• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

حضارة لا إله إلا الله....

حضارة لا إله إلا الله....
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي


تاريخ الإضافة: 29/2/2012 ميلادي - 7/4/1433 هجري

الزيارات: 6710

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يعرف التحضر، في أبسط صوره، بأنه الارتقاء بالإنسان من حالة التوحش والبداوة والجهل إلى ما هو أفضل، وذلك بالتعليم والتهذيب والعيش في نظام اجتماعي قادر على تيسير الحياة وتطويرها....

 

ويقول ي.هِل في كتابه: «الحضارة العربية»: «الحاجة أم الحضارات الإنسانية، ذلك أن التنفس البشرية فطرت على شوق لا حد له إلى الرفاهية والسيطرة والجمال والحق. وهذه الغايات هي الأهداف الأخيرة لكل طموح إنساني، والسعي إليها هو العلة الجوهرية في ارتقاء الإنسانية.

 

فالمثل الأعلى للإنسان يكمن وراء عدة لا يحصى من الحاجات، وكلما حصل على واحدة منها اتسع مجال طموحه إلى ما يليها.

 

وعلى هذا النهج تسير الحضارات كلها: الحاجات الجديدة تؤدي إلى وجود أهداف جديدة، والكدح في سبيل هذه الحاجات هو الطابع الذي يميز الحضارة، والحصول عليها هو خلق للحضارة نفسها، وإدخال أقوال آخرين في مجالها هو نشر لهذه الحضارة[1].

 

إن النظر إلى الحضارة من هذا المنطلق إنما ينبع من مفهوم مادي بحت بالدرجة الأولى، وإن تخللته بعض اللمسات الفكرية التي تتحدث عن الحق والجمال. وهو تقرير خاطئ لأنه أسقط من حسابه العنصر الرئيسي المسئول عن الوجود الإنساني نفسه، وكل تقرير أسقط عنصرًا من العناصر المؤثرة في عملية ما يعتبر تقريرًا خاطئًا بلا جدال.

 

إن حضارة صنعها الإنسان بهذا المفهوم، لهي حضارة مقضي عليها بلا شك، لأنها لم تتعد أن تكون حضارة المتاع...

 

لقد نسي الإنسان خالق الوجود.. لقد نسي الإله..!

 

وماذا بقي بعد ذلك، بل وأي معنى لوجوده، إذن، وفيم الكفاح؟!

 

إن الإنسان لا يقف وحده، في هذا الكون،كما ادعى هكسلي، ومن سبقوه، ومن جاءوا بعده....

 

ومن هنا كانت حضارة الإسلام مختلفة عن غيرها من الحضارات، وحق لها أن تسمى باسم: حضارة لا إله إلا الله...

ونقطة البدء فيها أن يعلم الإنسان: ﴿ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].

 

ومعنى هذا أن يتعامل الإنسان مع الله مباشرة، دون واسطة ما، كائنًا من كان....

 

فرسول الله ليس واسطة بين الله وخلقه، إنما هو داع إلى الله ومعلم منهجه، ومبين محتواه...

﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144].

 

ثم لنقرأ جيدًا قول الحق هذا، لنعلم كيف يدعو الله الإنسان - كل إنسان سواء أكان: رجلًا أو امرأة، متحضرًا مغرورًا أو متخلفًا لا يدري من أمر دنياه شيئًا.. يدعوه ليتعامل معه - سبحانه - مباشرة وذلك على هدي منهجه، فيقول مخاطبًا نبيه:

﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52].

 

آنذاك يضع الإنسان عن كاهله آنذاك كاذبة،تتمثل في معتقدات خاطئة، وخوف من قوى لا وجود لها. ويفك أساراه وأغلاله التي قيدته بها تقاليد زائفة، فينطلق نحو التقدم في الحياة، ويعمل من أجل تخفيف آلامها، والاستمتاع بها وفق منهج الله، فيحقق لنفسه ولغيره الخير والأمن في الدنيا والآخرة.

 

حضارة الإسلام، إذن، هي حضارة لا إله إلا الله، لأنها تعلم الإنسان الحق والخير والجمال، وتدعوه إلى التفكر والبحث والدراسة والإبداع، وتجعل تخفيف أعباء الحياة وتوفير المتاع عبادة مثل سائر العبادات..

 

المصدر

(من كتاب "الحضارة الإسلامية وجهتها الله، والحضارة الغربية مركزها الإنسان!"، للواء أحمد عبدالوهاب رحمه الله)


المادة باللغة الإنجليزية
اضغط هنا

[1] نقله إلى العربية: الدكتور إبراهيم أحمد العدوي - ص11.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة