع المستقبَل.

 

2- لا يكفي أن تَرْفعوا شعار: "اطمئنُّوا نحن نَعْرف، ونؤدِّي واجبنا على أكمل وجه"، بل لا بدَّ أن نعرف وأن نُشارك في أداء ما علينا مِن واجباتٍ بِوَعي، وهذا لا يَعْني بالضَّرورة تشكيكًا في معرفتكم وعِلمكم - وبالأولى إخلاصكم - ولكن هذا لا يُلْغي حقَّنا في أن نعرف، ولن يقبل أحَدٌ بعد الثورة أن يُشْهر في وجهه سلاح المَصْلحة العامَّة و... فقد صار الناس بعامَّة، والشباب بخاصَّة، أكثرَ وعْيًا بِحُقوقها، وأشدَّ حرصًا على استخلاصها والدِّفاع عنها.

 

3- الحل لَم ولن يكون في طَمْس المُدافَعة والظُّهور، وكأنَّه لا مشكل، وليس ثَمَّ صراع أو اختلاف؛ فإنَّ هذا قد استَنْزف كثيرًا من طاقاتنا، وكَبَّدَنا الكثير من الخسائر على الصَّعيد الشخصيِّ وعلى صعيد الدَّعوة بعامَّة، ولكن المطلوب أن تكون قواعدُ الاتِّفاق والاختلاف واضحةً، وقواعد المدافعة مشروعةً وغير عنيفة، ولا استغلاليَّة، وأيضًا يتحتَّم أن نبتعد عن التَّشويه والاتِّهامات المتبادلة كبديلٍ عن المدافَعة، وبهذا يُمكن للمدافعة أن تكون عامِلَ نَماءٍ وارتقاء؛ فالكمال لا حدود له، فلا يجب أن يطمئنَّ أحَدُ الجانبين إلى ما حقَّقَه من خيرٍ ونَجاح وصواب، فيُصاب بالتكلُّس.

 

4- إنَّ الأخطاء التي تنشأ عن الجهل وسُوء التَّقدير والاجتهاد الخاطئ لن يردَعها الخوفُ من الله، أو كونُ الإنسان فاضلاً في ذاته؛ إذْ إنَّ تلك النوعيَّة من الأخطاء تُمارَس دون شعورٍ بأيِّ حرَج، بل في أعلى درجات الاطمِئْنان النَّفسي وهدوء البال، وقد يكون في هذا النَّوع من الأخطاء أخطارٌ أكثر بكثيرٍ من التي تنجم عن سوء النِّية، ومتعمَّد التضليل، وهنا تبرز أهمية المدافعة، وتَمْكين جميع الأطراف المتضررة والمعنيَّة من كشف الأخطاء ومقاومتها، ومن هذا المنطلق؛ فمن الأهمية بمكانٍ فتْحُ القنوات الشرعيَّة التي يتِمُّ من خلالها التعبيرُ عن التطلُّعات المشروعة، والأسئلة المُلِحَّة؛ لتطرح، وتتمَّ بقدرٍ من المسؤولية وفي حدود الأخلاق والأدب.

 

5- لم يعد الأمر بالاستقامة الشخصيَّة، ولا بالأخلاق التي يتمتَّعُ بها الفرد، بِمقْدار تعَلُّقها بنوعيَّة الأسلوب وطبيعة الصلاحيَّات والمهارات التي تؤدَّى بها.

 

6- لم يَعُد من الممكن أن يوكل أحَدٌ منَّا وكيلاً عنه في التفكير والتَّدبير والتحكُّم في حياته ومستقبله ومستقبل دعوته، وما أظنُّكم حين رَبَّيتم هذا الجيل أردتم منه أن يكون منه مجموعةٌ من الإمَّعات، والشيء الوحيد الَّذي علَّمتُمونا أنه يفعل دون السُّؤال عن حكمته هو العبادات المَحْضة فقط، أم هناك مَن يظنُّ أنَّ رأيه من تلك البابة؟!

 

7- كانت الثقافة السائدة فيما مضى تُركِّز على الامتِثال والخضوع، أو على إيجاد نوعٍ من التَّشابه بين الجيل القديم والجيل الجديد, وأن الكبير مقدَّم على الصغير، لا لشيءٍ إلاَّ لكونه كبيرًا، وأنَّ القديم يقدَّم على الجديد؛ لا لشيء إلاَّ لكونه قديمًا، وكان هذا هو الأدبَ، والخروجُ عليه صفاقة؛ بل واعتبر هذا دينًا!

 

ومع تذَكُّر أنَّنا جميعًا مَفْطورون على حبِّ الاستحواذ والسيطرة، وتوسيع النُّفوذ، واليقين بأنَّ الإنسان كلَّما تقدم به السنُّ فإنه لا يَزْداد زهادةً في ذلك؛ بل تشبُّثًا؛ لذا فمن الطبيعيِّ مع تلك المقدِّمات أن تكون نتيجة التوقُّف عن المُدافَعة السُّكونَ والاستسلام، وهو مُرادف للموت، ومن هنا يأتي الفساد والإفساد؛ ذلك أنَّ من شأن المدافعة أن تُوقِفَ الأشياء عند حَدِّها الطبيعيِّ؛ مِمَّا يُحقِّق التَّوازن المطلوب، وأظنُّ أنَّ خير مَن يدرك ذلك هم الرُّواد الأُوَل للصَّحوة، فلو أن القوم استجابوا لتلك الثقافات والمَوْروثات وكَفُّوا عن المُدافَعة، لتَغيَّرَت الخريطة الدعويَّة الآن.

 

8- أظنُّ أنَّه آن الأوان أن نُدرك أنَّ الخيارات ليست محصورةً في أن أكون تابِعًا في الحقِّ، أو رأسًا في الهوى والضَّلالة!

 

9- إنَّ الاختلاف وتبَنِّي المواقف المُعاكسة قد يكون ضروريًّا لإيجاد التَّكامل، كما أنه مهمٌّ لإثارة روح التحدِّي؛ فالَّذين يُخالفوننا في رُؤَانا وأُطْروحاتنا يُحْسِنون إلينا - ولو مِن خارج التيَّار، بل ولو من المعادين له - لأنَّهم يَحْموننا من الغرور ومن تبَنِّي الأفكار المُبتذَلة ومنتهية الصلاحية، كما أنَّهم يدفعوننا في اتِّجاه المُراجعة لِمَواقفنا والتَّراجع عن أخطائنا، والتَّعامل مع المدافعة بوعيٍ وموضوعيَّة من شأنه أن ينمِّي العمل ويسدَّ الخلل ويرشد المسار.

 

وأظنُّه لا يحتاج إلى بيان أن التَّدافع والاختلاف على مستوى الأصول والكُلِّيات مذموم، أمَّا إذا حدث ذلك على مستوى الفُروع والجزئيَّات فإنَّه يعني الخُصوبة والنَّماء، أما الاختلاف والتَّدافُع في عمَلِيَّة دَفْع شرِّ الشرَّيْن، وارتكاب أخَفِّ الضَّررين، ودَرْء المفاسد، وجَلْب المصالح... فأظنُّ أن الاختلاف والتَّدافُع فيها واجبٌ؛ إذْ إنَّها من الأمور التي يكثر فيها الخطأ؛ بسبب ضَعْف المعايير التي تُساعدنا على التَّفريق بين هذا وذاك، وتقديم هذا وتأخير ذاك.

 

10- إنَّ الخطاب الأبَوِيَّ - بل والشُّرطي في بعض الأحيان - والذي ربَّما كان ضروريًّا في ظلِّ القَمْع والاستِبْداد، لا يغيب عنَّا أنَّه كان من مُفْرَزاته أيضًا، ويجب أن ينتهي بانتهائه.

 

11- ينبغي ألاَّ يُنسَى ماضي وتاريخ الأكابر من السَّادة العلماء والدُّعاة، ولا ينبغي سَحْب الثِّقة ونَفْي الحكمة؛ لِمُجرَّد أنَّهم لم يُوافقونا على ما نُريد، وكذا يجب ألاَّ يُعَد كلُّ استجابةٍ للتيَّار العام لأبناء الدَّعوة من باب الرُّضوخ للتهوُّر والسَّيْر وراء أناس قليلي الخبرة، فلا يغيب أنَّ الشباب هم (ترمومتر) الأُمَّة؛ أحاديثهم، مواضيعهم، منطقهم، اهتماماتهم، رُدود أفعالهم، كتاباتهم، مهاراتهم، مشاركتهم، ولا ينبغي بحال أن ينظر لكلِّ ثبات على الرَّأي والموقف أنه محمود.

 

12- وأخيرًا: فقد حاولتُ قدر طاقتي أن ألبس المعاني أحسنَ الألفاظ، وأن أترَفَّق في الخطاب قدر المستطاع؛ لئلاَّ ينشغل أحَدٌ بِجَرح الألفاظ عن فَحْوى المعاني، وقد اضطُرِرت في سبيل ذلك إلى استعارة ألفاظٍ بل جُمَل من مواضع عدَّة، وأرجو ألاَّ أضطر في مقالٍ لاحقٍ أن أكون أكثر صراحةً، وأشدَّ وضوحًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة