• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الموقعة الكبرى

الموقعة الكبرى
الحسين جنوي


تاريخ الإضافة: 7/3/2012 ميلادي - 14/4/1433 هجري

الزيارات: 4742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشوارعُ خالية، والمحلات التجارية مقفلة، وبعض مَن بقي في الشارع يمرُّ بسرعةِ البرق؛ فالموقعة حانَ وقتُها، لا تَجد في الشارع إلا شيخًا هرمًا لم يعد يهمه شيء، أو طفلاً لا هَمَّ له إلا اللعب بكرته...

 

كان ذلك الجزء الذي أسكنه من المدينة خاليًا، ساكنًا، كأنَّ خروجَ يأجوج ومأجوج وشيكٌ لا محالة.

 

كل الناس في البيوت، ولكنَّ الغالبية في المقاهي التي اكتظت بزُوَّارها حتى غدت المساجد تَحسُدها على كثرة زوارها، وأصبح الزبون يدفع ثمن المشروب قبل تناوله؛ لأن العواقب لا تُحمد في مثل هذه المواقع؛ لأنَّ الصراعَ يكون على أشدِّه بين الفريقين اللدودين.

 

إنَّها موقعة كبرى بين عملاقين من بلاد الأندلس التي ضيعناها، وأصبحتْ تضيعنا، لم تمرَّ دقائق قليلة حتى ارتفعت الأصوات من المقاهي والبيوت، مشجعةً تارة، وشاتمة أخرى.

 

فهؤلاء يريدون أن يفوز فريق ريال مدريد، ومنافسوهم يريدون فوز فريق برشلونة، وكلٌّ يصيح من خارج أرض المعركة مشجعًا ومنددًا ومتوعدًا، ولم يكنِ الصِّراعُ في المقهى بين مشجعي الفريقين أقلَّ ضراوة منه على أرض الملعب؛ فالمنافسة تحتم ذلك.

 

وساد صمتٌ رهيب خِلْت أن الناس قد رقدوا، ولكن كان ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة، ثم ارتفعت الأصوات مهللةً بتسجيل الهدف في مرمى الفريق الملكي، كان ذلك صعبًا عليهم، ولكن بالمقابل كان الأمر بالنسبة لأعدائهم فرحةً عظمى، وفوزًا ساحقًا، وبدأت المُلاسَناتُ بين المتفرجين كلٌّ يُنافح عن فريقه: فئة منتصرة شامتة ومستهزئة... وأخرى تُحاول امتصاصَ الغضب والرد على الخصوم بأن الحرب دُوَل.

 

لم يَدُمِ الأمر طويلاً حتى كانت الموقعة الكبرى في المقهى، عندما قام أحد مشجعي الفريق الملكي بشتم أحد مناصري الفريق الخصم، الذي لم يكن أقلَّ حمية ليرد بضربة قوية، كانت سببَ تأجيج الصراع بين المتفرجين، ولولا تدخُّلُ بعض العقلاء، لكانت جريمة لا يعلم نتائجَها إلا اللهُ.

 

انتهت الموقعة الكبرى بين الفريقين بهزيمة ريال مدريد بهدف مقابل لا شيء، وبدأ اللاعبون يتصافحون بابتسامة عريضة مرسخين مبدأ الروح الرياضية، ويتبادلون الأقمصة، ومنهم من كان يعانق خصمه وهم يتجهون نحو مستودع الملابس، بينما كان المشجعون في المقهى يتراشقون بالكلمات النابية، ومنهم من يتوعد ابن جاره أو صديقه بكلمات يَشِيبُ لها الولدان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة