• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

نساء طرابلسيات!

نساء طرابلسيات!
باسم البابلي


تاريخ الإضافة: 2/4/2012 ميلادي - 11/5/1433 هجري

الزيارات: 9328

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقد كانت لُبنان على مدار سِنِي حياتي رمزًا لثقافة هجينة تسلَّلت إلى هُويتها، فصارت علامةَ المتعة، والرغبة، والنزوة.

وكنتُ أسمع أنها مرتعُ العبَث.

ثمَّ سمعت صوتَهم في أنغام فيروز، تغنِّي لبيت المقدس محرابِه وصليبِه.

كنتُ أظنُّهم عايشوها، ولم أكن أعلمُ بأن الأمر لا يتعدى التأثُّر بوسائل الإعلام القديمة، وما يتبعُه بعدُ من بُهارات وزياداتٍ.

 

ولا أعني بكلامي نفيَ ما ليس موجودًا، ولكني أظنه بقدرٍ يتلاءم والتأثُّرَ بثقافة الغرب المنحرف، وأنَّ حجمَه لا يبتعد كثيرًا عن مثيلِه في بلاد المسلمين عامَّة، وقد تجد في غيرها ما هو أسوأ.

 

بل إنِّني أجد في النساء الطرابُلسيات نموذجًا فريدًا، فهنَّ كما رأيتهن في أخلاقِ أزواجهن، يتقززن من كل إهاناتِ بني جنسهنَّ لهن، ويرفضْنَ أن يُنظرَ إليهن من خلال الشوارع، أو الملاهي.

والحقُّ معهنَّ.

 

وكنت أُسائل نفسي وأناجيها، بأنَّ الشوارع مهما حوَتْ، فلن تحويَ أكثر من واحدٍ في المائة من عدد النساء في طرابلسَ.

فكان السُّؤال: أين الباقي؟


فجاءتني الإجابة بسيطةً وهادئةً، بلا ضوضاء، إنَّهن يمتنعنْ عن إظهار جمال نفوسهنَّ في الشوارع؛ لإدراكهنَّ أنَّ الشوارع لا تليق بمقام المرأة، وأنَّها لا بد لها من أن تسودَ بيتَها، بجمالِها، بحنانها، وحبِّها.

هي تعتقد بأنها جوهر ثمين، ومن العيب أن تتصرَّف الحُرَّة بنفسيَّة الإماء والعبيد.

كما أن من الغريب أن تكون الإماءُ في أخلاق الحرائر.

غالَبَني صديقي، وأراد أن يُقنعني بغير ذلك بالنظر إلى أصباغ الشوارع، إلى الجامعات، المدارس.

أشحْتُ بوجهِه إلى مِئذنة مسجد قريب، وعدد النساء المصلِّيات، المبتهلات.

تفاجأ صديقي بأنَّ العدد أكبرُ بكثير مما كان يظنُّ.

 

قلت: سأعرِّفك أمَّ زوجة أستاذنا من غير أن تراها، استغربَ: لا تفلسف الأمور.

قلت له: انظر إلى أستاذِنا، كم يُتقن فنَّ الأبوة، وكيف تتدفق عاطفتُه من بين ثناياه، وانظر إلى لَمعان التربية في عينيه، كيف يحترم عملَه، وكيف يزرع الابتسامة في وجوهِ الآخرين، أترى كلَّ هذا يكون لولا أنَّها الماء الذي يسقي الغِراسَ؟

قال: هي واحدة.

قلت: أتعرف أمَّ زوجة صديقنا؟ سأعرِّفها لك، جميلةُ النفس، عزيزةٌ، كريمة، عفيفة طاهرة، إيمانُها عجيب، ولقد عرَفتها في زوجها، فهو صاحبُ همَّة وقرارٍ، عزيز أبيٌّ، صديق أبنائِه؛ لأنه يرى فيهم الوعد القادم.

 

أما أم فلان، فتترك في نفسك ابتساماتٍ، فأنت ترى في زوجِها كلَّ شيء، الحياةَ، الحركةَ، السَّعيَ الدؤوب، النَّخْوة، والإخاء، ويكفيك مصطلحه الخاص: (دَوِّوور).

 

والمرأة المؤمنة أمٌّ، نموذج فريد، فزوجُها سمتُه صيام الاثنين والخميس، وحنانُه وهدوء نفسه تغريان بالاستماع إليه، حرصُه على إخوانه يتجاوز المعقول، ويدخل في دوائر البذل والتواضع بكل هدوء.

 

هؤلاء جميعًا يشتركون في مزيَّة واحدة، إنهم أحسنوا تربية أبنائهم، فأبناؤهم صورة حقيقية للمبادئ، والقِيَم.

في ظنك يا صديقي، لو كان البيت مشتعلاً نارًا، أو بَنَتْه لُوثة الغرب، كيف سترى هذه النَّماذج؟!

أترى الآن ما معنى: "نساء طرابلسيات"، أم تريد نماذجَ أخرى؟!

إنها زاخرة، بالعفافِ والطهر، وهي تزرع بصمتٍ، وهي لا تُسيم نفسَها الخسف.

وأما ما تراه يا صديقي بعينَيْ رأسك، فأوجبُ لك أن تعالج هواك، وتدعو بالهداية لهنَّ ولك.

لِمَ تركتني؟ لم استعجلت، يا صديقي؟

إلى اللقاء...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- طرابلسيات والنعم
الجزيرة العربية - السعودية 03/04/2012 09:51 PM

فهمتُ أخيراً وبعد قراءة المقال أنك تقصد طرابلس لبنان لا طرابلس العاصمة (أي عاصمة ليبيا) فالعقول والقلوب تهفو إلى ليبيا ما بعد الثورة حفظ الله أهلها الذين فاجئوا العالم كله بشجاعتهم وبسالتهم. على أي حال طرابلس لبنان أكثر ساكنيها من أهل السنة والجماعة والحمد الله, ولا عجب ان تكون نسائها كذلك, نسأل الله لنا ولهم الخير والثبات.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة